بلومبرغ
بعد أن سعى إلى كبح الارتفاع السريع لليوان خلال الفترة الماضية، يتعامل بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) الآن مع انزلاق العملة على خلفية أنباء حول ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية.
وانخفض سعر الصرف في الأسواق الخارجية بأكبر قدر خلال ثلاثة أشهر تقريباً يوم الأربعاء، وذلك بعد أن سرَّع بنك الاحتياطي الفيدرالي وتيرة التشديد المتوقَّع للسياسة النقدية، في خطوةٍ من شأنها تعزيز قوة الدولار.
وأصدر منتدى يدعمه البنك المركزي الصيني بياناً يحثُّ الشركات على التحوُّط من تقلُّبات اليوان، وذلك مباشرة بعد أن قالت صحيفة حكومية، إنَّ العملة قد تبدأ في الانخفاض.
أعلى مستوياته في عدة سنوات
ارتفع اليوان خلال الشهر الماضي إلى أعلى مستوياته في عدة سنوات مقابل الدولار وسلة من العملات الأخرى، وذلك في ظلِّ انتعاش الاقتصاد الصيني من الجائحة، وتدفُّق الأموال الأجنبية إلى أسواق الأسهم والسندات في البلاد.
وسعى بنك الشعب الصيني للحدِّ من الارتفاع من خلال تحديد سعره المرجعي اليومي عند مستويات أضعف من المتوقَّع، وجعله أكثر تكلفة بالنسبة للمقرضين من شراء الدولار، ومع ذلك، تقترب العملة الصينية من أقوى مستوياتها منذ 2018 وهي من بين أفضل العملات أداءً في آسيا هذا العام مع مكاسب بنسبة 1.7٪.
ضعف الثقة في اليوان
تعليقاً على الموضوع، قال جاوكي، محلل العملات في "سكوتيابنك"(Scotiabank) في سنغافورة: "بالتأكيد سيبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي بتشديد خططه في نهاية المطاف، لذلك من الطبيعي أن ينشغل الآن بنك الشعب الصيني والمستثمرون بانخفاض قيمة اليوان".
أضاف كي: "يمكن لليوان أن ينتعش على المدى القصير، لأنَّ السوق قد بالغ في ردِّ فعله على الأخبار المتعلِّقة بتحرُّك البنك المركزي الفيدرالي. ولكن مع ذلك، كان من المفترض أن تؤدي الرهانات على سياسة الولايات المتحدة الأكثر تشدُّداً إلى إضعاف الثقة في اليوان، الذي سينخفض في كل مرة تنتشر فيها أنباء عن تشدُّد بنك الاحتياطي الفيدرالي في النصف الثاني".
يذكر أنَّ بنك الشعب الصيني كان حذراً مراراً بشأن تقلُّب اليوان في أيِّ من الاتجاهين، إذ يسعى جاهداً للحفاظ على استقرار الأسواق المالية لتجنُّب المخاطر. ويثير الانخفاض السريع في قيمة العملة مخاطر حدوث تدفُّقات سريعة لرأس المال إلى الخارج، مما يضرُّ بدفع الصين نحو الاستخدام العالمي لعملتها.
وضعف اليوان أمس الأربعاء، في الخارج بأقصى حدٍّ منذ أواخر مارس في هونغ كونغ، بعد أن أظهرت تكهنات بنك الاحتياطي الفيدرالي أنَّه يتوقَّع زيادتين في أسعار الفائدة بحلول نهاية عام 2023، وذلك في وقت أقرب مما توقَّعه الكثيرون.
وفي اليوم نفسه، حذَّرت لجنة الصرف الأجنبي الصينية المدعومة من البنك المركزي من أنَّ اليوان قد ينخفض بسبب ضعف الصادرات وارتفاع الدولار، وأنَّه يجب على الشركات تجنُّب المضاربة على اتجاهه.
وانخفض اليوان المحلي يوم الخميس بنسبة 0.4٪ اعتباراً من الساعة 11:58 صباحاً في شنغهاي - وهو أكبر انخفاض له في شهر - إلى 6.4216 مقابل الدولار؛ في حين اكتسب 0.2٪ في الخارج.