بلومبرغ
سيرتفع الذهب إلى مستويات جديدة في العام المقبل، إلا أن المستثمرين الذين يبحثون عن بدائل للعملة في ظل تفاقم الديون العالمية يجب أن يتطلعوا إلى "بتكوين"، وفقاً لصندوق تحوط بقيمة 7.5 مليار دولار.
من المرجح أن يرتفع كلاهما حتى مع تحرك الاحتياطي الفيدرالي لتقليص مشتريات الأصول، وذلك بحسب "تروي جايسكي"، كبير مسؤولي الاستثمار ومدير المحفظة في شركة "سكاي بريدج كابيتال".
في الواقع، كثيراً ما يقارن المستثمرون بين الاثنين، حيث قال وزير الخزانة السابق "لورانس سمرز" إن العملات المشفرة يمكن أن تظل سمة من سمات الأسواق العالمية كشيء شبيه بالذهب الرقمي.
في حين قال "غايسكي" في مقابلة عبر الهاتف الأسبوع الماضي: "سنلتزم بعملة "بتكوين" والعملات المشفرة لأننا نعتقد أن هناك المزيد من الاتجاه الصعودي". وأضاف "بالرغم من حصول تقلبات كبيرة، "فإنكم ستحصدون من تلك الظاهرة نفسها مكاسب أكثر قليلاً مما ستحصلون عليه من الذهب".
يتتبع المستثمرون تعليقات البنك المركزي الأمريكي مع ارتفاع التضخم واقتراب صانعي السياسة من تقليص مشتريات الأصول الضخمة التي أنقذت الاقتصاد من الاضطرابات الناجمة عن الجائحة. كما دفع الدعم النقدي الميزانية العمومية للاحتياطي الفيدرالي إلى مستوى قياسي، في حين عزز الإنفاق المالي القوي الدين الحكومي. وقد يشكل كلاهما خطراً على قيمة الدولار في نهاية المطاف، مما قد يؤدي إلى تلميع جاذبية البدائل.
وعلق "غايسكي" على الموضوع بالقول: "جميع بدائل العملات الورقية - التي مرت جميعاً بتصحيحات جوهرية حديثة إلى حد ما – هي في موقع أفضل بكثير الآن للتعامل مع هذا التقليص التدريجي والتباطؤ التدريجي في نمو المعروض النقدي، مما كانت عليه لأنها كانت تحقق ارتفاعات عالية تليها ارتفاعات أعلى".
تقلبات الأسعار
شهدت كل من "بتكوين" والذهب تقلبات كبيرة هذا العام، والتي تكشف الجدل حول ما إذا كانت العملة المشفرة تجذب الطلب بعيداً عن السبائك. ارتفعت العملة المشفرة إلى مستوى قياسي بالقرب من 65,000 دولار في أبريل، قبل أن تنخفض عند حوالي 36,600 دولار. في غضون ذلك، اقترب الذهب من الغرق في سوق هابطة في مارس، إلا أنه عكس مساره ليمحو خسائره منذ بداية العام حتى تاريخه.
يذكر أن البنوك الرائدة في وول ستريت تنقسم حول المزايا النسبية للاثنين – حيث قالت شركة "سيتي غروب" إن الذهب "يفقد بريقه" أمام العملات المشفرة، في حين أوضحت شركة "غولدمان ساكس غروب" إمكانية تعايش الأصلين معاً.
في مايو، قال "إيلون ماسك" رئيس شركة "تسلا"، والذي تسببت تغريداته في تعكير أسعار "بتكوين" هذا العام، إنه يدعم العملات المشفرة مقارنة بالعملات الورقية.
ووفقاً لـ "غايسكي"، فإن السبائك – التي سجلت رقماً قياسياً فوق 2,075 دولاراً للأوقية العام الماضي – قد أنشأت أرضية صلبة الآن؛ كما تراجعت الكثير من المخاوف المرتبطة بتقليص مشتريات الأصول، وحتى عندما يتم الإعلان عنه، فلن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في تقليل وتيرة مشترياته حتى عام 2022، على حد قوله.
الذهب وقرارات الفيدرالي الأمريكي
أضاف: "بالنسبة للمستقبل، فإن احتمال استمرار الذهب في اتجاه صعودي مرتفع إلى حد ما، حيث سيصنع ارتفاعات جديدة خلال العام المقبل".
يشار إلى أنه حتى مع تراكم علامات التعافي، ما يزال الاحتياطي الفيدرالي يشتري 120 مليار دولار من سندات الخزانة والأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري شهرياً، كما ارتفعت ميزانيته العمومية نحو 8 تريليونات دولار، أي حوالي ثلث الناتج المحلي الإجمالي. وما من شكٍ في أن الحديث عن تقليص هذا الدعم - الذي يحمل القدرة على تعزيز عوائد سندات الخزانة والدولار، مما يشوه جاذبية الذهب - يقترب أكثر.
أما "سكاي بريدج"، وهي شركة إدارة الصناديق، فلديها تعرض بسيط لشركة تنقيب عن الذهب، والتي تستفيد من ارتفاع أسعار الذهب المستمر. كما تتعرض "سكاي بريدج" بشكل أساسي لاستراتيجيات الولايات المتحدة لتوليد التدفقات النقدية، وهي مدعومة بأصول ملموسة، وائتمان الشركات المتعثرة، ومراجحة السندات القابلة للتحويل، وغيرها.
ارتفع صندوق "بتكوين" التابع للشركة بنسبة 51.2% منذ إنشائه في ديسمبر الماضي وحتى الأول من يونيو.
وتعاون "أنتوني سكاراموتشي" مؤسس شركة "سكاي بريدج" مع شركة "فيرست تراست أدفايزرز" في صندوق متداول في البورصة يخطط لشراء وبيع "بتكوين"، ويتوقع "غايسكي" أن توافق هيئة الأوراق المالية والبورصات على المنتج بحلول الربع الرابع من عام 2021 أو الربع الأول من العام المقبل.
أوضح "غايسكي" قائلاً: "السبب الوحيد لوجودنا بشكل احترافي هو إيجاد طرق مثيرة للاهتمام لتوليد عوائد جذابة والتي لها أيضاً خصائص جذابة من ناحية المخاطر والمكافآت؛ حيث يتم تضخيم مزيج الاستراتيجيات في محفظتنا الأوسع نطاقاً من خلال امتلاك مركز صغير ولكنه مطعم ببدائل العملات الورقية مثل "بتكوين".