الشرق
نترقب اليوم تفاعل سوق الأسهم السعودية مع الهزة الكبيرة التي تعرضت لها سوق الأسهم الأميركية أمس متأثرة بالشكوك التي أثارتها شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك" (DeepSeek) حول هيمنة الولايات المتحدة على هذا القطاع.
تكبدت أسهم قطاع التكنولوجيا الأميركي خسائر فادحة مع هبوط سهم "إنفيديا" 17% أمس لتخسر الشركة 589 مليار دولار من قيمتها السوقية وهي أكبر خسارة في تاريخ الأسهم لسهم واحد. وفي التعاملات الصباحية، انخفض مؤشر "إم إس سي آي" (MSCI) لأسواق آسيا والمحيط الهادئ بنسبة تصل إلى 0.6%، حيث قادت أكبر شركات التكنولوجيا اليابانية الانخفاضات.
"تخارج بعض المستثمرين من السوق السعودية أمس، وربما جاء ذلك على خلفية هبوط الأسهم الأميركية (في تعاملات ما قبل الفتح)"، بحسب ماري سالم المحللة المالية لدى "الشرق".
المؤشر "تاسي" أنهى تداولات أمس منخفضاً 0.1% عند 12373 نقطة تحت ضغط تراجع جميع القطاعات القيادية على الرغم من الانتعاش الكبير لمؤشر القطاع العقاري. وتحسنت قيمة التداولات مقارنة مع مستواها في الجلسة السابقة لتبلغ 7.2 مليار ريال متجاوزة متوسطها لثلاثة أشهر البالغ 5.8 مليار ريال.
اقرأ أيضاً: الأسهم العقارية السعودية تنتعش بعد تيسير تملك الأجانب لها
يأتي هذا وسط قفزات بالحد الأقصى لأسهم شركات "جبل عمر" و"طيبة للاستثمار" و"مكة للإنشاء" و"مدينة المعرفة"، وجميعها لديها مشاريع في مكة المكرمة والمدينة المنورة، بعدما أعلنت هيئة السوق المالية السماح للأجانب بالاستثمار في الشركات المدرجة التي تنشط في المدينتين المقدستين. وصعد مؤشر قطاع إدارة وتطوير العقارات 5.7%.
"الشركات العقارية لا تسيطر على حصة كبيرة من (الوزن النسبي على) المؤشرات، لذلك لم ينعكس أداؤها على المؤشر العام"، بحسب أحمد الرشيد المحلل المالي الأول لدى صحيفة "الاقتصادية".
أبرز الأسهم
سنتابع اليوم مدى قدرة القطاع العقاري على الحفاظ على الزخم بعد صعوده أمس. وقال هشام العياص كبير المحللين الماليين لدى "الشرق" إن "المسار الصعودي للقطاع قابل للاستمرار، خاصة وأنه يعتمد على أخبار إيجابية أساسية وليست مرحلية".
السماح للأجانب بالاستثمار في القطاع يستهدف "تحفيز الاستثمار، ورفع جاذبية وكفاءة السوق المالية، وتعزيز تنافسيتها إقليمياً ودولياً ودعم الاقتصاد المحلي، من خلال جذب رؤوس الأموال الأجنبية، إلى جانب توفير القدر اللازم من السيولة للمشاريع في مكة المكرمة والمدينة المنورة سواء القائمة أو المستقبلية من خلال المنتجات الاستثمارية المتاحة في السوق السعودية لتكون ممولاً لتلك المشاريع التنموية النوعية"، وفق بيان الهيئة.
"تلك الشركات لم تكن في محافظ المستثمرين الأجانب لكنها دخلت الآن ضمن المؤشرات التي يتابعونها خصوصاً الصناديق أو المستثمرين غير النشطين. لذا ستكون هناك إعادة احتساب للمؤشرات وستدخل ضمن محافظ المستثمرين غير النشطين، وهذا بدوره يدفع سيولة إلى تلك الشركات بغض النظر عن تقييماتها أو أدائها المالي" بحسب الرشيد.
سهم "أكوا باور" سيكون ضمن دائرة الاهتمام هو الآخر بعدما تعرض لجني أرباح في الجلسة الماضية دفعه للانخفاض 0.75%. ونترقب اليوم تفاعل المستثمرين مع إعلان الشركة أمس عن توقيع 5 مذكرات تفاهم مع 4 شركات إيطالية لتعزيز التعاون في مجالات تمويل المشاريع والتأمين وتوليد الطاقة وتقنيات تحلية المياه.