رسوم ترمب على الصين تعيد مؤشرات وول ستريت إلى المنطقة الحمراء

محت مؤشرات الأسهم مكاسبها التي شكّلت في وقت سابق أكبر موجة صعود منذ عام 2022

time reading iconدقائق القراءة - 5
متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية - بلومبرغ
متداولون في بورصة نيويورك للأوراق المالية - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تعرّضت مؤشرات وول ستريت لموجة جديدة من التقلبات العنيفة لليوم الرابع على التوالي، مع تصاعد التهديدات التجارية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين، ما دفع الأسهم للتراجع ومحو مكاسب سابقة كانت الأكبر منذ عام 2022.

تراجع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.6%، ليقترب من الدخول رسمياً في سوق هابطة.

وتبددت الآمال في انتهاء سريع للتقلبات الحادة في وول ستريت، بعدما قال مسؤول في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة تمضي قدماً في فرض رسوم جمركية على الصين قد تصل إلى 104%.

وعمّقت الأسهم خسائرها بعد أن صرّح رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ أن بلاده تملك أدوات سياسة كافية "لمعادلة الأثر السلبي للصدمات الخارجية".

نزيف المؤشرات يتواصل وسط تداولات غير مسبوقة

الهبوط المسجل يوم الثلاثاء مدّد خسائر مؤشر "إس آند بي 500" إلى أكثر من 10% منذ أن أعلن الرئيس الأميركي تفاصيل الرسوم العالمية يوم الأربعاء الماضي، ودفع المؤشر في إحدى اللحظات إلى الانخفاض بنسبة 20% عن أعلى مستوياته المسجلة في فبراير، قبل أن تعاود الأسهم الارتداد عند هذا المستوى.

وكان اليوم أيضاً رابع جلسة متتالية من أحجام التداول شبه غير المسبوقة في الأسواق الأميركية، حيث تم تداول أكثر من 23 مليار سهم.

وقالت كيو نغوين من شركة "ريسيرتش أفلييتس": "تعكس هذه التقلبات حالة جديدة لا يعرف فيها أحد قواعد اللعبة، ولا حتى الوجهة المرجوة. ما لم يُعِد المستثمرون ضبط توقعاتهم، أو تتضح القواعد والأهداف، فستبقى الأسواق تتأرجح بين الأمل والخوف".

ترمب يصعّد الضغط قبيل تنفيذ الرسوم بالكامل

أمضى الرئيس دونالد ترمب الساعات الأخيرة قبل دخول الرسوم الشاملة حيز التنفيذ وهو يسعى لعقد محادثات مع حلفاء أميركيين رئيسيين، إلا أن الآمال في التوصل إلى اتفاق في اللحظة الأخيرة مع الصين بدت بعيدة.

في الأسواق العالمية، يسود القلق بين المستثمرين من احتمال حدوث انهيار في النظام المالي العالمي بفعل التقلبات عبر فئات الأصول المختلفة، ما دفع إلى تكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى تسريع خفض الفائدة لتفادي ركود، على الرغم من استمرار المخاوف التضخمية.

انقسام داخل الاحتياطي الفيدرالي

قالت ماري دالي، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، إن البنك المركزي الأميركي يمكنه التريث قبل اتخاذ أي قرارات بخصوص أسعار الفائدة، منتظراً اتضاح أثر تغييرات السياسة التجارية.

في المقابل، قال نظيرها في شيكاغو، أوستن غولسبي، إن الرسوم المفروضة "أكبر بكثير" مما كان يتوقعه.

وصرّح سكوت لادنر من "هورايزن إنفستمنتس"، أن "السبب الجوهري للتراجعات هو غياب اليقين السياسي، من المستحيل فعلياً تحديد قاع للسوق ما لم يُحل هذا السبب، أو على الأقل يتضح الاتجاه العام".

نقص السيولة والتداول الخوارزمي يؤججان التقلبات

تبدو سوق الأسهم عرضة بشكل خاص لتقلبات شديدة، نتيجة مزيج من ضعف السيولة وتداول خوارزمي مدفوع بالعناوين الإخبارية. وأفادت منصة التداول لدى "غولدمان ساكس" بأن الفجوة بين حجم السوق والسيولة في العقود الآجلة لمؤشر "إس آند بي 500" هي الأوسع في سجلات البنك.

وقال ستيف سوسنيك، كبير استراتيجيي "إنتراكتيف بروكرز": "هذا ما يحدث في الأسواق عالية التقلب: المبالغة في الاتجاهين. فعمليات البيع تصبح مفرطة، وكذلك ردود الفعل المتسرعة للشراء والملاحقة".

رغم الاضطرابات التي سببتها حرب ترمب التجارية، ضخ عملاء "بنك أوف أميركا" الأسبوع الماضي رابع أكبر تدفقات لهم إلى الأسهم الأميركية على الإطلاق، بقيمة 8 مليارات دولار.

وأشارت الاستراتيجية جيل كاري هول في مذكرة بحثية يوم الثلاثاء إلى أن الجهات المؤسسية، والمتداولين الأفراد، وصناديق التحوط، كانوا جميعاً من المشترين الصافين.

تحذيرات متزايدة من وول ستريت

في غضون ذلك، تتزايد التحذيرات من استراتيجيي وول ستريت بشأن التوقعات القاتمة للأسهم.

خفّض استراتيجيو "بلاك روك" جان بويفين ووي لي تصنيف الأسهم الأميركية إلى "محايد" من "مرجّح للصعود" على مدى ثلاثة أشهر، متوقعين "مزيداً من الضغوط على الأصول ذات المخاطر في الأجل القريب، بسبب التصعيد الكبير في التوترات التجارية العالمية".

كذلك، قال فريق استراتيجي في "غولدمان ساكس" بقيادة بيتر أوبنهايمر وليليا بيتافين، إن موجة البيع في الأسهم قد تتحول إلى سوق هابطة دورية تدوم طويلاً، مع تزايد مخاطر الركود.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.