بلومبرغ
فاجأ البنك المركزي السويدي الأسواق بتوسيع أكبر من المتوقَّع لبرنامج شراء الأصول، وسط علامات بأنَّ أزمة كوفيد-19 سوف تلحق ضرراً أكبر مما هو متوقَّعٌ سابقاً بأكبر اقتصاد في شمال أوروبا.
وقال المركزي السويدي "ريكسبانك" الذي أبقى مؤخَّراً على أسعار الفائدة عند الصفر، إنه سوف يُوَسع برنامج التيسير الكمي إلى 700 مليار كرون (82 مليار دولار)، وهو أكثر بـ200 مليار كرون عن المستوى المستهدف السابق، كما قال، إنَّ سعر فائدة الريبو ستظل عند "صفر" في "السنوات المقبلة".
وقال البنك في بيان اليوم الخميس: "يواصل وباء فيروس كورونا السيطرة على تطورات الأحداث في الاقتصاد العالمي، وتمَّ خفض توقعات النمو للأشهر الستة المقبلة للسويد وخارجها، كما تمت مراجعة توقعات التضخم باتجاه هبوطي طفيف خلال السنوات المقبلة".
ولم يُوَسِّع المركزي السويدي مشتريات التيسير الكمي المستهدفة في بيان اليوم الخميس فحسب، وإنما قال أيضاً، إنَّه سيعزِّز وتيرة مشتريات الأصول خلال الربع المقبل.
وتراجعت الكرون بحوالي 0.4% أمام اليورو، وتوقَّع الاقتصاديون في بنك "سكاندينافيسكا إنسكيلدا بنكن SEB"، أحد أكبر البنوك السويدية، أن يزيد البنك المركزي التيسير الكمي بمقدار 100 مليار كورن، في حين تنبأ الآخرون بعدم تغيير في السياسة.
مزيج السياسة
وأكد محافظ المركزي السويدي "ستيفان انجفيس"، مراراً على تفضيله لمشتريات الأصول بدلاً من خفض الفائدة لدعم الاقتصاد، وأنهى "ريكسبانك" نصف عقد من أسعار الفائدة السلبية منذ عام مضى، كما أبدى "انجفيس" تردداً في خفض الفائدة مجدداً دون الصفر وسط مخاوف الاستقرار المالي.
وتستعد السويد لشتاء كئيب نتيجة انتشار الوباء، وامتلاء أسِّرة العناية المركَّزة بالمرضى، وزيادة القيود على التنقل، وحذَّرت الحكومة بالفعل من أنَّ الشهور القليلة المقبلة، قد تكون أكثر قساوة على الاقتصاد مما كان يُخشى سابقاً.
تضخم دون المستهدف
ووفقاً لما أشار إليه في البيانات السابقة، قال "ريكسبانك"، إنَّ سعر فائدة إعادة الشراء "الريبو"، "قد يتم خفضها في حال تم عدُّ تدبيراً فعالاً، خاصة إذا اهتزت الثقة في مستوى التضخم".
وفي الوقت نفسه، لا يزال التضخم دون مستوى 2% المستهدف، وكان عند 0.3% فقط في أكتوبر.
وتزامن قرار السويد المثير للجدل بتجنب الإغلاق مع حالات وفاة أكثر بكثير من بقية الدول النوردية جراء كوفيد-19، وتوقَّع مكتب الإحصاءات الرسمي بالدولة، يوم الأربعاء، أن يتسبب الفيروس في تخفيض متوسط العُمر المتوقع العام الجاري، بعد ارتفاعه دون انقطاع على مدار أكثر من قرن.
وفي بيان اليوم الخميس، خفَّض "ريكسبانك" توقعاته للناتج المحلي الإجمالي العام الجاري، ويتوقع حاليا انكماشاً بنسبة 4% بالمقارنة مع 3.6% سابقاً، كما سيكون التعافي في 2021 أقل مما كان متوقعاً سابقا ًعند 2.6% بالمقارنة مع 3.7%، وسوف يظل التضخم دون المستوى المستهدف طول فترة التوقُّع التي تمتد إلى 2023.