أصبحت شركات التعليم الخاص الصينية أسوأ الأسهم أداءً في العالم خلال هذا العام، متخليةً عن قممها العالية، بسبب الحملة الحكومية التي هدفت إلى تخفيض التكاليف، وتخفيف أعباء تعلُّم الطلاب.
وانخفضت عائدات شهادات الإيداع الأمريكية لشركة، "غاوتو تيشيدو" (Gaotu Techedu)، بنسبة 73% حتى الآن في عام 2021، مما جعلها أكبر خاسر في مؤشر عائدات أسعار بلومبرغ العالمي للشركات الكبيرة والمتوسطة. وأتت رائدة الصناعة السابقة، "تال إيديوكيشين"، في المركز الرابع بخسارة نسبتها 67%، أي 100 مليار دولار، في حين تراجعت مجموعة "نيو أورينتال إيديوكيشين آند تكنولوجي" (New Oriental Education & Technology)، بنسبة 56% لتحلَّ في المرتبة العاشرة.
وتكشف هذه التراجعات الثلاثة وحدها عن خسارة إجمالية تزيد عن 50 مليار دولار في القيمة السوقية، وهو ما يشير أيضاً إلى السرعة التي يُمكن أن تنقلب بها الثروات بعد وقوع قطاع في أيادي المنظِّمين الصينيين.
تعاني شركات التدريس الخاص من حجم رقابة هائل، وغرامات، وقيود على الوقت والرسوم، منذ أن انتقد بشدة الرئيس شي جين "التطوُّر الفوضوي" للقطاع في شهر مايو. وتعكس الجهود التنظيمية أيضاً ردَّ الفعل المماثل للحكومة ضد شركات التكنولوجيا الصينية، التي عانت هي الأخرى من انخفاض في أسهمها مؤخراً بعد ارتفاع سابق إلى تقييمات عالية. وعلى ما يبدو؛ من غير المحتمل انتهاء تلك المشاكل سريعاً، بالنظر إلى التقارير التي تفيد أنَّ الصين تستعد لكشف النقاب عن قواعد أكثر صرامة في قطاع التدريس الخاص.
السيناريو الأسوأ
وفي هذا الشأن تقول جيسيكا تي، أخصائية الاستثمار في الأسهم الصينية الكبرى بـ"بي إن بي باريبا آسيا لإدارة الأصول": "هناك احتمال كبير أن يقوم المنظِّمون بتنفيذ السيناريو الأسوأ، وهو حظر دروس طلاب المراحل التعليمية من رياض الأطفال إلى الصف الثاني عشر خلال عطلات نهاية الأسبوع، والعطلات الشتوية، والصيفية. هذه الخطوة قد تؤثِّر على نمو الصناعة وربحيتها في العامين المقبلين".
نتيجة لذلك، تأثَّرت السوق الأولية أيضاً باللوائح الشاملة، إذ قامت كلٌّ من شركة، "في آي بي كيد" (VIPKid)، و"هوهوا سيواي" (Huohua Siwei) المدعومة من شركة "تينسينت هولدينغز"، بإرجاء خطط اكتتابات عامة أولية في الولايات المتحدة. وعلى صعيد آخر، تسارعت وتيرة تخفيض تصنيفات المحللين للأسهم المدرجة، مع قيام كلٍّ من مجموعة "كريديه سويس"، و"مورغان ستانلي" بتغيير وجهات نظرهما في شركتي "تال إيديوكيشين"، و"نيو أورينتال إيديوكيشين" خلال هذا الشهر.
أما المستثمرون، فقد شعر بعضهم بالخسائر أكثر من غيرهم. وقد شهد زانغ كون، مدير أحد صناديق الأسهم الذي حقق نجاحاً كبيراً في العام الماضي، واحداً من أسوأ النتائج خلال هذا العام، ويرجع ذلك جزئياً إلى الرهانات المتوترة على أسهم قطاع التعليم.
ومع ذلك، قد تكون بعض شركات التدريس في وضع أفضل من غيرها. وتعليقاً على ذلك، كتبت جوليا بان، المحللة في "يو أو بي كاي هيان"في مذكرة يوم الأربعاء، أنَّ لدى اللاعبين الكبار من أمثال "تال إيديوكيشين" و"نيو أورينتال إيديوكيشين" قوة مالية لمواجهة العاصفة، برغم تخفيضها لنظرتها حول القطاع، مستشهدةً بتوقُّعات النمو المكبوتة.
كما أوصى محللو "جيه بي مورغان تشيس آند كو"، بقيادة دي إس كيم، بتجنُّب أسهم التعليم الخاص بعد المدارس، إلى أن يُقدِّم المسؤولون توضيحاً حول اتجاهات القطاع المستقبلية. وفي تقرير الأسبوع الماضي، كتب المحللون أنَّ الانتظار قد ينتهي قريباً بسبب احتمال إصدار سياسات بشأن القطاع خلال الشهر.