سعر النفط يهبط مع تصاعد التوتر التجاري بسبب رسوم ترمب

تراجعت أسعار النفط بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن فرض رسوم جمركية صارمة على شركاء تجاريين رئيسيين، من بينهم الصين والاتحاد الأوروبي، في خطوة استثنت قطاع الطاقة لكنها زادت من حدة الحرب التجارية التي تهدد الطلب العالمي.

انخفض سعر خام برنت بحوالي 3.2% إلى 72.52 دولاراً للبرميل، متأثراً بتراجع في الأسواق الأوسع. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط دون 70 دولاراً. وتشكل هذه الحزمة الجديدة من الرسوم الجمركية أكبر هجوم يشنه ترمب حتى الآن على النظام الاقتصادي العالمي الذي طالما وصفه بأنه غير عادل، وتأتي بعد جولات سابقة من الرسوم استهدفت دولاً مثل كندا والمكسيك والصين.

على الجبهة الأخرى، تعهدت بكين يوم الخميس باتخاذ إجراءات مضادة ضد الولايات المتحدة، دون أن تكشف عن تفاصيل محددة. كما وعد الاتحاد الأوروبي بالرد أيضاً على هذه الخطوة.

إعفاء واردات الطاقة من الرسوم المتبادلة

قال ترمب إنه سيطبّق رسماً جمركياً بحد أدنى 10% على جميع المصدّرين إلى الولايات المتحدة، وسيفرض رسوماً إضافية على نحو 60 دولة من الدول التي تسجّل أكبر اختلالات تجارية مع الولايات المتحدة، رغم أن كندا والمكسيك، وهما مصدران رئيسيان للنفط الخام للمصافي في الغرب الأوسط وساحل الخليج الأميركي، لن تخضعا للرسوم في الوقت الحالي.

ذكر البيت الأبيض أن النفط والغاز الطبيعي ومنتجات الطاقة من بين السلع المستثناة من الرسوم، ما يعفي أسواق الوقود من وطأة الإجراءات. وقد فُرض على الصين رسم إضافي بنسبة 34% فوق الضرائب الحالية، بينما فرضت رسوم بنسبة 20% على الاتحاد الأوروبي. وستدخل معدلات الاستيراد الأساسية حيز التنفيذ بعد منتصف ليل السبت، في حين ستبدأ الرسوم الأعلى اعتباراً من 9 أبريل.

قال روبرت ريني، رئيس أبحاث السلع والكربون في بنك "ويست باك" (Westpac) إن "إجمالي رسم 54% على الصادرات الصينية قاسٍ جداً"، مضيفاً: "من الصعب ألا نرى التقديرات المبكرة لمتوسط الرسوم المرجحة البالغ 29% على أنها سلبية جداً للنمو، وبالتالي سيئة لتوقعات الطلب على النفط خلال الأشهر المقبلة".

الرسوم أداة لإبراز قوة أميركا

تُعد هذه الخطوة وفاءً بوعود أطلقها ترمب منذ أشهر، إذ تبنى الرسوم الجمركية كأداة لإبراز قوة الولايات المتحدة، وإعادة التوازن إلى العلاقات التجارية، وإحياء الصناعة الأميركية، وانتزاع تنازلات جيوسياسية.

وقد تقلبت أسعار النفط بشدة نتيجة تدفق قرارات ترمب في السياسات، والرسوم الجمركية، والعقوبات. وتتنافس الجولة الأخيرة من الرسوم مع موجة التفاؤل الناجمة عن تشديد القيود الأميركية على روسيا وإيران، وكذلك جهود تحالف "أوبك+" للحد من إنتاج الدول التي تتجاوز حصصها المتفق عليها.

تقلّص الفارق بين سعر النفط الثقيل الكندي وخام "غرب تكساس" الوسيط إلى أضيق مستوى له منذ عام 2020 بفضل الإعفاء، في حين ألقت المعنويات السلبية بثقلها على أسواق المنتجات المكررة الرئيسية.

انخفضت العقود الآجلة للبنزين في الولايات المتحدة بأكثر من 3%، كما تراجعت مؤشرات الأرباح الناتجة عن تحويل النفط الخام إلى وقود بشكل عام.

كما تشهد الأسواق نشاطاً أكثر من المعتاد، حيث تجاوزت أحجام التداول المستويات النموذجية خلال الجلسة الآسيوية. وقد جرى تداول أكثر من 43 ألف عقد من عقود خام "غرب تكساس" الوسيط عبر المنحنى بحلول الساعة 7:38 صباحاً في سنغافورة.