بلومبرغ
قد ينتهي الأمر بأن يصبح الرد العالمي على المقتنيات التي جنت ملايين الدولارات في المزادات الفنية هذا العام، ضرورة يومية في غضون عِقد من الزمن، وفقاً لما ذكره عميد العملة المشفرة.
تمتلك الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs)، وهي شهادات أصالة رقمية مدعومة بتقنية "بلوكتشين"، القدرة على إضافة قيمة ليس فقط للأعمال الفنية، ولكن للضروريات اليومية مثل سلع التجزئة أيضاً، وفقاً لويليام كويغلي، الشريك المؤسس في "ستابل كوين تيثر" (Stablecoin Tether).
قال "كويغلي" في مقابلة أجريت معه مؤخراً: "سيكون لجميع المنتجات الاستهلاكية - التي لا يمكن أكلها - في السنوات العشر القادمة توائم رقمية".
شعبية متزايدة
هناك جدلٌ متزايد حول التوقعات بشأن ما يعتبره البعض عنصراً رئيسياً للتمويل المستقبلي، بينما يرى فيه البعض الآخر فقاعة أصول رقمية أخرى، نتجت عن زيادة السيولة ومخاوف التضخم.
أدت التقلبات الشديدة في الأسعار الأخيرة للعملات المشفرة بما في ذلك بتكوين إلى زيادة حالة عدم اليقين، نتيجة المخاوف البيئية المتنامية والحملة المتزايدة التي تقودها الصين.
ازدادت شعبية الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) هذا العام، مدعومة بصفقات من بينها عملية بيع حطمت الأرقام القياسية بقيمة 69.3 مليون دولار للوحات "كل يوم: أول 5000 يوم" للفنان الرقمي "بييبل"، وفيديو لـ"لابرون جيمس" وهو يسجل هدفاً في السلة.
حالياً يقدم الجميع، بدءاً من المعارض الفنية إلى اللجنة الأولمبية الدولية ودور الأزياء و"تويتر" الرموز الرقمية.
سوق متقلبة
يقول مزود البيانات المشفرة "كوين ماركت كاب" إن 57 مشروعاً في فئة "المقتنيات والرموز غير القابلة للاستبدال"، والتي تتبعها في بداية هذا العام، قد تضخمت قيمتها السوقية إلى 16.7 مليار دولار حتى يوم الخميس الماضي، بعد أن كانت قيمتها 4.67 مليار دولار يوم الثلاثاء الأول من يناير.
مع ذلك، بلغت قيمة مجموعة أوسع من 159 مشروعاً راقبها منذ ذلك الحين 19.2 مليار دولار أمريكي حتى يوم الأربعاء، بانخفاض 52% عن ذروة 16 أبريل.
دفع تقلب الرموز غير القابلة للاستبدال إلى الحذر بشأنها، حتى من جانب "فيغنيش سوندارسان"، المعروف أيضاً باسم "ميتا كوفان"، والذي اشترى الأعمال الفنية الرقمية لـ"بييبل"، محطماً بذلك الأرقام القياسية.
مخاطرة شديدة
في مقابلة أجريت معه في أبريل، حذر "سوندارسان" من أن أي شخص يحاول الاستفادة من الرموز غير القابلة للاستبدال "يخاطر بشدة"، وأن الأمر "أكثر جنوناً من الاستثمار في العملات المشفرة".
أزعجت الأسئلة الأطول مدى والأكثر جوهرية حول استدامة وأمن تقنية "بلوكتشين" نفسها، إضافة إلى استهلاكها المحتمل للطاقة، بعض المستثمرين.
لكن أنصار الرموز غير القابلة للاستبدال يقولون إنهم يلعبون على المدى البعيد.
قالت مونيكا لونغ، المديرة العامة لـ"ريبل إكس" في شركة (ريبل)، في تعليق أرسلته بالبريد الإلكتروني: "نتوقع أن نرى توسع حالات استخدام الرموز غير القابلة للاستبدال إلى ما هو أبعد من الفن الرقمي والمقتنيات".
وقالت إنهم "يفتحون مصادر دخل جديدة للفنانين والمبدعين".
الرموز المشفرة تتوسع في مجالات جديدة
ومن الأمثلة على كيفية تطبيق التكنولوجيا في مجالات أخرى، فإن الرموز غير القابلة للاستبدال في "تعويضات الكربون"، والتي من شأنها أن تشهد قيام مؤسسة الغابات الوطنية الأمريكية بزرع شتلة في كل مرة يستبدل فيها رمز، كما قال "كويغلي".
قال كورتيس تينغ، المدير الإداري لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لبورصة "تراكاين" (Kraken) للعملات المشفرة: "نظراً لأن البشر يعيشون المزيد من مدة حياتهم على الإنترنت، فإن عدد المرات المحتملة التي يمكن بيع الرموز غير القابلة للاستبدال يستمر في النمو بشكل كبير. والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا حالياً ليس ما سيتم تقديمه على أنه رموز غير قابلة للاستبدال بحلول عام 2030 –بل أكثر من ذلك، ما الذي لن يكون كذلك؟".