محت شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة 823 مليار دولار من قيمتها السوقية منذ ذروتها في فبراير، وتؤجج الحملة الصارمة التي تشنُّها بكين على القطاع مخاوف المستثمرين من أنَّ عمليات البيع التي أدت للتراجع لم تنتهِ بعد.
أصدرت السلطات يوم الثلاثاء تحذيراً شاملاً لأكبر الشركات في البلاد، وتعهدت بتشديد الرقابة على أمن البيانات، وعمليات الإدراج في البورصات الأجنبية بعد أيام فقط من قرار شركة "ديدي غلوبال" المثير للجدل لطرح أسهمها للاكتتاب العام في الولايات المتحدة، الأمر الذي زاد من ضغوط البيع على أكبر أسهم شركات التقنية الصينية، بما في ذلك: " تينسنت هولدنغز"، و مجموعة "علي بابا"، و "جيه دي دوت كوم"، و "بايدو"، و "ميتوان".
قال بول بونغ، العضو المنتدب في "بيغاسوس فاند مانجرز ليمتد": "البيع سيستمر في الربع الثالث".
أوضح بونغ أنَّه باع ثلثي أسهم التكنولوجيا، بما في ذلك في " تينست"، و "علي بابا" في مايو، مضيفاً أنَّ "الإجراءات التي تتخذها السلطات ستستمر".
يوم سادس من التراجع
انخفض مؤشر "هانغ سينغ تك" (Hang Seng Tech)، الذي يضمُّ العديد من أكبر عمالقة التكنولوجيا في الصين، بنسبة 1.9% يوم الأربعاء، متأهباً للتراجع لليوم السادس على التوالي.
تراجعت أسهم " تينسنت"، و"ميتوان" بنسبة 3.7%، ليكونا من بين أكبر الخاسرين على مؤشر" هانغ سينغ". وانخفض سهم "علي بابا" 2.1 %.
أصدرت الصين التحذير الكاسح يوم الثلاثاء في أعقاب بدء إجراء مراجعة أمنية من جانب منظِّم الإنترنت في البلاد الأسبوع الماضي بشأن "ديدي"، ومطالبة متاجر التطبيقات بإزالتها.
أثارت هذه الخطوة ذهول المستثمرين والمديرين التنفيذيين في الصناعة، وألحقت الضرر بأسهم الشركات العاملة في القطاع بـ هونغ كونغ، مثل "تينسنت" - أحد أكبر داعمي "ديدي".
يشعر المستثمرون بالقلق من أنَّ أحدث التحقيقات الأمنية قد فتحت جبهة جديدة في حملة الرئيس شي جين بينغ الأوسع ضد عمالقة الإنترنت في الصين، التي بدأت في نوفمبر 2020، مع انهيار الاكتتاب العام الضخم لشركة " آنت غروب كو" (Ant Group Co)، والتحقيقات اللاحقة لمكافحة الاحتكار مع "علي بابا"، و"ميتوان".
في مطلع الأسبوع الجاري، تحرَّكت الصين ضد شركتين أخريين تمَّ إدراجهما أيضاً مؤخراً في نيويورك، وهما "فول تراك أليانس" (Full Truck Alliance)، و"كانجون" (Kanzhun).
قال جاستن تانغ، رئيس الأبحاث الآسيوية في "يونايتد فرست بارتنرز" في سنغافورة، إنَّ المستثمرين من المرجَّح أن يتبنوا نهج "البيع أولاً، ثم التحدُّث لاحقاً" للحدِّ من مخاطر السياسة على محفظتهم.
من المرجَّح أن تكون أسعار الأسهم مدفوعة بتقلُّبات المعنويات على المدى القريب بدلاً من أساسيات مالية الشركة، كما كتب في رسالة بالبريد الإلكتروني جيان شي كورتيسي، مدير الصناديق في "جي أيه إم انفستمنت مانجمنت"، ومقرُّه زيورخ.
جاذبية التقييمات
من المؤكَّد أنَّ التقييمات قد تبدو جذَّابة. فـ " تينسنت"، و"علي بابا"، و "بايدو إنك" من بين أوائل شركات التكنولوجيا الصينية التي دخلت الأسواق العامة وأكبرها، و يتمُّ تداولها بمتوسط 22 ضعفاً للأرباح المتوقَّعة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة. وهو أفضل من متوسط 10 سنوات البالغ 26 مرة، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
قال جيان شي من "جي أيه إم انفستمنت مانجمنت": "في حالة تحوُّل معنويات السوق إلى حالة من التشاؤم الشديد، ورأينا مؤشر "هانغ سينغ" للتكنولوجيا ينخفض بنسبة 20% من المستوى الحالي، فقد تكون فرصة نادرة لشراء أسهم بعض شركات الإنترنت الصينية سريعة النمو بأسعار مغرية للغاية".
انخفض مؤشر "هانغ سينغ تك" بنسبة 31% من أعلى مستوى له في فبراير.
تحوَّل المستثمرون في البر الصيني الرئيسي، الذين يمثِّلون حوالي ثلث حجم التداول في أسهم " تينسنت" منذ بداية 2021، إلى بائعين صافين للسهم في يونيو.
قال تانغ من "يونايتد فيرست":" في حين ما يزال المستقبل طويل الأجل لشركات التكنولوجيا الصينية؛ سيكون بمثابة مصدر حذر للمستثمرين على المدى القريب".