مؤشرات الأسهم الأميركية ترتفع مع عودة روح المغامرة إلى السوق

دفع التوجه نحو المخاطرة في وول ستريت بأسهم جميع الفئات الرئيسية إلى الارتفاع

time reading iconدقائق القراءة - 6
لافتة تحمل اسم شارع \"وول ستريت\" وتشير إلى اتجاه بورصة نيويورك للأوراق المالية في الشارع، مدينة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
لافتة تحمل اسم شارع "وول ستريت" وتشير إلى اتجاه بورصة نيويورك للأوراق المالية في الشارع، مدينة نيويورك، نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية مع إقبال المتداولين على شراء أسهم التكنولوجيا المتضررة، مما مدّد الصعود الذي حفّزته إشارات على أن سياسات التجارة الأميركية ستكون أكثر تحديداً مما كان متوقعاً، حيث قال الرئيس دونالد ترمب إنه قد يمنح العديد من الدول استثناءات من الرسوم الجمركية. وتراجعت السندات إلى جانب الذهب.

دفع التوجه نحو المخاطرة في وول ستريت بأسهم جميع الفئات الرئيسية -من الشركات الصغيرة إلى الكبيرة- إلى الارتفاع، في انتعاش أعقب موجة بيع من أعلى مستويات قياسية، تحدى فكرة "الاستثنائية الأميركية".

صعد مؤشر "إس آند بي 500" بأكثر من 1.5%. وقادت شركة "تسلا" المكاسب بين الشركات الكبرى، بعد انخفاض دفع أسهم مجموعة "العظماء السبعة" (أبل، أمازون، ألفابت، إنفيديا، تسلا، مايكروسوفت، ميتا) لتسجيل أسوأ ربع لها منذ عام 2022. وارتفع مؤشر لصناع الرقائق ويحظى بمتابعة واسعة، بنسبة 3%. وقفزت أسعار غالبية العملات المشفرة.

عودة روح المخاطرة إلى السوق

قال خوسيه توريس من "إنتر آكتيف بروكرز" (Interactive Brokers): "روح المخاطرة تتلقى دفعة في بداية الأسبوع، حيث يستعد المتداولون لضخ استثماراتهم بقوة في الأصول عالية المخاطر".

من المتوقع أن تكون موجة الرسوم الجمركية القادمة من ترمب أكثر تحديداً، عوضاً عن وابل التهديدات الذي أطلقه بين الحين والآخر، وفقاً لمساعديه وأشخاص متحالفين معه، وهو ما قد يشكل ارتياحاً للأسواق القلقة من آثار حرب رسوم شاملة.

في غضون ذلك، ينصح استراتيجيون من "جي بي مورغان تشيس" و"مورغان ستانلي" و"إيفركور" عملاءهم بأن التراجع الأخير قد أصبح وراءهم.

قال إيفان فاينسيث من "تيغريس فاينانشيال بارتنرز" (Tigress Financial Partners): "تبدو الأسهم، وكأنها ستواصل الارتفاع من مستوياتها المفرطة في البيع، وأي تقليص في التأثيرات المحتملة للرسوم الجمركية سيكون بمثابة حافز صعودي".

وأضاف: "أعتقد أننا شهدنا أسوأ تراجع في السوق، رغم أننا سنستمر في رؤية تقلبات متزايدة في بداية الشهر المقبل، استناداً إلى نتائج سياسات ترمب الجمركية".

تحركات الأسواق

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.6%، وصعد مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2%، وأضاف مؤشر "داو جونز" الصناعي 1.2%. ارتفع مؤشر "العظماء السبعة" بنسبة 3.2%، في حين تقدّم مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة بنسبة 2.3%.

ارتفع العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات بمقدار ثماني نقاط أساس، ليصل إلى 4.33%. كما تعرّضت سندات الخزانة لضغوط، مع وجود نحو 10 شركات محتملة تتطلع لجمع رأس المال في سوق الدرجة الاستثمارية الأولية يوم الاثنين. وتذبذب الدولار.

ارتفعت أسعار النفط بعد أن قال ترمب إنه سيسعى إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الدول التي تشتري النفط الخام والغاز من فنزويلا.

