
الشرق
انخفضت سوق الأسهم السعودية اليوم الأحد، مع تراجع قيمة التداولات لمستوى متواضع في أولى جلسات الأسبوع الأخير من شهر رمضان، ووسط استمرار لحالة عدم اليقين المحيطة باقتراب تطبيق الرسوم الجمركية الأميركية مطلع الشهر المقبل.
أنهى المؤشر "تاسي" تعاملات اليوم منخفضاً 0.56% لينزل قليلاً عن مستوى 11700 نقطة، في حين بلغت قيم التداولات 2.6 مليار ريال، مقارنة مع المتوسط اليومي البالغ 5.3 مليار ريال في الأسبوع الماضي.
جاء الضغط بشكل رئيسي من قطاعات البنوك، بقيادة سهم "مصرف الراجحي"، والمواد الأساسية، بقيادة "سابك"، والاتصالات، مع تراجع سهم "stc"، لكن ارتفاع قطاع الطاقة بقيادة سهم "أرامكو" حد من خسائر المؤشر.
يرى عاصم منصور، رئيس أبحاث السوق في "أو دبليو ماركتس" (OW Markets) أن "التحركات التي نشهدها حالياً تعكس حالة عدم اليقين في الأسواق. خصوصاً أننا نشهد في هذا الوقت حالة من الهدوء التام بسبب عوامل موسمية قبل عطلة عيد الفطر وأيضاً مع اقتراب موعد تطبيق التعريفات الجمركية يوم 2 أبريل".
أسهم البنوك تتراجع
تراجعت أسهم البنوك العشرة المدرجة في السوق الرئيسية مما شكل ضغطاً كبيراً على المؤشر العام نظراً لأن أسهم البنوك تسيطر على حوالي 35% من الوزن النسبي.
انخفض مؤشر قطاع البنوك بنسبة 1.43% مع انخفاض سعر سهم "مصرف الراجحي"، صاحب أكبر وزن نسبي على المؤشر، بنسبة 1.6% إلى 99.2 ريال، في حين انخفضت أسهم "الأهلي" 1.55% و"بنك الرياض" 2.25%.
وقال أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة "الاقتصادية"، إن "سهم الراجحي عندما يصل لمستويات 100 ريال دائماً ما يواجه هذه الضغوط البيعية ويتراجع، لذا ربما يكون السبب هو أن السوق تقيّم سعر الراجحي عند 100 ريال".
زخم الإدراجات مستمر
الزخم المستمر في الاكتتابات والإدراجات الجديدة بسوق الأسهم السعودية سيكون له دور هذا الأسبوع في ما يبدو بدعم السيولة وأحجام التداول. وشهدت السوق منذ بداية العام الحالي إدراج أربعة أسهم جديدة هي "الموسى الصحية" و"نايس ون" و"دراية المالية" و"إنتاج".
ومن المقرر غداً الإثنين إدراج وبدء تداول سهم "أم القرى"، التي تطور أحد أكبر المشاريع في مكة المكرمة، بعدما جمعت نحو ملياري ريال من طرح حصة 9.09% من أسهمها للاكتتاب العام. وتم تحديد سعر السهم في الطرح العام الأولي عند 15 ريالاً لتصل قيمة الشركة عند الإدراج إلى 21.58 مليار ريال.
ويتوقع الخالدي أن "يجذب سهم أم القرى تداولات جيدة، خاصة وأن المكتتبين الأفراد كان عددهم كبيراً".
في السياق نفسه، وافقت هيئة سوق المال على طلب شركة "الأندية للرياضة" تسجيل وطرح أسهمها للاكتتاب العام في السوق الرئيسية للأسهم السعودية.
وبنظر محللين، فإن الأسهم حديثة الإدراج عادة ما تجتذب تداولات كبيرة تعزز من السيولة في السوق، وذلك نظراً لأن عدد الأسهم التي يجري تخصيصها خلال الاكتتاب العام، وخاصة للأفراد، يكون قليلاً لذا يسعى المستثمرون لاقتناص مزيد من الأسهم من خلال السوق.
كان سهم الشركة العربية للاستثمار الزراعي والصناعي "إنتاج" الذي بدأ تداوله في السوق الإثنين الماضي سجل بداية قوية، مرتفعاً 30% في أولى جلسات تداوله، قبل أن يفقد بعض الزخم ويغلق يوم الخميس عند 60 ريالاً بزيادة نحو 20% مقارنةً مع سعر الإدراج البالغ 50 ريالاً. واستهل السهم تداولات اليوم بانخفاض ناهز 0.8% مقارنةً بإغلاق الخميس.
فرص لاقتناص الصفقات
يشير بعض المحللين إلى أن الاتجاه الهابط الذي دخلته السوق في أعقاب إعلان بعض الشركات الكبيرة عن نتائج مالية مخيبة للآمال، دفعت أسعار الأسهم لمستويات مناسبة للشراء، وهو ما ساعد سهم "أرامكو" في الارتفاع خلال جلسة الخميس الماضي.
واصل سهم "أرامكو" ارتفاعه للجلسة الثانية على التوالي اليوم الأحد إذ زاد 0.4% ليغلق عند 25.8 ريال بعدما هبط على مدار عدة جلسات مسجلاً أدنى مستوياته في نحو 5 سنوات.
ويعتقد هشام أبو جامع، الرئيس التنفيذي لشركة "تقنيات مكيال المالية"، أن "السوق مقوّمة بأقل من قيمتها بشكل عام، سواء في قطاع الطاقة أو البنوك أو البتروكيماويات... نتيجة لعدم التفاؤل بالسوق، وأيضاً بسبب تقارير بانسحاب سيولة كبيرة من السوق السعودية واتجاهها إلى السوق الأميركية. هذا ربما بسبب تباطؤ النمو بشكل عام في السوق السعودية. نحتاج إلى دفعات قوية في السوق".
لكنه أضاف: "أتوقع أن تعاود الأسهم الصعود بعد عيد الفطر".