سهم أرامكو يتحدى الجاذبية: هل تستعد عملاقة النفط السعودية لجولة صعود جديدة؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
جانب من احتفالات إدراج أرامكو في سوق الأسهم السعودية، ديسمبر 2019 - المصدر: بلومبرغ
جانب من احتفالات إدراج أرامكو في سوق الأسهم السعودية، ديسمبر 2019 - المصدر: بلومبرغ
الرياض -طلال الصياح
المصدر:

الشرق

في سوق تزداد فيها توتر المستثمرين بفعل تقلبات أسعار النفط، يبرز سهم "أرامكو السعودية" كمفارقة ملفتة. فبينما يتداول عند مكرر ربحية يقل بوضوح عن مستواه التاريخي منذ إدراج الشركة في السوق المالية في أواخر عام 2019، يُعيد السهم صياغة روايته الاستثمارية كأحد أكثر الأصول إثارة للاهتمام في المنطقة.

في جلسة تداول يوم الأحد، شهد السهم تراجعاً بدا في ظاهره امتداداً لتقلبات أسعار النفط، إلا أن بعض المحللين رأوا فيه فرصة نادرة.

ماجد الخالدي، المحلل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، أشار في حديث لبرنامج "صباح الشرق" إلى أن الهبوط كان "طبيعياً"، لكنه سرعان ما أوضح أن هذه المستويات قد تكون، في الواقع، مغرية لمن يفهم قواعد اللعبة.

مكرر الربحية الحالي لسهم أرامكو عند 15 مرة، وهو ليس فقط أقل من متوسط السوق، بل أدنى أيضاً من متوسط السهم منذ الإدراج البالغ 20.7 مرة. ومع عائد نقدي لا يزال من بين الأعلى في المنطقة، تزداد جاذبية السهم لأولئك الباحثين عن التوازن بين الاستقرار والنمو، وفق الحالدي.

الارتداد السريع... إشارات لا يمكن تجاهلها

في جلسة الاثنين، بدأ السهم منخفضاً بنسبة 1.3%، لكن بعد دقائق فقط، غيّر اتجاهه ليقفز بنسبة 2.4% إلى 25.35 ريال. هذه الحركة لم تمر بهدوء، إذ ساهم السهم بأكثر من خُمس مكاسب مؤشر السوق السعودية الذي صعد في نهاية التداولات 1% وبأكثر من 100 نقطة، ما يفتح باب التساؤل: هل كان هذا مجرد تصحيح تقني؟ أم أن هناك من يراهن على مستقبل أرامكو بقوة؟

تحذير من ضغوط قادمة

لكن في الخلفية، تتردد نغمة حذرة في تحليلات الخبراء. وفقاً لتحليل ويل هاريس وصالح يلمز من "بلومبرغ إنتليجنس"، فإن استمرار انخفاض أسعار النفط قد يؤدي إلى تقليص صافي إيرادات أرامكو بأكثر من 30  مليار دولار في عام 2025، ما لم يتحقق انتعاش ملحوظ في الأسعار. وتزامن هذا التحذير مع تسجيل السهم تراجعاً بنسبة 5% أمس الأول، في أسوأ أداء يومي له منذ مارس 2020.

ويشير المحللان إلى أن الزيادة المتسارعة في إنتاج "أوبك+"، بالتزامن مع تباطؤ الطلب العالمي، قد تضعف قدرة أرامكو على الاستفادة من أي تحسن طفيف في الإنتاج. والتحدي الأكبر، حسب تقديراتهما، أن ضعف التدفقات النقدية قد يضغط على قدرة الشركة في الحفاظ على استراتيجيتها الاستثمارية، بما في ذلك صفقات الاندماج المحتملة في قطاع التكرير الآسيوي.

الجغرافيا السياسية تدخل على الخط

من جهة أخرى، يرى رياض النزال، الخبير في شؤون الطاقة، أن المخاطر الجيوسياسية قد تعيد رسم خريطة توقعات السوق بشكل مفاجئ. ويشير إلى أن "التهديدات الأميركية المتكررة لإيران، والتصعيد العسكري ضد الحوثيين، بالإضافة إلى تلويح البيت الأبيض بتشديد الخناق على قطاع النفط الروسي، تضع السوق في وضع هش، قد يشعل موجة صعود جديدة لأسعار النفط في أي لحظة."

ويضيف النزال في حديثه إلى "الشرق" أن مثل هذه العوامل غالباً ما تتحرك بشكل غير متوقع، ما يجعل سهم أرامكو، رغم الضغوط، خياراً دفاعياً للمستثمرين الباحثين عن تحوط ذكي في بيئة عالمية متقلبة.

وراء الأرقام... رواية أعمق

بعيداً عن المؤشرات والأرقام، تحتاج السوق لمعرفة إن كان في أداء السهم إشارات إلى ثقة مستترة في قدرة أرامكو على الصمود والتوسع، حتى في بيئة اقتصادية مليئة بالتحديات. ومع تركيز الشركة على التحول في الطاقة وتنويع مصادر الدخل، سيزداد الاهتمام لمعرفة إن كانت هذه الحركة السعرية تمهيد لفصل جديد في قصة أحد أكبر عمالقة النفط في العالم؛ لكن مع حذر مبرر، كما يشير محللو بلومبرغ، من ضغوط الهيكلة المالية وأسعار السوق، ومن يقظة جيوسياسية كما يُحذر النزال.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.