
بلومبرغ
سجل مؤشر بلومبرغ الفوري للدولار الأميركي أكبر انخفاض له على الإطلاق، وسط تزايد القلق من أن الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب قد تُلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد الأميركي.
هبط المؤشر بنسبة 2.1% خلال تداولات يوم الخميس، في أكبر تراجع يومي له منذ إطلاقه عام 2005. كما تراجع الدولار بأكثر من 1% أمام جميع عملات مجموعة العشر الكبرى، وسجّل أكبر انخفاض له أمام اليورو منذ ما يقرب من عقد.
أظهرت بيانات عقود الخيارات أن المستثمرين أصبحوا متشائمين تجاه مسار الدولار خلال الشهر المقبل لأول مرة منذ سبتمبر الماضي.
كيف تؤثر الرسوم على الدولار؟
قالت ليا تراوب، مديرة المحافظ ورئيسة فريق العملات في شركة "لورد أبيت آند كو" (Lord Abbett & Co): "نظام الرسوم الجمركية هذا يضر بمصداقية الولايات المتحدة، وسيؤثر سلباً على المستهلكين والشركات الأميركية إذا استمر لفترة طويلة"،
وأضافت: "هذا سيدفع المستثمرين للابتعاد عن السوق الأميركية، مما يؤدي إلى تراجع قيمة الدولار".
يأتي ضعف الدولار في وقت يُحاول فيه المتداولون تقييم تداعيات هذه الإجراءات، التي جاءت أكثر قسوة واتساعاً مما كان متوقعاً، على النمو الاقتصادي والتضخم خلال الأشهر المقبلة.
توقعات الفائدة الأميركية
في الوقت الحالي، يرى العديد من المستثمرين أن تباطؤ الاقتصاد الأميركي يشكل تهديداً أكبر من عودة التضخم للارتفاع، ما عزز الرهانات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يتجه نحو خفض أسعار الفائدة الأميركية بأكثر مما كان متوقعاً لدعم النمو، وهو ما يزيد من الضغط على العملة الأميركية.
وقال إلياس حداد، المحلل الاستراتيجي لدى شركة "برون براذرز هاريمان" (Brown Brothers Harriman) في لندن: "محاولة الفيدرالي لكبح التضخم دون التسبب في تباطؤ اقتصادي حاد أو ارتفاع في البطالة تصبح أكثر صعوبة بشكل متزايد... وهذه أنباء سيئة للدولار".