
بلومبرغ
خفض استراتيجيو "غولدمان ساكس غروب" توقعاتهم لمستهدفات الأسهم الأوروبية بسبب الأثر المتوقع من الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرضها، وهو رهان يتناقض مع تفوق أسهم المنطقة على نظيراتها الأميركية بشكل قياسي.
يتوقع فريق الخبراء بقيادة شارون بيل حالياً أن يُتداول مؤشر "ستوكس يوروب 600" (Stoxx Europe 600) عند 510 نقاط خلال ثلاثة أشهر، مقارنة بتقديرهم السابق البالغ 560 نقطة، متوقعين أن تأتي الرسوم الأميركية أعلى من المتوقع. ويعني المستهدف الجديد انخفاضاً 4.5% عن إغلاق أمس.
قالت بيل إن الخفض يعكس أيضاً التوقعات بنمو اقتصادي أضعف في كل من الولايات المتحدة وأوروبا.
الأسهم تمر بفترة تصحيح
كتبت بيل في مذكرة للعملاء: "عادة ما تترافق فترات الركود الاقتصادي مع حركات تصحيح في الأسهم، ورغم أن السوق الأوروبية كانت قوية في الفترة الأخيرة التي شهدت ضعفاً في أداء مؤشرات الأسهم الأميركية، إلا أننا نجد أن الحركات التصحيحية الأوروبية تاريخياً مرتبطة بطريقة وثيقة مع تراجع الأسواق الأميركية".
تتناقض رؤية بيل بشكل كبير مع التفاؤل المتزايد بشأن الأسهم الأوروبية العام الحالي، إذ سجل مؤشر "ستوكس 600" لتوّه أكبر تفوق فصلي له على الإطلاق مقارنة بمؤشر "إس آند بي 500" (S&P 500) مقوماً بالدولار، وسط تفاؤل بفضل الرهانات على زيادة الإنفاق واحتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في أوكرانيا واستقرار الأوضاع السياسية.
رفع ما يقرب من نصف المحللين في استطلاع أجرته بلومبرغ الشهر الماضي توقعاتهم لمستهدف مؤشر الأسهم (الأوروبية) بنهاية 2025. وقالت بياتا مانثي من بنك "سيتي غروب" ،التي توقعت انتعاش الأسهم الأوروبية في أكتوبر الماضي، إن الأسهم الأوروبية مرشحة لتحقيق مزيد من المكاسب.
رغم ذلك، في الولايات المتحدة، حذر الاستراتيجيون من تأثيرات الرسوم الجمركية، إذ قلص ديفيد كوستين من "غولدمان ساكس" توقعه لمستهدف مؤشر "إس آند بي 500" بنهاية العام للمرة الثانية الشهر الجاري.
الرسوم الجمركية
من المتوقع أن يكشف ترمب عن حزمة من الرسوم الجمركية المتبادلة غداً خلال فعالية في حديقة الورود في البيت الأبيض، وفق ما ذكرته المتحدثة باسم البيت الأبيض، مضيفة أن الإعلان سيشمل "رسوماً جمركية بحسب كل دولة". وقد تكون القطاعات الأوروبية -مثل شركات السيارات والشركات العاملة في التعدين- معرضة بشكل كبير للرسوم الجمركية.
كما خفض فريق "غولدمان" في أوروبا توقعاته لمستهدف مؤشر الأسهم الأوروبية لمدة 12 شهراً إلى 570 نقطة من 580 نقطة. وما يزال الهدف الجديد يعني ارتفاعاً قياسياً للمؤشر، إذ يتوقعون أن يعوّض خفض الفائدة وزيادة الإنفاق المالي والدفاعي في السنوات المقبلة جزءاً من تأثير الرسوم الجمركية.
واختتمت بيل: "نستمر في التأكيد على أن التراجع النسبي لأسهم أوروبا مقارنة بنظيراتها الأميركية يوفر بعض الحماية، وأن المراكز الاستثمارية الشرائية طويلة الأجل في أوروبا ما تزال منخفضة".