
الشرق
تتعرض أسهم شركات المواد الأساسية لضغوط وسط استمرار معاناة الشركات المدرجة في القطاع مما دفع المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية إلى الهبوط في الجلسة الماضية، ليواصل سلسلة تراجعات بدأت هذا الأسبوع وفقد خلالها 155 نقطة، وإن كان صعود أسهم "إس تي سي" (stc) و"مصرف الراجحي" حد من الخسائر.
المؤشر "تاسي" أنهى التعاملات منخفضاً 0.6% عند 12232 نقطة مع بلوغ قيمة التداولات 5.7 مليار ريال مقتربة من متوسطها لثلاثة أشهر. وقالت ماري سالم، المحللة المالية لدى "الشرق" إن "من الواضح أن المستثمرين قبل شهر رمضان يتخارجون من بعض الأسهم بسبب النتائج مثل سابك وغيرها لإعادة التمركز. بشكل عام سيكون هناك تباطؤ في شهر رمضان حتى ربما يقل التفاعل مع أخبار الشركات والنتائج".
ويرى أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة "الاقتصادية" أن جلسة الأربعاء، على عكس الجلسة التي سبقتها، "لم تشهد نشاطاً شرائياً وهذه إشارة ليست جيدة ... استقرار السوق عند هذه المستويات في نهاية الأسبوع لا يعطي دلالات جيدة على وجود زخم إيجابي".
نتائج أعمال "سابك" تضغط على أسهمها
من المتوقع أن يستمر التركيز في جلسة اليوم على سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" الذي سجل أمس أدنى مستوياته منذ مارس 2020 قبل أن يقلص خسائره إلى 2.14% بنهاية الجلسة، ويرى الرشيد أن المستويات السعرية المنخفضة حالياً قد تشجع المستثمرين على شراء السهم خلال المرحلة المقبلة.
نتائج "سابك" لعام 2024 جاءت دون المتوقع إذ تفاقمت الخسائر بأكثر من العُشر في الربع الرابع بينما أشارت الشركة إلى استمرار التحديات المتعلقة بوفرة المعروض وتراجع الأسعار بالإضافة إلى التحديات الجيوسياسية.
"أعتقد أن التوقعات أصبحت غير مؤثرة بهذه المرحلة، بل نفسية المستثمرين الذين صار عندهم شبه يقين بأن شركات القطاع، رغم كل التحسينات، غير قادرة على تخطي الأزمة بهذه المرحلة" على حد قول سالم.
وأشارت سالم إلى تغيير "سابك" سياسة إعلان التوزيعات لتصبح تالية للنتائج "ما يعني أن المستثمر لن يستطيع الاعتماد على وجود توزيعات بغض النظر عن النتائج المالية، خاصة وأننا رأينا أن التدفق النقدي للشركة تراجع بشكل كبير".
تعاني شركات البتروكيماويات في أنحاء العالم نتيجة ارتفاع التكاليف وتراجع هوامش الأرباح، وسط مخاوف مستمرة بشأن نمو الاقتصاد العالمي ومستوى الطلب، لاسيما في الصين أكبر مستهلك في العالم، بالإضافة إلى الآثار السلبية المتوقعة من احتمال فرض تعريفات جمركية أميركية جديدة قد تجعل التعافي أكثر صعوبة.
وفيما يتعلق بالشركات التابعة، أعلنت "سابك للمغذيات الزراعية" قبل نحو أسبوع عن تراجع أرباحها في العام الماضي كما أعلنت "ينبع الوطنية للبتروكيماويات" (ينساب) و"كيان السعودية للبتروكيماويات" نتائج مخيبة للتوقعات في علامة على التحديات المستمرة على مدى السنوات القليلة الماضية في القطاع مع تباطؤ نمو الطلب لا سيما في الصين أكبر مستهلك في العالم. وتملك "سابك" حصة 50% في "سابك للمغذيات الزراعية" و52% تقريباً في "ينساب" و35% في "كيان".
المؤشر الفرعي للمواد الأساسية، الذي يضم عدة قطاعات فرعية منها البتروكيماويات، انخفض 1.7% مع تراجع معظم أسهم القطاع. وهبطت أيضاً أسهم "سابك للمغذيات الزراعية" بنسبة 1.25% و"ينساب" بنسبة 4.2% و"كيان" بنسبة 2.9%، كما انخفض سعر سهم "أكوا باور" المدرج بنفس المؤشر بنسبة 2.65% لتقترب خسائره من 6% منذ إعلان النتائج المالية للشركة.
سهم "stc" يدعم "تاسي"
تتجه الأنظار أيضاً إلى سهم "شركة الاتصالات السعودية" (stc) بعدما قفز 3.6% في الجلسة الماضية بعدما أعلنت الشركة نتائج تفوق التوقعات بكثير ما شجعها على التوصية بتوزيع أرباح إضافية بواقع ريالين للسهم.
وقال الرشيد إن اقبال المستثمرين على سهم "stc" سيستمر "مادامت الشركة تعزز النمو... وكذلك التوزيعات النقدية جيدة بشكل كبير والتفاعل يعكس أن المستثمرين في السوق ينتظرون مثل هذه الإدارات التي تستطيع ان تحقق أداء مالياً جيداً يجذب الاستثمارات إليها خصوصاً مع وجود بدائل كثيرة منافسة لسوق الأسهم".
وعلى الرغم من تراجع الأسهم الثلاثة الأخرى المدرجة في القطاع، فقد تمكن مؤشره من الارتفاع 2% بفضل قفزة سهم "stc".