بلومبرغ
ارتفعت مؤخراً علاوة بيع بنك إنجلترا لما لديه من مخزون الذهب بشكل قياسي في إشارة إلى احتمال عودة البنوك المركزية للشراء مرة أخرى.
تقوم البنوك المركزية بتخزين احتياطاتها من السبائك الذهبية في لندن لدى بنك إنجلترا الذي يمتلك واحدا من أكبر الاحتياطيات في العالم، ليقوم ببيعها نيابة عن البنوك المركزية والتجارية الأخرى دون أن يمتلكها بنفسه.
يقوم بنك إنجلترا ببيع الذهب في حدود فوارق طفيفة بسنتات قليلة مقارنة بأسعار تداول المعدن الذي تحتفظ به البنوك التجارية الأخرى بخزائنها في لندن مثل "جيه بي مورغان".
باع بنك إنجلترا الأسبوع الماضي الذهب بعلاوة 50 سنتا فوق أسعار لندن القياسية وفقاً لبعض متداولي السبائك. وترجع تلك العلاوة بشكل جزئي نتيجة لمشتريات بنك التسويات الدولية الذي يقوم بتداول الذهب نيابة عن البنوك المركزية حول العالم، وفقاً لشخص مطلع على التداولات طلب عدم الكشف عن هويته لسرية المعلومات.
قال مصدر مطلع، إن بنك التسويات الدولية اشترى مؤخراً ما يصل إلى مليون أوقية من الذهب من بنوك تجارية مختلفة عن طريق بنك إنجلترا بعلاوة تتراوح بين 30 - 40 سنتا.
ارتفعت علاوة تداول الذهب في بنك إنجلترا لتبلغ 50 سنتا للأوقية أواخر الأسبوع الماضي، قبل أن تنخفض إلى نحو ما يتراوح بين 20 - 40 سنتا، وذلك مقارنة بعلاوة تتراوح بين صفر - 20 سنتا في الظروف العادية، وفقاً لبعض المتداولين.
رفضت المتحدثة باسم بنك التسويات الدولية التعليق، مشيرة إلى سرية بيانات العملاء. كما رفض بنك إنجلترا التعليق.
وقال متداولو سبائك الذهب، إن الشراء قد يكون علامة على أن واحداً أو أكثر من البنوك المركزية يزيد احتياطاته من الذهب.
ارتفاعات الذهب
على مدار أغلب فترات العقد الماضي ساهمت البنوك المركزية في تعزيز مكاسب أسعار الذهب، لكن التداولات عكست الاتجاه في الربع الثالث من عام 2020 لتسجل صافي بيع مع استغلال بعض الدول ارتفاع الأسعار وجني الأرباح.
يساعد تجدد الشراء مرة أخرى في الحفاظ على ارتفاع أسعار الذهب والذي محت تداولاته يوم الثلاثاء الخسائر التي تكبدها منذ بداية العام ليقترب من تحقيق أكبر مكاسب شهرية منذ يوليو من العام الماضي، وسط مخاوف المستثمرين من ارتفاع التضخم في ظل تأكيد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي على ثبات السياسة النقدية في الوقت الحالي.
عادت بعض البنوك المركزية إلى الشراء منذ انخفضت الأسعار مطلع العام الجاري. وقبل ذلك، زادت مشتريات البنوك السيادية من الذهب لتنويع احتياطاتهم بدلاً من تركيزها على الدولار الأمريكي لحمايتها من انخفاض القيمة وسط مخاوف ازدياد الضغوط التضخمية في ظل اتباع الاحتياطي الفيدرالي سياسة نقدية تيسيرية للغاية والإنفاق الهائل للحكومة الأمريكية.
رفع بنك تايلاند الشهر الماضي حيازته من الذهب لتصل إلى 6.35 مليون أوقية مقارنة بحيازته 4.95 مليون أوقية في مارس وفقاً لبيانات موقع صندوق النقد الدولي. كما ضاعفت المجر من احتياطاتها من المعدن ثلاث مرات في نفس الشهر، في واحدة من أكبر عمليات الشراء التي قام بها بنك مركزي منذ عقود.
أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي أن تداولات البنوك المركزية العالمية للذهب سجلت صافي شراء في فبراير بصدارة تداولات الهند التي اشترت 11.2 طن.