الشرق
ناقشت جلسات اليوم الثاني من منتدى قطر الاقتصادي، الذي تنظمه بالتعاون مع وكالة بلومبرغ، مستقبل العملات المشفرة، والتي باتت تحوز على جزء كبير من اهتمام المستثمرين، وبين فريق مؤيد ومعارض، ناقشت الجلسة الأولى مدى قدرة العملات المشفرة على الاستمرار وسط عدم اعتراف البنوك المركزية حول العالم بها.
آراء بعض من تحدثوا في جلسة العملات المشفرة
مايكل نوفوجريتز الرئيس التنفيذي والمؤسس لـ Galaxy Digital يقول إن العملات المشفرة قد يتم اعتبارها رفاهية في الأسواق المتقدمة، ولكنها أساسية في الأسواق الناشئة بل حق أساسي من حقوق الإنسان هناك على حد تعبيره.
أن التحدي الأكبر الذي يواجه مستقبل العملات المشفرة مثل "بتكوين" وغيرها أنها باتت بالفعل واقعا فعليا يعمل به الكثير من المطورون والمبرمجون والمستثمرون أيضا ويستخدم في توفير التمويل وتحويل الأموال بالفعل حول العالم، بحسب نوفوجريتز.
وقال إن سوق العملات المشفرة تكتسب صفة العالمية بشكل أكبر من أسواق سندات الخزانة مثلا في الولايات المتحدة أو اليابان، وهو يجب أن تنظمه قواعد واضحة ومحددة.
وأضاف نوفوجريتز أنه من المتوقع خلال أعوام قليلة أن تكون هناك قواعد أكثر وضوحا بشأن اعتماد استخدام العملات المشفرة كعملة دفع معتمدة وهو ما يتوقف على جهود البنوك المركزية في هذا الشأن.
شانج بينج زاو المؤسس والرئيس التنفيذي لـ Binance يرى أن تراجع الصين عن اعتماد "بتكوين" كعملة تداول ليس الأول ولن يكون الأخير.
وأشار إلى أن من يعملون في تعدين العملات المرقمة كثيرون جدا في الصين، متوقعا عدم استمرار الضغوط التي تواجهها العملات المشفرة حاليا لفترة طويلة، مضيفا أن اتجاه السلفادور لدعم "بتكوين" قد يتحول لاحقا لمنافسة بين الحكومات، وخاصة بالنسبة للدول الصغيرة.
جيم أوفيا المؤسس ورئيس مجلس إدارة Zenith Bank في نيجيريا، يقول إن غالبية سكان إفريقيا لا يتعاملون مع البنوك، ما يخلق بيئة عمل ناجحة لشركات التقنية المالية ولا سيما في نيجيريا باقتصادها الكبير وعدد سكانها الذي يتجاوز 200 مليون نسمة يجعل هناك فرصا كبيرا لنمو سوق المدفوعات عبر شبكات الإنترنت، ويدعم بطبيعة الحال دعم تقنيات التكنولوجيا المالية.
وأضاف أوفيا أن سكان القارة الأفريقية الذين يتجاوز تعدادهم 1.3 مليار نسمة، منهم على الأقل نحو 350 مليون نسمة لا يتعاملون مع البنوك ويعتمدون على وسائل الدفع الإلكترونية وتطبيقات المحمول والإنترنت، ما يخلق بيئة عمل ناجحة لشركات التقنية المالية، ولا سيما في نيجيريا
شدد على ضرورة أن تدعم البنوك شركات التقنية المالية في أفريقيا، وهي شركات تنمو بسرعة قياسا على عمرها القصير، مضيفا أن البنوك وشركات التكنولوجيا المالية تعد أمرا حتميا لجذب هؤلاء غير المشتركين في خدمات مصرفية إلى قواعد البيانات البنكية.
دام جاين آن جديا الرئيسة التنفيذية لـ SNOOP يرى أنه يتوجب على النظم المصرفية النظر بعين الاعتبار للانتشار الكبير للعملات المشفرة، بما يضيف المزيد من الأمان للتعاملات بالعملات المشفرة بدلا من تجاهلها، فالتكامل بين المنصات المصرفية التقليدية ومنصات التكنولوجيا الرقمية سيكون مفيدا لكل الأطراف، فعند الحديث عن تقنين أوضاع العملات المشفرة فالأمر يتطلب أن تكون البنوك مؤهلة تقنيا وقانونيا لذلك، وليست مرتبطة فقط بالجانب الخاص بالأموال، ولكن أيضا بالأبعاد البيئية لضمان ألا يكون التعدين مسببا لأضرار بيئية.
بليث ماسترز الرئيسة التنفيذية لـ Motive Capital Corp، قالت إن العملات المشفرة تعد واحدة من تقنيات البلوك تشين، وهو ما يتوجب على السلطات الرقابية عالميا وضع قواعد تنظيمية لتداولاتها، وخاصة فيما يرتبط بتقييمها وكذلك تأثيرها على التضخم، وأيضا ارتباطها بالتداولات التقليدية على السلع مثل الذهب وغيرها كعلمة للاستثمار.
أضافت أن المنصات الخاصة بتداولات هذه العملات يجب أن تخضع لرقابة الجهات المعنية، خاصة وأن ملايين الدولار بالفعل يتم تداولها في أسواق العملات المشفرة، وهو ما يتطلب إحكام الرقابة على كافة الأطراف سواء المصدرين وأيضا المستفيدين النهائيين، وهي أسواق مستحدثة كغيرها من أدوات تقنية باتت منتشرة بالفعل مثل السيارات ذاتية القيادة.
نوهت ماسترز، إلى أن دولاراً من كل 4 دولارات يتم إنفاقها عالميا يتم إنفاقه على التكنولوجيا ومنتجاتها وخدماتها المختلفة.