هل يجب أن تستثمر في الشركات الصينية بعد حملة تعقب شركة "ديدي"؟

time reading iconدقائق القراءة - 13
نوافذ مكتب مضاءة في مقر شركة \"ديدي\". ليلاً في بكين ، الصين ، يوم الاثنين 5 يوليو 2021. وسعت الصين حملتها الأخيرة على صناعة التكنولوجيا إلى ما بعد ديدي لتشمل شركتين أخريين تم إدراجهما مؤخرًا في نيويورك ، تتعاملان مع ضربة للمستثمرين العالميين مع تشديد قبضة الحكومة على البيانات الحساسة عبر الإنترنت. - المصدر: بلومبرغ
نوافذ مكتب مضاءة في مقر شركة "ديدي". ليلاً في بكين ، الصين ، يوم الاثنين 5 يوليو 2021. وسعت الصين حملتها الأخيرة على صناعة التكنولوجيا إلى ما بعد ديدي لتشمل شركتين أخريين تم إدراجهما مؤخرًا في نيويورك ، تتعاملان مع ضربة للمستثمرين العالميين مع تشديد قبضة الحكومة على البيانات الحساسة عبر الإنترنت. - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

كانت النسخة الصينية من شركة "أوبر" قد بدأت للتو في التداول في الولايات المتحدة، عندما تدخلت الجهات التنظيمية في بكين وأوقفت النمو في أكبر أسواق شركة "ديدي".

أدت الإجراءات التي اتخذتها سلطات تنظيم الفضاء الإلكتروني في الصين هذا الأسبوع ضد شركة "ديدي" بذريعة الأمن المحلي - إلى تعقيد الصورة بالنسبة للمستثمرين الذين يراهنون على عمالقة شركات التكنولوجيا في البلاد. وانخفض سعر سهم ديدي بما يصل إلى 25% يوم الاثنين قبل تقليص بعض الخسائر.

نجحت شركة "ديدي" الأسبوع الماضي في إغلاق ثاني أكبر طرح عام أولي لشركة صينية في الولايات المتحدة، وجمعت 4.4 مليار دولار. وصعد سهم الشركة بنسبة 29% قبيل الانخفاض لينهي تعاملات اليوم عند مستوى يفوق سعر الاكتتاب بـ 1% بقيمة سوقية قدرها 68 مليار دولار. إنها ليست اسماً مألوفا في الولايات المتحدة حتى الآن، ولكن شركة "ديدي" واسعة الانتشار في الصين.

شركة "ديدي" ليست أول عملاق تكنولوجي صيني يواجه نزاعاً حول مخالفة قواعد الجهات التنظيمية. حيث أوقفت الصين في شهر نوفمبر الماضي، إدراج شركة "أنت غروب" في بورصة هونغ كونغ، وبعد ذلك بوقت قصير، تراجعت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية على مستوى العالم بسبب مخاوف بشأن صدور قواعد أكثر صرامة. ثم في شهر أبريل، فرضت الصين غرامة على مجموعة "علي بابا" بعد تحقيق سريع.

إجمالاً، فقدت شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة نحو 823 مليار دولار من أعلى مستوى لها منذ شهر فبراير الماضي.

تركت أحدث حملة تعقب من قبل إدارة الفضاء الإلكتروني الصينية، والتي تمنع مستخدمي شركة "ديدي" الجدد من التسجيل، بجانب تعهد مجلس الدولة الصيني بتعزيز اللوائح المتعلقة بأمن البيانات، المضاربين يتساءلون عن المدى الذي ستصل إليه الإجراءات.

فيما يلي تجد ما تحتاج معرفته حول شركة "ديدي" - بالإضافة إلى الحجج المؤيدة، والمعارضة، للاستثمار في مجال التكنولوجيا في الصين:

كيف تسير الأمور بشركة "ديدي"؟

بعد أن استحوذت "ديدي" على عمليات "أوبر" في الصين في عام 2016، أصبحت إلى حد بعيد اللاعب المهيمن في سوق طلب سيارات الأجرة هناك. ففي الربع الأخير من عام 2020، سيطرت الشركة على 88% من إجمالي الرحلات التي جرى تنفيذها في الصين.

