بلومبرغ
أكدت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية قرارها تصنيف شركة "زد تي إي كورب ZTE Corp" تهديدا للأمن القومي بسبب مخاوف من أن معدات الاتصالات التي تنتجها الشركة الصينية يمكن أن تُستخدم في التجسس.
ويعكس الإجراء أن لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) لا تزال مصممة على طرد شركة "زد تي إي" ورفيقتها المصنعة شركة "هواوي تكنولوجيز" (Huawei Technologies Co) ومقرها في مدينة شنجن، خارج السوق الأمريكية، حيث تعتمد شركات النقل الريفية الصغيرة على معدات الشبكة الخاصة بها لأنها رخيصة. وقال رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية "أجيت باي" في منشور له على مدونته بتاريخ 18 نوفمبر، إن الوكالة ستنظر في قواعد إدراج المعدات المحظورة في اجتماعها المقرر في 10 ديسمبر المقبل، التي صنّفت شركة "هواوي" (Huawe) على أنها تهديد.
طلب مرفوض
قالت لجنة الاتصالات الفيدرالية الأمريكية إن شركتَي "زد تي إي" و"هواوي" تشكلان خطر التجسس على المصالح الأمريكية، وهو ادّعاء تنفيه الشركتان. وتُجري الوكالة تحقيقات لفحص الشركات الصينية بشكل متزايد وسط توترات بين بكين وواشنطن بشأن أعمال التجارة وتفشى فيروس كورونا والقضايا الأمنية. وتدرس لجنة الاتصالات الفيدرالية حظر ثلاث شركات هاتفية صينية، وفي العام الماضي منعت شركة "تشاينا موبايل لميتد" (China Mobile Ltd) من دخول السوق الأمريكية.
وأدرجت لجنة الاتصالات الفيدرالية في 30 يونيو كلتا الشركتين في قائمة تهديدات الأمن القومي، وطلبت شركة "زد تي إي" من الوكالة إعادة النظر في قرار إدراجها. وقالت الشركة إنها توفّر معدات تحقّق اشتراطات السلامة والأمن ومكرسة لجهودها على نحو كامل للامتثال لجميع القوانين المعمول بها في الولايات المتحدة".
ووصف رئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية أجيت باي في بيان له نشره عبر البريد الإلكتروني، قرار يوم الثلاثاء رفض طلب شركة "زد تي إي"، بأنه "خطوة مهمة أخرى في جهودهم المستمرة لحماية شبكات الاتصالات الأمريكية من المخاطر الأمنية".
وامتنعت "زد تي إي" عن التعليق يوم الأربعاء، فيما تراجعت أسهمها بنسبة 4.9% في تعاملات هونغ كونغ.
وقال باي في تغريدة على تويتر، إن "زد تي إي" لم تدحض ما ثبت من أن القانون الصيني يُلزِم شركاتها توفير الوصول والتعاون والدعم لأنشطة جمع المعلومات الاستخبارية الحكومية.
لم تُذكَر "هواوي" في بيان صحفي للجنة الاتصالات الفيدرالية، وطلبت الشركة بشكل منفصل من الوكالة مراجعة تصنيفها تهديداً أمنياً، وستتلقى لجنة الاتصالات الفيدرالية الاعتراضات حتى 11 ديسمبر بعد أن قدمت "هواوي" أكثر من 5000 صفحة من المستندات.
في انتظار بايدن
يعني إجراء لجنة الاتصالات الفيدرالية أن الأموال من الإعانات الفيدرالية التي تساعد على دعم عديد من شركات النقل الريفية الصغيرة قد لا تُستخدم لشراء أو صيانة المعدات التي تنتجها الشركتان الصينيتان.
وطلبت لجنة الاتصالات الفيدرالية من الكونغرس المال لمساعدة الشركات على إزالة المعدات المشبوهة والاستبدال بها. وجدّد باي الالتماس يوم الثلاثاء، وقال في البيان الصحفي: "أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى أن يخصّص الكونغرس الأموال حتى تكون شبكات اتصالاتنا محمية من البائعين الذين يهدّدون أمننا القومي".
قبِلَت عشرات شركات النقل الريفية الدعم، التي تستخدم المعدات من شركتَي "هواوي" أو "زد تي إي"، حسب تقديرات لجنة الاتصالات الفيدرالية. وأشار البيان إلى إن متوسط تكلفة الشركة لاستبدال المعدات قد يتراوح بين 40 مليون دولار و 45 مليون دولار.
ويتوقع بعض المستثمرين الصينيين أن يخفّف الرئيس المنتخب جو بايدن حدة الخطاب المعادي للصين الذي سُمع من البيت الأبيض في عهد الرئيس دونالد ترامب، لكنه لن يغيّر ما هو الآن وجهة نظر الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة، عنها كمنافس استراتيجي.