بلومبرغ
علَّق صانعو السيارات في مدينة "تاميل نادو"، مركز الصناعة في الهند، عملياتهم وخفَّضوا من ورديات العمل في مصانعهم، إذ يهدِّد الموظفون بالإضراب على خلفية مخاوف صحية بشأن كوفيد-19 في الولاية الجنوبية.
ودخلت شركة "رينو نيسان اوتوموتيف إنديا" في نزاع قانوني مع عمال مصنعها بالقرب من تشيناي، الملقبة بديترويت الهند، الذين يقولون، إنَّه لا ينبغي المساس بسلامتهم من أجل تحقيق أهداف الإنتاج. كما طعن العمال في قرار الدولة بإعفاء صناعة السيارات من قواعد الإغلاق المحلية.
ردَّاً على الدعوى المرفوعة في محكمة مدراس العليا، قالت شركة "رينو نيسان"، إنَّها اتخذت الاحتياطات اللازمة لحماية موظفيها، بما في ذلك تقليل الورديات اليومية إلى ورديتين بدلاً من ثلاث، وترتيب النقل والتطعيم. وقالت الشركة، إنَّها بحاجة إلى الحفاظ على تشغيل المصنع، إذ يُسمح لها بذلك بموجب القوانين المحلية. كما أشارت إلى أنَّها ملتزمة بتلبية طلبات التصدير.
في السياق نفسه، أوقفت شركة "هيونداي موتور إنديا" عملياتها في تشيناي حتى 29 مايو بعد ارتفاع عدد الإصابات والإضراب يوم الإثنين الماضي؛ وقالت في بيان لها، إنَّ الشركة "أعطت دائماً الأولوية لسلامة موظَّفيها، وصحتهم، ورفاههم".
حصيلة الجائحة
توفي سبعة عمال في مصنع صناعة السيارات بسبب كوفيد-19 الشهر الماضي، وهناك 750 مصاباً بالفيروس، وفقاً لـ"إي موثوكومار"، رئيس نقابة تمثِّل موظفي شركة "هيونداي". وأشار "موثوكومار" إلى أنَّه ستكون هناك ورديتان في اليوم عندما يُعاد افتتاح المصنع يوم الإثنين 31 مايو، بدلاً من الورديات الثلاث المعتادة. في حين قال متحدِّث باسم "هيونداي"، إنَّه لن يحصل مثل هذا التغيير.
ضربت الجائحة الهند بقسوة، وأسفرت عمَّا يقرب من 27 مليون حالة مؤكَّدة وأكثر من 307,000 حالة وفاة، على الرغم أنَّه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير. وتُعدُّ ولاية تاميل نادو من بين الولايات الأكثر تضرراً، فقد اقترب عدد الإصابات بسرعة من 1.9 مليون، وحوالي 21,000 حالة وفاة مسجَّلة.
وتُؤكِّد المواجهة بين شركات صناعة السيارات والعاملين على سعي الشركات والسلطات المحلية لتحقيق التوازن بين المصالح الاقتصادية ومطالب الصحة العامة؛ إذ يهدد الإغلاق الصارم بإبطاء الاقتصاد، وتعريض الوظائف للخطر، كما أنَّ السماح للمصانع بالعمل قد يساعد كوفيد-19 على الانتشار بشدة؛ وفي هذا السياق، أعفت حكومات الولايات الهندية بعض القطاعات التي تعدُّها ضروريةً من قواعد الإغلاق.
وطلبت محكمة مدراس العليا من حكومة ولاية تاميل نادو الإشراف على ظروف العمل في أرض مصنع "رينو نيسان"، وسألت الشركة المصنِّعة للسيارات عمَّا إذا كان قد تمَّ تخفيض الإنتاج، إذ تبلغ الطاقة الإنتاجية للمصنع 480 ألف وحدة سنوياً، كما ستستمر جلسات المحكمة في 31 مايو.
استجابة شركات أخرى
قامت شركة "ماروتي سوزوكي إنديا"، أكبر شركة لصناعة السيارات في البلاد، بخفض طاقتها الإنتاجية إلى النصف بسبب الجائحة. ومن جهتها، قالت شركة "هيرو موتوكورب" -أكبر منتج للدراجات ذات العجلتين في العالم- الشهر الماضي، إنَّها أوقفت عملياتها مؤقتاً في جميع مرافق تصنيعها. كما قلَّصت شركة صناعة الشاحنات "أشوك ليلاند" عملياتها.