عزز ارتفاع اليوان الصيني من قدرة مستثمري الأسهم على تحديد احتمالات أكثر دقة بشأن الرابحين والخاسرين.
سجلت مؤشرات بورصة هونغ كونغ والبورصات الصينية الرئيسية مكاسب بدعم من ارتفاعات اليوان الأخيرة، في الوقت الذي يسعى المستثمرون إلى الاستثمار بالأصول المقوّمة بعملة قوية. اقتربت بيانات الارتباط بين مؤشر "سي إس آي 300" الصيني وقوة اليوان من أعلى مستوياتها في سبعة أشهر، فيما تظهر البيانات التي جمعتها بلومبرغ ارتباط مؤشر "هانغ سنغ" أيضاً بتحركات سعر صرف العملة منذ فبراير الماضي. ولكن لم تكن جميع الأسهم مستفيدة.
يشير محللون إلى أن قائمة الرابحين المحتملين من قوة اليوان تشمل الشركات التي تتمتع بفرصة التعامل بعملتين، مثل مطوري العقارات الصينيين أصحاب الديون الضخمة المقوّمة بالدولار، وكذلك الشركات المدرجة في بورصة هونغ كونغ التي تحقق معظم إيراداتها من الصين.
في المقابل، يمثل المصدرون الصينيون أكبر الخاسرين من تلك القوة، نتيجة تراجع تنافسية المنتجات الصينية في الأسواق الخارجية.
ارتفع اليوان الصيني 12% مقابل الدولار منذ مايو من العام الماضي، فيما تسارعت وتيرة الارتفاع مؤخراً وسط مخاوف من زيادة التضخم وضعف العملة الأمريكية. فيما يتوقع بعض المستثمرين استمرار ارتفاع اليوان رغم إجراءات البنك المركزي للحد من تلك المكاسب.
قال جاكسون وونغ، مدير إدارة الأصول في "أمبير هيل كابيتال": "قد ينجح تدخل البنك المركزي في إبطاء وتيرة الارتفاع (لليوان) وليس الاتجاه الصاعد". وأضاف وونغ: "ترتبط مؤشرات بورصة هونغ كونغ والبورصات الصينية تاريخياً بعلاقة طردية مع العملة الصينية رغم معاناة بعض القطاعات".
الرابحون
· مقترضو الديون المقوّمة بالدولار: تستفيد بشكل مباشر الشركات التي تحقق إيراداتها باليوان بينما تقترض بالعملات الأجنبية حيث ستنخفض قيمة ديونها مع ارتفاع العملة الصينية. ويستحوذ المطورون العقاريون على نحو 24% من إجمالي السندات المقومة بالدولار الصادرة عن كافة الشركات الصينية وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ.
· الشركات الصينية التي تصدر ديون مقومة بالدولار: مجموعة "تشاينا إيفرغراند"، "كنتري غاردن هولدنغ"، و"كايسا غروب هولدنغ"، وفقاً لبيانات بلومبرغ.
· الشركات الصينية المدرجة في بورصة هونغ كونغ ومزدوجة الإدراج في الصين وهونغ كونغ: تستفيد الشركات مزدوجة الإدراج من قوة اليوان، حيث ترتفع تقييمات أسهمها، وتتدفق الاستثمارات الأجنبية إليها، بحسب محللي" سي آي سي سي" ومن بينهم "هانفينغ وانغ" الذي قال: "في الوقت الذي يشعر فيه بعض المستثمرين بالقلق من تأثير قوة اليوان على التدفقات المتجهة جنوباً نتيجة خسائر تغير سعر الصرف الأجنبي المحتملة، تشير الخبرة التاريخية إلى أن تدفق الاستثمارات مرتبط بشكل طردي بقوة اليوان ما يؤكد تعزيز قوة اليوان من احتمالات نمو أفضل للأصول الصينية.
· الشركات الاستهلاكية: قال يانغ ديلونغ، كبير الاقتصاديين في "فيرست سيفرونت فند مانجمنت"، إن ارتفاع العملة يعزز القوة الشرائية وثقة المستهلك ما يفيد قطاع المستهلكين.
تراجع مؤشر "هانغ سينغ تشاينا إنتربرايز" بما يزيد عن 10% مقارنة بأعلى مستوياته التي سجلها في فبراير الماضي. وسجل قطاع السلع الاستهلاكية والأساسية أسوأ أداء بين قطاعات مؤشر "سي إس آي 300" منذ تسجيل أعلى مستوى له في فبراير. وتصدرت شركتا "بي واي دي" و"ميديا غروب" قائمة أكبر الخاسرين.
الخاسرون
· المصدرون أصحاب الأعمال كثيفة العمالة: كتب تشينغ جياوي، المحلل في شركة “إيست آسيا قياناي للأوراق المالية" في مذكرة بحثية حديثة، أن شركات مثل صانعي الألعاب المعتمدين على تميز منتجاتهم بالأسعار الرخيصة لجذب العملاء وتحقيق معظم الإيرادات في الخارج، قد يتعرضون لضربة قوية من اليوان الأقوى.
· الشركات ذات الأصول المقوّمة بالعملات الأجنبية: يقول كليف تشاو، رئيس الأبحاث في "سي سي بي إنترناشيونال"، إن شركات صناعة المنسوجات والآلات ستعاني لامتلاك نسب كبيرة من الأصول مقوّمة بالعملات الأجنبية.