بلومبرغ
تستعد شركة "إيرباص" لتجهيز إنتاج طائراتها من سلسلة "A320" الأكثر مبيعا بما يتجاوز مستويات ما قبل تفشي فيروس كورونا، في غضون عامين، مما يضفي حالة من التفاؤل على انتعاش الطيران عالميا.
قفزت الأسهم بعد أن طلبت أكبر شركة منتجة للطائرات التجارية في العالم، من الشركات الموردة الاستعداد لزيادة إنتاجها من الطائرات ذات الجسم الضيق الأكثر مبيعا إلى 64 طائرة شهريا بحلول الربع الثاني من عام 2023.
كانت "إيرباص" كشفت في بيان اليوم الخميس أن إنتاج عدد الطائرات ذات الجسم الضيق قد يرتفع إلى 70 طائرة شهريا في مطلع 2022، وقد يصل إلى 75 طائرة بحلول عام 2025.
وكشفت الشركة عن الخطة الطموحة، في حين لا تزال صناعة الطيران تكافح من أجل اكتساب قوة جذب بعد جائحة كوفيد-19 التي محت الطلب على السفر جوا تقريبا.
رغم اندلاع تفشي الإصابات بكورونا على المدى القصير، إلا أن الصورة طويلة المدى أصبحت أكثر إشراقا مع توزيع لقاحات كورونا عالميا.
أظهرت شركة "إيرباص" ومنافستها الأمريكية "بوينغ" مزيدا من الثقة، في حين يمثل الضغط لخفض الانبعاثات التحدي المرتقب لصناعة الطيران.
قال ساندي موريس، المحلل في بنك استثمار "جيفريز": "نعتقد أنه سابق لأوانه، لكن "إيرباص" هي الشركة التي تجري حوارا مستمرا مع العملاء، وقد وصفت الأمور بشكل جيد حتى الآن". وأضاف موريس أنه يشعر بالقلق إزاء المزيد من الاضطرابات الناجمة عن الوباء والمبادرات لخفض الانبعاثات، موضحا أن " إيرباص" ستتجاوز كل تلك التحديات.
ارتفعت أسهم "إيرباص" بنسبة 5.3%، في تعاملات الخميس الماضي عقب بيان الشركة في باريس. كما ارتفعت أسهم الشركات المرتبطة بها حيث ارتفع سهم شركة "سافران" التي تقوم بتوريد المحركات والمكونات، بنسبة 2.7%، بينما ارتفع سهم "رولز رويس" بنسبة 2%.
شبكة الموردين
يمنح إعلان "إيرباص" الشركات المصنعة للأجزاء، بما في ذلك المحركات والمقاعد وإلكترونيات الطيران، الوقت للاستثمار في عملياتها الخاصة لتكون جاهزة أو مستعدة عند عودة الطلب.
تعتمد شركتا "إيرباص" و"بوينغ" على آلاف الشركات الموردة للمساهمة في تصنيع الطائرات التجارية التي تصل تكلفتها إلى 100 مليون دولار أو أكثر.
قال الرئيس التنفيذي لـ "إيرباص" غيوم فوري في البيان: "الرسالة الموجهة إلى الشركات الموردة لنا توفر رؤية للنظام البيئي الصناعي بأكمله لتأمين القدرات اللازمة والاستعداد عندما تستدعي ظروف السوق ذلك".
قفزة إنتاجية
عززت شركة "إيرباص"، التي يقع مقرها في تولوز بفرنسا، تقدمها في صناعة الطائرات ذات الممر الواحد مقارنة بـ "بوينغ" أثناء الوباء. ومع إعلانها يوم الخميس، أكدت "إيرباص" على خططها لزيادة الإنتاج إلى 45 طائرة من طراز "A320" شهريا بحلول الربع الرابع من 2021، مقابل 40 طائرة شهريا حاليا، تمثل أقل بنحو الثلث عما كان عليه إبان تفشي كورونا في أوائل عام 2020.
تخطط "إيرباص" أيضا لزيادة إنتاج طائرة "A220" الأصغر حجما إلى 6 طائرات شهريا في مطلع 2022، مقابل 5 طائرات حاليا، بهدف الوصول إلى 14 طائرة شهريا بحلول منتصف عام 2025.
فيما أحرزت "بوينغ" تقدما في تجاوز مرحلة حظر التحليق لطائرة "737 ماكس" عالميا، المنافسة الرئيسية لطائرة "A320". وقالت شركة صناعة الطائرات الأمريكية أواخر الشهر الماضي إنها تخطط لزيادة إنتاج "737 ماكس" تدريجيا إلى 31 شهريا في أوائل عام 2022.
خطط تصنيع
من المتوقع أن تستغرق الطائرات ذات الممرين الأكبر حجما وقتا أطول للتعافي إذ يتأخر السفر لمسافات طويلة، مقارنة بتعافي السفر إقليميا.
قالت شركة "إيرباص" إنها ستبقي إنتاج طائراتها "A330" عند مستوى طائرتين شهريا، بينما تتطلع إلى رفع إنتاج "A350" إلى 6 طائرات شهريا في النصف الثاني من عام 2022، مقابل 5 طائرات حاليا.
وفي إشارة إلى استعداد الشركات الموردة لمواكبة زيادة الإنتاج، تأمل شركة "إيرباص" في تجنب تكرار التأخير في عمليات التسليم التي واجهتها قبل تفشي الوباء.
اضطرت شركة "إيرباص" في عام 2019 إلى خفض هدف التسليم السنوي بسبب تحديات الإنتاج التي أدت إلى إبطاء إنتاج طائرات "A320neo".
في وقت سابق من مايو، قالت شركة إيرباص إنها استأنفت العمل لتحويل خط التجميع الفرنسي الذي كان يستخدم في السابق لطائرة "A380" العملاقة لتصنيع طائرات أحادية الممر.
وتأخر عمل خط تجميع طائرات "A320" و"A321" في 2020، خلال التداعيات المدمرة في بداية تفشي أزمة فيروس كورونا. ومن المرتقب أن يدخل خط التجميع الفرنسي حيز التشغيل قبل نهاية عام 2022.