نهاية "ذروة الفوضى"

"قلنا الأسبوع الماضي إننا شهدنا بالفعل 'ذروة الفوضى' في السياسة الجمركية الأميركية"، وفق تييري ويزمان من "ماكواري" (Macquarie). وأضاف: "يبدو أن الأحداث خلال عطلة نهاية الأسبوع أكدت أن تنظيم وتنسيق السياسة الجمركية قادم، يليه مفاوضات وتنازلات".

تحاول الدول المستهدفة من الرسوم الجمركية الأميركية تقديم تنازلات واتخاذ إجراءات رداً على مطالب البيت الأبيض هذا الأسبوع، قبل أن يُطلق ترمب ما يسمى بـ"يوم التحرير" التجاري.

تعكس موجة المحادثات قبيل 2 أبريل، وهو الموعد الذي أعلنه ترمب لفرض رسوم مقابل الضرائب المفروضة على السلع الأميركية، مدى استعجال بعض أكبر الشركاء التجاريين لإقناع فريق ترمب بأنهم سيعالجون مظالمه بشأن الاختلالات التجارية، التي قال إنها أضرت بالعمال الأميركيين لعقود.

قال سكوت ورين من معهد "ويلز فارغو" للاستثمار: "الرسوم الجمركية تضر الاقتصاد من خلال تعقيد قرارات الإنفاق الرأسمالي المستقبلية"، ولكنه أضاف: "اليوم، القضية الرئيسية هي زيادات الأسعار، التي نراها تدريجية ومخففة. علاوة على ذلك، تباطأ الاقتصاد منذ عام 2024، لكننا نعتقد أنه بات في وتيرة مستدامة".

قال الاستراتيجيون في معهد "بلاك روك" للاستثمار، ومن بينهم جان بوفين ووي لي: "الانخفاض في الأسهم الأميركية أضعف تفوقها على بقية الأسهم العالمية"، وأضافوا: "نظل نفضل الأسهم الأميركية، ونرى فرصاً في الأسهم العالمية".

بحسب آدم تورنكويست من "إل بي إل فاينانشيال"، فإن غياب أي تفاصيل عن الرسوم الجمركية، بالتزامن مع نتيجة متساهلة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي، عوامل ساعدت في إعادة المستثمرين إلى السوق.

التركيز على نمو الأرباح

يوم الجمعة، أوقف مؤشر "إس آند بي 500" سلسلة خسائر دامت 4 أسابيع. ومنذ عام 1928، يقول تورنكويست إن نهاية سلسلة الخسائر رفعت المؤشر القياسي الأميركي بنسبة 1.2% و2.9% و4.6% خلال فترات شهر وثلاثة أشهر وستة أشهر، على التوالي.

وفقاً لكريستيان فلورو من شركة "برينسيبال لإدارة الأصول"، فإن هذا الانتعاش سيعتمد على تحول نمو الأرباح لمحرك رئيسي لأداء السوق، بدلاً من التقييمات المرتفعة".

وقال: "لكي تستمر المكاسب، يجب أن يتولى نمو الأرباح زمام الأمور، وهو انتقال يطيل دورات السوق تاريخياً". وأضاف: "في حين لا تزال مخاطر التضخم وعدم اليقين السياسي قائمة، فإن تحسن نطاق الأرباح عبر القطاعات والصناعات، والحوافز المحتملة من السياسة النقدية والمالية، يمكن أن توفر الدعم".

وأشار إلى أن نطاق الأرباح آخذ في التحسن، مع توسع النمو خارج قطاع التكنولوجيا ليشمل صناعات أكثر دورية. وأشار إلى أن التوقعات بنمو الأرباح بنسبة 10.2% في عام 2025، تشير أيضاً إلى انتعاش في المعنويات الصعودية.

وقال فلورو: "تشير الاتجاهات التاريخية إلى أنه عندما تستحوذ الأرباح على زمام الأمور من التقييمات، يمكن للأسواق أن تستمر في الصعود". وأضاف: "يجب على المستثمرين مراقبة مراجعات الأرباح وتطورات السياسات عن كثب، كمؤشرات رئيسية للمسار المستقبلي".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.