بلومبرغ
وافقت شركة العقارات السكنية الألمانية "فونوفيا" Vonovia SE على الاستحواذ على منافستها "دويتشه فوهنين" Deutsche Wohnen SE مقابل نحو 19 مليار يورو (23 مليار دولار) في أكبر عملية استحواذ على الإطلاق في سوق العقارات الأوروبية، مما قد يؤدي إلى إذكاء التوترات في قطاع الإسكان متوسط التكلفة.
ستعيد عملية الاستحواذ الأكبر في أوروبا لهذا العام تشكيل صناعة العقارات الألمانية، فيما يسيطر أكبر مؤجرين عقاريين في البلاد على أكثر من 500 ألف شقة، ويخاطران بإثارة المزيد من المخاوف بشأن القوة السوقية لملَّاك العقارات الكبار.
وواجه الملَّاك الألمان ضغوطاً جماهيرية شديدة على مدى السنوات القليلة الماضية بسبب ارتفاع الأسعار، وتحديداً في العاصمة برلين التي استهدف فيها النشطاء "دويتشه فوهنين" على وجه الخصوص، من خلال استفتاء يسعى لإجبار المدينة على شراء حصص أصحاب الشقق الكبيرة.
قال رولف بوخ، الرئيس التنفيذي لشركة "فونوفيا" في مؤتمر عبر الهاتف الثلاثاء الماضي، إنَّ الصفقة تعدُّ محاولةً لـ"بداية جديدة"، وسط المخاوف بشأن الإسكان والتوترات فيما يتعلَّق بممتلكات الشركات الكبيرة في برلين.
وأوضح أنَّه سيتحدث مع عمدة برلين مايكل مولر في وقت لاحق لمناقشة الاتفاق، فيما يُشير عرض تقديمي للشركة المندمجة إلى تخطيطها لعرض بيع حوالي 20 ألف شقة في المدينة.
"فونوفيا" تعرض 53.03 يورو نقداً لسهم "دويتشه فوهنين"
بموجب الصفقة، ستعرض "فونوفيا"53.03 يورو نقداً لكلِّ سهم من "دويتشه فوهنين"، بما في ذلك توزيعات الأرباح المقترحة، وفقاً لبيان صادر عن الشركة في وقت متأخر من الإثنين الماضي، وهو ما أكَّده تقرير سابق لـ"بلومبرغ نيوز". ويمثِّل العطاء علاوة بنسبة تصل إلى 18% على سعر إغلاق "دويتشه فوهنين" يوم الجمعة الماضي.
وتخطط "فونوفيا" لإصدار حقوق للمساهمين بقيمة تصل إلى 8 مليارات يورو بعد إتمام الصفقة المتوقَّع في النصف الثاني، في حين تتوقَّع الشركات توفير 105 ملايين يورو في التكاليف سنويأً من الإدارة المشتركة لمحافظها الاستثمارية.
وحاولت "فونوفيا" الاستحواذ على "دويتشه فوهنين" مرتين قبل ذلك، ويعدُّ هذا العرض المحاولة الثالثة للشركة، ففي شهر فبراير من عام 2016، لم تتمكَّن "فونوفيا" من الحصول على دعم كافٍ من مستثمري "دويتشه فوهنين" التي وصفت العرض حينها بأنَّه عدواني، ولا يصب في مصلحة المساهمين.
وذكرت وكالة "بلومبرغ" في ذلك الوقت أنَّ "فونوفيا" جلبت مستشارين في أوائل العام الماضي للنظر مرة أخرى في جدوى الصفقة، ولكنَّها قررت عدم المضي قدماً في العطاء بعد ذلك.
وقررت الشركتان متابعة الصفقة حالياً بعد قرار صادر عن المحكمة الدستورية الألمانية في منتصف إبريل بإلغاء تجميد الإيجار المثير للجدل في برلين، الذي وصفه بوخ بأنَّه حكم قام بتقديم الوضوح في سوق العقارات.
كما تظهر الصفقة أنَّ بوخ، الرئيس التنفيذي لـ"فونوفيا" تمكَّن أخيراً من الفوز على نظيره مايكل زان بـ"دويتشه فوهنين"، بعد اشتباك الإثنين حول السعر خلال المحاولة الفاشلة السابقة قبل حوالي خمس سنوات.
تتويج للنجاح
وقالت الشركتان، إنَّه من المتوقَّع تعيين زان وفيليب غروس، المدير المالي بـ"دويتشه فوهنين"، في مجلس إدارة "فونوفيا" بعد الاستحواذ.
يعدُّ الاستحواذ على "دويتشه فوهنين" بمثابة تتويج لإنجاز بوخ صانع الصفقات المتسلسلة. فقد قام ببناء شركة "فوفونيا"، ومقرّها مدينة "بوخوم"، لتصبح شركة عقارية أوروبية كبيرة من خلال العديد من عمليات الاستحواذ التي شملت شراء حصة في شركة الملكية العقارية السويدية "هيمبلا" Hembla AB في عام 2019، وعقد صفقة مع المطوِّر النمساوي" كونفيرت إموبيليين إينفست " Conwert Immobilien Invest SE في عام 2016.
تأسست "فوفونيا" في عام 2015 بعد استحواذ شركة "دويتشه أنينغتون إموبيليين" Deutsche Annington Immobilien SE التي قادها بوخ على شركة "غاغفا"Gagfah SA، في صفقة عقارية ألمانية قياسية في ذلك الوقت. إلا أنَّ جذور الشركة تعود إلى أكثر من 100 عام عندما تمَّ تأسيس شركات الإسكان لعمال السكك الحديدية، والفولاذ، والفحم الألمان.