هل تستسلم سوق الأسهم السعودية للضغوط الهبوطية؟

"تاسي" تكبد أمس أكبر خسارة يومية في شهرين

time reading iconدقائق القراءة - 5
السوق المالية السعودية (تداول) - المصدر: بلومبرغ
السوق المالية السعودية (تداول) - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

استسلمت سوق الأسهم السعودية فيما يبدو للمسار الهبوطي رغم تراجع قيم التداولات، إذ تضغط عدة عوامل داخلية وخارجية على معنويات المستثمرين ومع اقتراب شهر رمضان الذي عادة ما يهدأ فيه نشاط الأسواق المالية في المنطقة.

تكبد المؤشر "تاسي" أمس أكبر خسائره اليومية منذ نحو شهرين إذ تراجع 0.85% تحت ضغط تراجع جميع القطاعات تقريباً.

"لم تظهر الكثير من البيانات المالية التي تعزز من تواجد المشترين بشكل كبير خلال الفترة الحالية نظراً لأن الفترات السابقة شهدت ارتفاعات جيدة للسوق جعلت كثيراً من المستثمرين يفضلون جني الأرباح. لكن لا يبدو أن هناك اندفاعاً بيعياً في السوق لا سيما وأن قيم التداولات لا تزال منخفضة نسبياً وقد تستمر حالة الترقب إلى أن تظهر بيانات إيجابية تغير مسار السوق"، على حد قول أحمد الرشيد المحلل المالي الأول بصحيفة "الاقتصادية".

عوامل داخلية تؤثر على المعنويات

ترى ماري سالم المحللة المالية لدى "الشرق" أن التراجع الملحوظ في قيم التداولات، التي بلغت أمس 5.2 مليار ريال وهي ما تزال أدنى من متوسطها لثلاثة أشهر، يرجع إلى بطء وتيرة إعلانات النتائج خاصة من الشركات الكبرى مثل "أرامكو" و"سابك" و"أكوا باور". وحذرت من أن استمرار هذا الانخفاض في قيم التداول خلال الأسبوعين المقبلين حتى بداية شهر رمضان ينذر بدخول السوق في حالة "جمود" قد تستمر حتى نهاية الربع الأول من العام.

اقرأ أيضاً: ماذا قال المسؤولون عن مستقبل الأسواق الناشئة في مؤتمر العلا؟

"النتائج التي تظهر يتم التفاعل معها لكن لا يكون لها تأثير كبير على المؤشرات مثل سهم شركة سلوشنز لأن الوزن النسبي للسهم ضئيل"، بحسب سالم.

ستتجه الأنظار اليوم إلى سهم "سلوشنز" الذي ارتفع أمس حوالي 5% بعدما أعلنت الشركة التابعة لـ"شركة الاتصالات السعودية" (stc) نتائج أفضل من التوقعات بنمو الأرباح السنوية 34% إلى 1.6 مليار ريال في العام الماضي. وتشير بعض الارتفاعات في السوق إلى وجود عمليات شراء انتقائية للأسهم.

كما ارتفع أمس سهم "لوبريف" لزيوت الأساس 0.4% تقريباً إثر إعلان الشركة أرباحاً دون المتوقع في 2024. وقال الرشيد إن حركة السهم تعكس أن النتائج كانت ضمن توقعات السوق.

من جهة أخرى، يفضل بعض المستثمرين التريث في ضوء الاكتتابات المرتقبة في السوق لاقتناص أسهم الشركات حديثة الإدراج مما يضغط على كمية السيولة في السوق، بحسب إكرامي عبد الله كبير المحللين الماليين لدى صحيفة "الاقتصادية".

اقرأ أيضاً: "أم القرى" تستهدف جمع ملياري ريال تقريباً من طرح أولي ببورصة السعودية

لكن السوق قد تتلقى بعض الأنباء الإيجابية اليوم مع بداية ملتقى الأسواق المالية في الرياض الذي يستمر حتى 20 فبراير الجاري. وعادة ما تكون هذه المنتديات فرصة لصناع القرار للإعلان عن توجهات السوق المالية خلال العام الجديد.

المشهد العالمي يواصل الضغط

إلى جانب جهود تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، تترقب الأسواق حول العالم، ما ستسفر عنه الجهود الأميركية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية مما قد يعزز تدفقات النفط الروسي إلى الأسواق ويهدئ أسعار الحبوب والسلع. 

من المقرر أن تستضيف الرياض اليوم اجتماعاً بين وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره الروسي سيرجي لافروف للترتيب لقمة مرتقبة بين رئيسي البلدين في وقت لاحق.

وعلى صعيد البيانات الأميركية، من المقرر أن يصدر "الاحتياطي الفيدرالي" غداً محضر أحدث اجتماعات اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة وهو ما سيعطي المتعاملين لمحة عن المسار المستقبلي المتوقع لأسعار الفائدة.

"لا تزال هناك حالة من عدم الوضوح في السياسة النقدية خلال هذا العام وقدرة المصارف على جذب المزيد من الودائع في الفترة الحالية لكن ما إن تظهر أية بيانات في هذا الشأن ربما يكون هناك تحرك أكبر من هذا القطاع المسيطر بشكل كبير على المؤشر تاسي" بحسب الرشيد.

على جانب آخر، أوردت بلومبرغ أمس أن تحالف "أوبك+" يدرس تأجيل عودة إمدادات النفط المقررة في أبريل المقبل ونقلت عن أحد مندوبي المنظمة قوله إن أسواق النفط العالمية لا تزال هشة للغاية بحيث لا يمكنها تحمل زيادة الإنتاج في الوقت الحالي.

واستقرت اليوم أسعار النفط بعد ارتفاع أمس الإثنين، إذ قال مندوبو "أوبك+" إن التحالف يفكر في تأجيل سلسلة من الزيادات الشهرية في الإمدادات، في وقت هاجمت طائرات مسيرة أوكرانية محطة لضخ الخام في روسيا.

تم تداول خام "برنت" فوق 75 دولاراً للبرميل بعد مكسب متواضع الإثنين، في حين كان "غرب تكساس" الوسيط بالقرب من 71 دولاراً للبرميل.

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.