المستثمرون يفرون من الأسهم الأميركية ويبحثون عن ملاذ آمن

تحول البيع المستمر في الأسهم الأميركية إلى حالة فرار جماعي الإثنين

time reading iconدقائق القراءة - 6
لوحة إلكترونية تعرض \"مؤشر نيكاي 225\" للأسهم وأسعار الصرف خارج شركة أوراق مالية في طوكيو، اليابان بتاريخ 11 مارس 2025 - بلومبرغ
لوحة إلكترونية تعرض "مؤشر نيكاي 225" للأسهم وأسعار الصرف خارج شركة أوراق مالية في طوكيو، اليابان بتاريخ 11 مارس 2025 - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

من التخلي عن الأسهم الأميركية لصالح نظيراتها الصينية وصولاً إلى شراء الين الياباني واليورو، يهرب المتداولون بحثاً عن ملاذ آمن، وهم يتأملون كيف قد يتكشف انهيار الأسواق الأميركية.

تحول البيع المستمر في الأسهم الأميركية إلى حالة فرار جماعي الإثنين، مع انتشار القلق من الركود الاقتصادي عبر "وول ستريت". انتقلت الرغبة في تجنب المخاطر إلى آسيا، وزاد الاقتناع المتزايد بأن التفوق الأميركي قد تبدد، ما أدى إلى تدافع نحو الين الياباني والسندات الحكومية الأسترالية واليوان الصيني في الأسواق الخارجية.

لقد كان تحولاً مدهشاً في الأحداث بالنسبة للمستثمرين الذين اعتادوا على سنوات من المكاسب لعمالقة شركات التكنولوجيا والدولار الصاعد بقوة. يؤكد الهبوط بمقدار 1.1 تريليون دولار في "مؤشر ناسداك 100" الإثنين، كيف أن سياسات الرئيس دونالد ترمب القائمة على شعار "أميركا أولاً" قد دفعت، بشكل غير متوقع، إلى التحول بعيداً عن الأصول الأميركية. قفز اليورو حوالي 7% من أدنى مستوى له في فبراير الحالي، بينما ارتفع مؤشر للأسهم الصينية في بورصة هونغ كونغ 20% العام الجاري.

نظرة متشائمة للأسهم الأميركية

قال كالفن يوه، مدير محفظة الأصول في صندوق التحوط "بلو إيدج أدفايزورز" (Blue Edge Advisors) في سنغافورة: "الأسواق الآن تشبه لعبة التنس على مستوى الأولمبياد عدا أننا، نحن المتداولين، الكرة". يفضل يوه السندات طويلة الأجل، ولكنه متشائم تجاه الأسهم الأميركية، رغم أنه يفعل ذلك "بالتزام معتدل" في ظل الأسواق المتقلبة.

انخفض مقياس بلومبرغ للدولار في تداولات أمس في آسيا، بينما استمرت السندات في تحقيق المكاسب مع ازدياد قناعة المستثمرين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي ربما يضطر لاستئناف خفض أسعار الفائدة لدعم الاقتصاد. قال بيير شاتريه من "إم آند جي إنفستمنتس" (M&G Investments) إن السندات الحكومية في البلدان المتقدمة تعد "وسيلة تحوط جيدة ضد المخاطر".

في أوروبا، اضطر المستثمرون الذين كانوا يراهنون على هبوط اليورو إلى تغيير موقفهم بعد أن حفزت خطة الإنفاق الدفاعي التاريخية لألمانيا توقعات صعود العملة الموحدة.

قالت كيلي وود، مديرة محفظة الاستثمار في شركة "شرويدر" (Schroders) التي تدير أكثر من تريليون دولار عالمياً: "بدأ التفوق الأميركي في التراجع، في حين يريد المستثمرون الحفاظ على رأس المال في ظل هذا البيئة". أضافت أن الصندوق تحوّل الشهر الماضي من شراء الدولار إلى تفضيل الين الياباني واليورو، كما أنه متفائل بشأن السندات الحكومية قصيرة الأجل وسندات الحكومة الأسترالية.