ومع ذلك، لم تكن الشركة محصنة ضد تحديات تفشي وباء فيروس كورونا. تكبدت الشركة خسارة صافية قدرها 1.6 مليار دولار من إيرادات بلغت 21.6 مليار دولار العام الماضي، وفقاً لإفصاحاتها لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية. يبدو هذا العام أكثر إشراقاً، حيث أعلنت الشركة عن صافي دخل قدره 837 مليون دولار في الربع الأول.

وتتوسع الشركة في مجالات إصلاح السيارات وتوصيل مواد البقالة، ويقال إنها تستكشف التوسع في الخدمات في دول أوروبا الغربية. في غضون ذلك، تواصل البحث في تقنية القيادة الذاتية.

ما دوافع الشراء؟

إذا كنت تثق في أكبر الكيانات في وول ستريت: فقد قادت مجموعة "غولدمان ساكس" ، وشركة "مورغان ستانلي"، وشركة "جيه بي مورغان تشيس آند كو"، الاكتتاب العام الأسبوع الماضي، كما عينت شركة "ديدي" 20 مستشاراً لإدارته. هناك أيضاً حقيقة أن مجموعة "سوفت بنك" اليابانية هي أكبر مساهم فيها بأكثر من 20%، كما تمتلك شركة الشبكات الاجتماعية الصينية العملاقة "تينسينت هولدينغز ليمتد" حصة فيها أيضاً.

إذا كنت تبحث عن التنويع: فقد ارتفعت الأسهم الأمريكية منذ الجائحة العام الماضي، حيث صعد مؤشر "ستاندرد آند بورز" الآن بأكثر من 90% من أدنى مستوياته في شهر مارس عام 2020. ولكن إلى متى يمكن أن يستمر ذلك؟ سيتطلع بعض المستثمرين المهتمين بتوزيع المخاطر إلى الأسواق الأجنبية. قال كيم فورست كبير مسؤولي الاستثمار في "بوكيه كابيتال بارتنرز" (Bokeh Capital Partners): "الصين منطقة من العالم لديها سجل حافل في نمو الناتج المحلي الإجمالي الهائل، وإذا كنت تعتقد أن هذا يمكن أن يحدث هنا، فهذا أمر جذاب للغاية بالنسبة للمستثمرين".

إذا كنت تريد صفقة بسعر مناسب: فقد يرى البعض في أسهم شركة "ديدي" أنها فرصة شراء. إذا انتعشت الأسهم، فقد يجعل ذلك السعر الحالي يبدو وكأنه صفقة رابحة.

إذا كنت متفائلاً بشأن مستقبل خدمة طلب سيارات الأجرة: فإن نجاح شركات مثل "أوبر" و"ليفت" (Lyft) في الولايات المتحدة دفع البعض للاعتقاد بأن قطاع مشاركة ركوب السيارات بشكل عام لديه إمكانات هائلة، خاصة مع انتعاش التنقل بعد الجائحة. كما توفر البنية التحتية الشخصية للمركبات في الصين مزايا لشركة "ديدي"، وفقاً لما ذكره نيك كولاس وجيسيكا رابي من شركة "داتا تريك ريسيرش" للأبحاث. وكتبوا في رسالة الأسبوع الماضي: "من الصعب الحصول على تصريح لامتلاك سيارة في العديد من المدن الصينية، لأن الحكومات المحلية بحاجة إلى السيطرة على الازدحام والتلوث". تابعت الرسالة: "خدمة استدعاء سيارات الركوب تعتبر حلا منطقيا، ومع تحسن مستوى المعيشة، سيتمكن المزيد من الناس من تحمل تكاليف الخدمة".

