بلومبرغ
تصمد الأصول التقليدية في وجه عاصفة العملات المشفرة حتى الآن، في علامة على أن عُرْضتها لتقلبات العملات المشفرة قد تكون محدودة نسبياً.
ارتفع مؤشر "إم إس سي آي إنك" للأسهم العالمية الأسبوع الماضي في الوقت الذي انهار فيه مؤشر "بلومبرغ غالاكسي" للعملات المشفرة بنحو 40%، وهي أكبر خسارة منذ بداية الوباء في مارس 2020، واستقرت سندات الخزانة والدولار إلى حد كبير.
وقال آدم رينولدز، المدير التنفيذي لـ"ساكسو ماركتس" (Saxo Markets APAC)، في مقابلة مع تليفزيون بلومبرغ: "من كان لديه توزيع معقول للأصول، فسيخصّص جزءاً بسيطاً للعملات المشفرة، ولا أعتقد أنها ينبغي أن تشكّل جزءاً كبيراً من أي محفظة لدرجة أن تُلحِق مثل هذه التحركات ضرراً مادياً بصاحب المحفظة".
تراجعت القيمة السوقية للعملات المشفرة بنحو تريليون دولار من أعلى مستوى وصلت إليه الشهر الجاري عند نحو 2.6 تريليون دولار، وهو هبوط أثار تساؤلات بشأن الآثار المحتملة لفقدان الثروة وتضرر المعنويات.
يرى بعض المراقبين مزيداً من الألم في العملات المشفرة مستقبلاً، في ظل التخلص من الاستثمارات الممولة بالديون في عملات مثل بتكوين وإيثريوم، وأيضا تعزيز المشرعين للرقابة.
وأظهر تقرير منتصف الأسبوع لشركة تحليلات بلوكشتين "تشيناليسيس" (Chainalysis) أن أكثر من نصف الـ410 مليارات دولار التي أُنفِقَت لشراء ممتلكات بتكوين الحالية حدث خلال الاثني عشر شهراً الماضية، ومن بينها 110 مليارات دولار أُنفِقَت عندما كان متوسط تكلفتها أقل من 36 ألف دولار للعملة الواحدة، وهو ما يعني أن الأغلبية العظمى من الاستثمارات لن تكون مربحة إلا إذا تداولت العملة عند 36 ألف دولار أو أكثر.
ومُنيت "بتكوين" بتأرجحات كبيرة مجدداً خلال نهاية الأسبوع، وتراوح سعر أكبر عملة رقمية تُتداول عند نحو 36,500 دولار الأسبوع الماضي، أي أقلّ بكثير من مستوى منتصف أبريل البالغ نحو 65 ألف دولار.
مع ذلك أظهرت تداولات الاستثمارات المختلفة الأخرى، بدءاً من الدولار الأسترالي والينّ الياباني إلى العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، رد فعل هزيلاً تجاه أحدث التقلبات في العملات المشفرة، وفقاً لرينولدز.
وكتب فريق المحللين في "جى بي مورغان تشايس آند كو" في مذكرة منفصلة، أن تأثير تراجع العملات المشفرة عبر الأصول كان معتدلاً.
مراقبة العدوى
مع ذلك يجادل آخرون بأن القطاع بحاجة إلى المراقبة من كثب، ويقول بين إيمونز، مدير الاستراتيجية الكلية العالمية في "ميدلي غلوبال أدفايزرز" (Medley Global Advisors LLC) في نيويورك، في مذكرة، إن بتكوين "تُحكِم قبضتها على الأسواق عبر التقلبات والسيولة والارتباط"، مضيفاً أن "العدوى المالية المحتمَلة في حال هبطت بتكوين دون 20 ألف دولار لا يمكن تجاهلها".
كتب بيتر بيريزن، مدير الاستراتيجية العالمية في "بي سي إيه ريسيرش إنك" (BCA Research Inc)، في مذكرة، أن الألم في سوق العملات المشفرة قد يضر بالأصول التي تتسم بالمضاربة الأخرى مثل أسهم التكنولوجيا على المدى القصير، ومع ذلك فإن "تلاشي اهتمام المستثمرين بالعملات المشفرة سيكون في صالح سوق الأسهم مع عودة تركيز المستثمرين عليه".
ورغم أن الحديث عن تزايد اهتمام المستثمرين التقليديين صاحَب الطفرة السابقة في بتكوين والعملات المشفرة الأخرى، فإن أحدث نوبة تقلبات وهبوط في الأسعار تسلط الضوء على مخاطر التعرض الشديد الواقعة على المحافظ عموماً.
وقال كريستيان مولر-غليسمان، استراتيجي الأصول المتعددة في "غولدمان ساكس غروب إنك"، في تقرير يوم الجمعة، إن التراجعات الكبيرة بجانب التقلبات العالية في بتكوين فاقت مميزات حمل مخصصات أعلى منها في محفظة.
وقد يقود تخصيص 5% من أصول محفظة تتبع استراتيجية 60/40 في بتكوين، 20% تقريباً من تقلبات المحفظة، مقارنة بـ2% من سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10سنوات، وهذه مخاطر كبيرة للغاية للمؤسسات الاستثمارية، وفقاً لمولر-غليسمان.