توصيات شراء الأسهم الصينية

لقد كان التحول واضحاً في الأسهم، إذ غذت المخاوف المتزايدة من تباطؤ النمو هبوطاً 3.8% في "مؤشر ناسداك 100"، في أكبر انخفاض يومي منذ 2022. بينما ارتفعت العقود المستقبلية لمؤشر "ناسداك" في آسيا.

تعزز البيانات الاقتصادية هذه المخاوف: ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.1% في فبراير المنصرم، بينما انخفض إنفاق المستهلكين بأكبر وتيرة له في ما يقرب من 4 سنوات في يناير الماضي.

كما أن تصريحات ترمب بأن الولايات المتحدة الأميركية قد تشهد "فترة انتقالية" وتعليقات سكوت بيسنت، وزير الخزانة، بأن هناك "فترة تطهير"، قد تكون أيضاً من العوامل التي تشجع المتداولين على تقليل الاستثمار في الأسواق الأميركية.

بدأ الخبراء الاستراتيجيون ومديرو الاستثمار بإعادة تصميم خططهم الاستثمارية.

أضاف جورج إيفستاثوبولوس، مدير المحفظة في "فيدليتي إنترناشيونال" (Fidelity International)، الأسهم المتوسطة الحجم في ألمانيا مساء الإثنين لمحفظته، رهاناً على أن التحفيز المالي في البلاد سيسهم في دعم القطاع الصناعي.

خفض بنك "سيتي غروب" تصنيف الأسهم الأميركية من توصية بالشراء إلى الاحتفاظ من دون تعديل، بينما رفعت في الوقت نفسه أسهم الصين إلى توصية بالشراء. تفضل إدارة الاستثمارات في بنك "مورغان ستانلي" الشركات والدول في جنوب شرق آسيا، بينما يفضل كل من "تي. روو برايس غروب" (T. Rowe Price Group) و"أبردين إنفستمنتس" (aberdeen Investments) الأسهم الأوروبية.

تقييمات مفرطة للأسهم

تضيف هذه التطورات إلى قناعة الخبير المحنك في أسواق المال على مدى عقدين، لي مينغهونغ، بأن معظم الارتفاع في تقييم الأسهم الأميركية كان "مبالغ فيها"، وأن الأسهم الصينية في الأسواق الخارجية تقدم قيمة أفضل.

قال لي، مدير الصندوق في شركة "بيجين ييكون أسيت مانجمنت" (Beijing Yikun Asset Management): "بينما يتخلى المستثمرون العالميون عن الأسهم الأميركية، هناك وجهة واضحة ما تزال التقييمات فيها في مرحلة التعافي من أدنى مستوياتها، وهي الصين".

ارتفع مؤشر يضم سبع شركات تكنولوجية عملاقة في الصين، بما في ذلك "مجموعة علي بابا القابضة" و"تينسنت هولدينغز"، بأكثر من 30% العام الحالي، بينما فقد مؤشر يراقب أسهم "العظماء السبعة" 15%.

يسود الحذر أيضاً "إيمير كابيتال بارتنرز" (Emmer Capital Partners) في هونغ كونغ، حيث يتوقع مانشي رايشودهوري زيادة في التقلبات لجميع الأصول ذات المخاطر.

قال رايشودهوري، الرئيس التنفيذي في "إيمير كابيتال": "العامل الأكثر تأثيراً في حدوث التراجع هو عدم اكتراث الرئيس ترمب الواضح للعيان بشأن كيفية أداء الاقتصاد أو السوق المالية في المدى القريب".

وأضاف: "تبدو السندات الأميركية، وصناديق الاستثمار في أسواق المال، وبعض السندات ذات التصنيف من الدرجة الاستثمارية في آسيا، هي الأماكن الوحيدة للاختباء في المدى القريب".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.