
بلومبرغ
تصاعدت المخاوف بشأن تعثر الشركات في الولايات المتحدة لليوم الثاني على التوالي الثلاثاء، بعد أن هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتصعيد الرسوم الجمركية على كندا.
في أسواق المشتقات المالية، ارتفعت تكلفة حماية الائتمان المؤسسي ضد التخلف عن السداد إلى أعلى مستوياتها تقريباً خلال سبعة أشهر، حيث اتسع الفارق في مؤشر "ماركت سي دي إكس" (CDX) -وهو مؤشر لمشتقات الائتمان يُستخدم لقياس مخاطر الائتمان في السوق- للاستثمار من الدرجة الأولى في أميركا الشمالية بمقدار 2.4 نقطة أساس ليصل إلى أعلى مستوى له منذ منتصف أغسطس.
أما في قطاع السندات عالية المخاطر، فقد انخفض المؤشر الخاص بالسندات مرتفعة العائد في أميركا الشمالية بمقدار 0.45 نقطة يوم الثلاثاء، ليصل إلى أدنى مستوى له خلال التداولات اليومية منذ أغسطس، مما يعكس ارتفاع مخاطر الائتمان.
قلق في قطاعي التجزئة والطيران
كما أظهرت المشتقات الائتمانية تزايد قلق المستثمرين بشأن قطاعي التجزئة وشركات الطيران، حيث ارتفعت تكلفة مقايضات التخلف عن السداد لمدة خمس سنوات على سندات شركة "كولز" بمقدار 150 نقطة أساس، وهو أكبر ارتفاع منذ أكثر من ثلاث سنوات.
كما ارتفعت مقايضات التخلف عن السداد على سندات شركات الطيران مثل مجموعة الخطوط الجوية الأميركية وشركة خطوط "دلتا" الجوية، وذلك بعد صدور تقارير أرباح أشارت إلى تراجع إنفاق المستهلكين.
وقال بلير شويدو، رئيس مبيعات وتداول الدخل الثابت في "يو إس بنك": "عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية، إلى جانب المخاوف بشأن النمو الاقتصادي، تسبب في توتر المستثمرين".
سوق الإصدارات الجديدة
وفي سوق الإصدارات الجديدة، كان هناك حوالي 20 مُصدراً من الشركات ذات التصنيف الائتماني المرتفع يسعون لبيع السندات يوم الثلاثاء، لكن حوالي نصفهم قرر تأجيل العروض، وهو اليوم الثاني على التوالي الذي يتراجع فيه العديد من المُصدرين لتجنب تقلبات السوق.
وفي إشارة إلى مدى تقلب الأسواق، بدأت المشتقات الائتمانية في تقليص بعض خسائرها بعد ظهر الثلاثاء، بعد أن أوقفت أونتاريو فرض رسوم إضافية بنسبة 25% على الكهرباء المصدرة إلى الولايات المتحدة، وتراجع ترمب عن قرار تجاري كان قد أعلنه في وقت سابق من اليوم. كما ساهمت تهدئة التوترات في أوكرانيا في رفع معنويات الأسواق، مما دفع مؤشر "إس آند بي 500" مؤقتاً إلى المنطقة الإيجابية.
ورغم تأثر الأسواق سلباً بالعناوين الإخبارية المتغيرة، لا تزال الشركات تمتلك سيولة نقدية مرتفعة، ولا يزال الطلب الاستثماري على السندات الجديدة قوياً، بينما لا يزال مديرو الصناديق يبحثون عن العوائد، وفقاً لما قاله فيليب بف، مدير الاستثمار في الدخل الثابت لدى إدارة الأصول في "بيكتيت".
وأضاف بف: "بشكل عام، سلوك الائتمان لا يزال منضبطاً إلى حد كبير. لا يزال لدي قناعة بأن الاقتصاد العالمي لن ينهار".