لماذا نبتعد عنها؟

إذا كنت قلقا بشأن التحقيقات الأمنية الصينية: أصدر مجلس الدولة الصيني بياناً يوم الثلاثاء تعهد فيه بزيادة رقابته على أمن البيانات والإدراج الخارجي بالبورصات. أعربت البلاد باستمرار عن مخاوفها بشأن المعلومات التي تحتفظ بها شركات التكنولوجيا. على سبيل المثال، لدى شركة "ديدي" بيانات لنصف مليار مستخدم نشط سنوياً. أدى هذا بالفعل إلى هبوط مؤشر "غولدن دراغون تشاينا" (Golden Dragon China) الخاص بمؤشر ناسداك، الذي يتتبع شهادات الإيداع الأمريكية الخاصة بشركات صينية، ويمكن أن تتواصل الخسائر إذا تم سن المزيد من القيود. قال ماكس غوكمان، رئيس توزيع الأصول في شركة "باسيفيك لايف فاند أدفايزرز" (Pacific Life Fund Advisors): "سأكون حذراً للغاية بشأن التفكير في أن شركة ديدي هي صفقة جيدة في الوقت الحالي".

إذا كنت تتذكر شركتي "آنت" و"علي بابا": فهذا يعد أحدث مثال على ممارسات الرئيس الصيني شي جين بينغ تجاه شركات التكنولوجيا الصينية. في نوفمبر، صدمت الحكومة الأسواق بوقف الطرح العام الأولي لشركة "آنت غروب" كما تم فتح تحقيقات مكافحة الاحتكار في مجموعة "علي بابا" نتج عنها غرامة قياسية قدرها 2.8 مليار دولار. قال مات مالي، كبير الخبراء الاستراتيجيين للسوق في شركة "ميلر تاباك بلس كو" (Miller Tabak + Co): "أعتقد أن المخاطر عالية جداً، دعونا نواجه الأمر، علي بابا شركة رائعة، لكن سهمها انخفض بنسبة تزيد عن 30% منذ أن بدأت مشكلاتها مع الحكومة الصينية العام الماضي، على الرغم من الارتفاع القوي في سوق الأسهم الأمريكية".

إذا كانت لديك مخاوف من أن تصبح حكومة الولايات المتحدة أكثر تشدداً: فقد أصبحت لجنة الأوراق المالية والبورصات في الولايات المتحدة أكثر صرامة بشأن الشركات الصينية، وقد تشطب الشركات التي لن تكشف عن معلومات مالية معينة للجهات التنظيمية. تواصل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن جهودها، التي بدأت في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، للولوج إلى عمليات تدقيق الشركات الأجنبية.

إذا كنت تفضل الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق الاستثمار: في الوقت الحالي، من المحتمل أن تكون شركة "ديدي" جديدة جداً بحيث لا تكون ذات ميزة جذابة في أي منتجات تتبع مؤشرات خاملة الإدارة. توجد قائمة من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة التي تتعقب شركات التكنولوجيا الصينية مثل صندوق "كارين شيرس سي أس أي تشاينا إنترنت فاند" (KraneShares CSI China Internet Fund)، وصندوق "أنفيستورس غولدن دراغون تشاينا أي تي أف" (Invesco's Golden Dragon China ETF)، لكنها لا تشمل شركة "ديدي". انخفض صندوق "كيه دبليو إي بي" بالفعل بأكثر من 17% هذا العام، ولهذا السبب لن يستثمر كريستيان فرومهيرتز من شركة " تريبيكا تريد غروب" ( Tribeca Trade Group) في شركة "ديدي". وقال: "تضيف الصين مستوى إضافي من المخاطر، ولا يعجبني ما أراه الآن في صندوق "كيه دبليو إي بي إي تي أف" - إنه ينهار".

إذا لم تكن من محبي التقلبات: ففي يومها الأول، ارتفعت شهادات الإيداع الأمريكية لشركة "ديدي" بنسبة 29% من سعر الطرح العام الأولي البالغ 14 دولارا قبل أن تتراجع لتغلق نهاية اليوم مرتفعة بنسبة 1% فقط. رغم أن هذا السلوك ليس غير مألوف بالنسبة للاكتتابات العامة، ولكنه يعني أيضاً أن الشركة قد تكون ذات أداء متقلب في المستقبل. أضف إلى ذلك الجهات التنظيمية القوية في الصين، وتقلبات الأسعار ستكون مضمونة غالباً. يوم الثلاثاء، تراجع السهم بنسبة 25% إلى 11.58 دولار قبل أن يغلق عند 12.49 دولار.

تصنيفات

قصص قد تهمك