
بلومبرغ
بدأ بعض أثرياء العالم في زيادة مخصصاتهم الاستثمارية في أصولهم الكبرى المدرجة في البورصة وسط الفوضى التي تشهدها الأسواق العالمية، متحدين المخاوف من أن أسوأ انهيار للأسهم منذ 2020 لم ينته بعد.
زادت عائلة بيرسون من أصحاب المليارات، المالكة لسلسلة "هينيس أند موريتز" (Hennes & Mauritz)، حصتها في شركة الملابس السويدية العملاقة في وقت كانت فيه سياسات الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي دونالد ترمب تدمر الأسواق.
ووفقاً لملفات إفصاح مقدمة للجهات التنظيمية، بلغ إجمالي استثماراتهم نحو 776 مليون كرونة (ما يعادل 78 مليون دولار).
المليارديرات يقتنصون الأسهم الهابطة
أنفقت أسرة المليارديرات المؤسسة لشركة "لوندين ماينينغ" (Lundin Mining) أيضاً نحو 22.7 مليون دولار كندي (16 مليون دولار) في 3 أبريل الجاري لزيادة حصة ملكيتها في الشركة التي يقع مقرها في فانكوفر.
في اليوم نفسه، بدأ كارلوس سليم، أغنى رجل في المكسيك، بشراء أسهم في شركة "بي بي إف إنرجي"، وهي شركة أميركية لتكرير النفط، بقيمة 2.3 مليون دولار، وذلك بالتزامن مع تراجع أسعار الطاقة.
تُظهر بيانات جمعتها بلومبرغ أن أسهم جميع هذه الشركات تراجعت منذ ما يُعرف بـ"يوم التحرير" الذي أعلنه ترمب في الثاني من أبريل الجاري، إذ انخفضت أسهم "بي بي إف إنرجي" بأكثر من 26% حتى أمس الأول.
تُشير هذه التحركات من مستثمرين تبلغ ثرواتهم الجماعية ما لا يقل عن 93 مليار دولار، وفق مؤشر بلومبرغ للمليارديرات، إلى أن بعض أثرياء العالم يرون فرصاً في أعقاب إعلان ترمب عن أكبر رسوم جمركية أميركية منذ قرن.
ورغم أن إعلان ترمب عن فرض رسوم إضافية على الواردات الأميركية كان متوقعاً، إلا أن الأرقام النهائية التي صدرت من حديقة الورود في البيت الأبيض كانت أكبر من المتوقع.
في وول ستريت، بدأ عدد من الشخصيات البارزة مثل مدير محافظ الاستثمار بيل أَكمان والرئيس التنفيذي لشركة "جيه بي مورغان تشيس أند كو"، جيمي ديمون في التحذير من المخاطر المتصاعدة، في حين حذر المستثمر الشهير بيل غروس في 4 أبريل الحالي من أن موجة الهبوط في السوق ربما تستمر.
ذكر الملياردير غروس، الشريك المؤسس لشركة "بيمكو إنفستمنت مانجمنت (Pacific Investment Management)، في منشور على منصة "إكس": "ما زلت أنتظر هبوط شديد لشراء السهم الممول بالاستدانة. ربما تكون هناك فرص متاحة خلال الأسبوع المقبل".
ثروات المليارديرات ورسوم ترمب
مع ذلك، لم يكن الأشخاص فائقو الثراء حول العالم بمنأى عن الاضطرابات الأخيرة في السوق، حيث تكبد أغنى 500 شخص في العالم أكبر خسارة على الإطلاق خلال يومين ضمن مؤشر بلومبرغ للمليارديرات مباشرة بعد إعلان الرسوم الجمركية، إذ فقدوا مجتمعين نحو 536 مليار دولار من ثرواتهم حتى يوم الثلاثاء الماضي.
يعاقب الانهيار حتى بعض المقربين من ترمب، إذ تراجعت ثروة إيلون ماسك في مرحلة ما هذا الأسبوع إلى ما دون 300 مليار دولار للمرة الأولى منذ نوفمبر الماضي، بعد أن خسر أكثر من 100 مليار دولار منذ بداية العام الحالي.
في الوقت نفسه، يختار عملاء البنوك الخاصة الكبرى في آسيا تقليص جزء من استثماراتهم في الأسهم بدلاً من زيادة ضمانات تغطية محافظ الأصول، بعد أن أدت اضطرابات السوق إلى موجة من طلبات تغطية الهامش.
تُعد الشركات الاستثمارية التابعة لعائلات سليم ولوندين وبيرسون من كبار المساهمين في شركات "بي بي إف إنرجي" و"لوندين ماينينغ" و"هينيس أند موريتز"، على الترتيب، ما يسلط الضوء على طريقة توجيههم الاستثمارات نحو مجالات يملكون فيها خبرة. واشترت هذه العائلات الأسهم بين 2 و4 أبريل الحالي، بهدف الاستثمار رغم تسارع موجة الهبوط.
مصائب العالم.. فوائد للمليارديرات
ولا تعد هذه المرة الأولى لهذا السيناريو، حيث أقدمت عائلة سليم في السابق على شراء مكثف لأسهم "بي بي إف إنرجي" بعد أن تراجعت أسهم الشركة، التي يقع مقرها في بارسيباني بولاية نيوجيرسي، في أعقاب تداعيات وباء كورونا. ساعدهم ذلك على الاستفادة من ارتفاع 600% في سعر السهم مع تعافي الطلب العالمي على البنزين لاحقاً.
رغم ذلك، فإن العائلة تواجه حالياً خسائر على رهانها الأخير، إذ تراجع سعر سهم "بي بي إف" في جميع جلسات التداول الخمس منذ إعلان الرسوم الجمركية.