بلومبرغ
ربما تكون الفترة السابقة لرحلة ريتشارد برانسون إلى حافة الفضاء قد رفعت أسهم "فيرجن غالاكتيك هولدينغز"، لكنْ من الواضح أنَّ الصناديق التي تتبع القطاع تبحث عن الإلهام في أماكن أخرى.
شهدت صناديق المؤشرات التي تتتبَّع قطاع الفضاء تدفُّقات صافية خارجة خلال الشهرين الماضيين على التوالي، وفقاً لبيانات "بلومبرغ"، لدرجة أنَّ صندوق مؤشرات "كاثي وود" الذي طال انتظاره، "آرك سبيس اكسبلوريشين آند إنوفيشن" (ARKX)، قوبل باهتمام فاتر بعد ثورة النشاط المبدئية التي شهدها بعد طرحه.
وبرغم عاصفة الأنباء الخاصة برحلة برانسون التجريبية إلى الفضاء، التي أقلعت بنجاح نهاية الأسبوع الماضي؛ فإنَّ منتجات القطاع البالغة قيمتها 6.5 تريليون دولار تقدِّم صورة متباينة، ولا يعدُّ أداؤها -خاصة تلك الصناديق التي لم تتعرَّض بشدَّة إلى صعود "فيرجن غالاكتيك" الذي فاق 75% العام الجاري- مميزاً. وفي ظلِّ وجود مئات الخيارات الأخرى من صناديق المؤشرات للاختيار من بينها، يقوم المستثمرون برهانات أقرب إلى الأرض، فقد تراجعت أسهم "فيرجن غالاكتيك" يوم الإثنين بعدما قالت الشركة -مستغلة زيادة الاهتمام بها- إنَّها ستطرح ما يعادل 500 مليون دولار من الأسهم.
وقال إريك فريدمان، مدير الاستثمار في مجموعة "يو إس بنك" لإدارة الأصول: "من ناحية، يصف المستثمرون ذلك كغزوة أولية لهيكل جديد..لكن ربما يركِّز الناس بقدر أقل قليلاً على القطاع من المنظور الاستثماري، لأنَّنا لسنا قريبين من أن نكون على نطاق واسع حتى الآن، وتتعلَّق المسألة أكثر فيما إذا كان هذا شيء قابل للحياة؟"
صناديق تنتظر الأموال
كانت التوقُّعات لصندوق (ARKX) الجديد أعلى أوائل العام الجاري لدرجة أنَّ إعلان "وود" عن الإطلاق المخطط له للصندوق رفع قطاع الفضاء بأكمله، وبرغم أنَّ أصولاً لدى المنتج تزيد على 600 مليون دولار بالفعل، وهو أكبر رقم لمنتج في 2021، فقد عانى من تدفُّقات خارجة خلال الشهرين الماضيين.
ويعود ذلك جزئياً إلى الأداء، إذ لم يرتفع الصندوق سوى بنسبة 3% منذ إطلاقه في أواخر مارس مقارنة بمكاسب نسبتها 10% لمؤشر "ستاندرد آند بورز500" خلال الفترة نفسها، كما قرَّرت "وود" التخلي عن حصَّتها في "فيرجن غالاكتيك" في آخر مايو، وفوَّتت صعوداً نسبته 68% منذ ذلك الحين.
أما بالنسبة لصندوق المؤشرات "بروكيور سبيس" (UFO)، التي تشكِّل "فيرجن غالاكتيك" أكبر ممتلكاته بنسبة 6.5%، فقد كان المسار أكثر إشراقاً، وارتفع بنسبة 21% العام الجاري، مقارنة بصعود يقترب من 17% لمؤشر "ستاندرد آند بورز 500". ومع ذلك، لم يستقبل الصندوق سوى 76 مليون دولار العام الجاري، وإجمالي أصوله حالياً لا تتجاوز 132 مليون دولار.
كما أنَّ شهرة اسم مثل "ستيت ستريت كورب" لم تكن كافية لدعم صندوق المؤشرات "إس بي دي آر إس آند بي كينشو فاينال فرونتيرز" (SPDR S&P Kensho Final Frontiers) أو (ROKT)، الذي حصل على تدفُّقات داخلة بقيمة تقل عن 10 ملايين دولار العام الجاري، ويتخلَّف أداؤه عن مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".
وقال ديفيد ماتزا، مدير المنتجات في "دريكسيون" (Direxion): "يعدُّ الفضاء مجالاً مثيراً، ولكنَّه ليس ملموساً مثل المجالات الأخرى، كالسيارات الكهربائية، والحوسبة السحابية، أو العمل من المنزل..ويتخلى سهم "فيرجن غالاكتيك" عن الكثير من مكاسبه اليوم أيضاً".
ومع ذلك، من المتوقَّع أن يكون العام الجاري مليئاً بالتطورات في مجال الفضاء في الوقت الذي يستعدُّ فيه مؤسس "أمازون"، جيف بيزوس، لرحلة فضائية الأسبوع المقبل في صاروخ صنعته "بلو أوريجن" (Blue Origin) المملوكة للملياردير.
وقال جيمس بيلو، العضو المنتدب في "مورز آند كابوت إنك" (Moors & Cabot Inc): "بمجرد أن يتمكَّن المشاركون في السوق من تصور السفر التجاري إلى الفضاء والتصنيع والتعدين فيه، ينبغي أن تبدأ الأموال في التدفّق".