بلومبرغ
أعلنت شركتان كويتيتان تعملان في مجال التطوير العقاري عن خطة لإقامة مشروع إسكان بقيمة 3.5 مليار درهم (953 مليون دولار) في الشارقة -الواقعة شمال دبي- والتي تشهد ازدهاراً في سوق العقارات. دخلت شركة "إيفا للفنادق والمنتجعات" وشركة "عقارات الكويت" في شراكة لتطوير 1100 منزل على مساحة 6 ملايين قدم مربع بالقرب من حدود الشارقة مع دبي.
سيضم مشروع "الطي هيلز" منازل تاون هاوس وفيلات شبه مستقلة (فيلات متصلة بجانب واحد فقط بفيلات أخرى) وفيلات مستقلة (فيلات منفصلة تماماً عن أي بناء آخر) تتراوح من 3 إلى 6 غرف نوم. وستُباع المنازل بأسعار تتراوح بين 1.8 مليون درهم و7.3 مليون درهم، وفقاً لما ذكره مسؤولون تنفيذيون في مقابلة.
انتعاش العقارات في الشارقة
بدأت الشارقة في جذب المستثمرين إلى أراضيها بعد عامين من إقرار قانون يسمح للأجانب بشراء العقارات في مناطق محددة لدى الإمارة ذات الطابع المحافظ. يقوم المطورون ببناء عشرات الآلاف من المنازل ويتدفق المشترون إلى الإمارة التي لا تزال أسعار العقارات فيها أقل بكثير مقارنة بدبي، التي شهدت ارتفاعاً في القيم العقارية بأكثر من 50% منذ عام 2020.
اقرأ المزيد: الشارقة ملاذ للوافدين من إيجارات دبي الباهظة
يقع مشروع "تلال الطي" على بُعد حوالي 40 كيلومتراً (25 ميلاً) من وسط مدينة دبي، وسيتم إنشاؤه حول نهر صناعي. وستشمل المرافق مطاعم ومقاهي ومتاجر البيع بالتجزئة وحمامات سباحة، بالإضافة إلى مسارات للمشي وركوب الدراجات.
يُتوقع اكتمال المرحلة الأولى من المشروع التي تضم 375 وحدة سكنية في الربع الأول من عام 2028. ويمكن للمشترين دفع 30% من قيمة الوحدة أثناء فترة الإنشاء، وتسديد النسبة المتبقية وقدرها 70% عند الاستلام، عندما تكون خيارات التمويل العقاري متاحة في ذلك الوقت.
تطور شركة "إيفا للفنادق والمنتجعات" العديد من المشاريع متعددة الاستخدامات في جزيرة "نخلة جميرا" الاصطناعية في دبي، بما في ذلك مشروع "غولدن مايل" و"فندق فيرمونت آند ريزيدنسز". وتمتلك "عقارات الكويت"-التي تُعتبر واحدة من أقدم شركات التطوير العقاري في منطقة الخليج، حصة بنسبة 8.26% في شركة "إيفا للفنادق والمنتجعات"، وفقاً لموقعها الإلكتروني. ترقبت الشركتان الوقت المناسب لإطلاق المشروع.
اقرأ المزيد: هوس العقارات في دبي يشعل المنافسة على منازل بملايين الدولارات
قال خالد إسبيته، رئيس مجلس إدارة "شركة إيفا للفنادق والمنتجعات" في مقابلة: "اشترينا الأرض قبل أكثر من 15 عاماً، لكن ظروف التسجيل والترخيص في الشارقة لم تكن ملائمة بعد للمطورين".
مساكن ميسورة مقارنة مع دبي
لطالما قدمت الشارقة مساكن أكثر بأسعار معقولة مقارنة بدبي، إلا أن معظم المعروض في السوق يتكون من أبراج قديمة مع قلة في المرافق التي عادة ما توفرها جارتها دبي المتألقة بمظاهر الفخامة والحداثة.
بدأت تحدث تغيرات لدى سوق العقارات في الشارقة. تبني شركة "أرادَ" للتطوير العقاري، المملوكة لابن الأمير السعودي الوليد بن طلال وعضو الأسرة الحاكمة في الشارقة، مشروعاً بقيمة 9.5 مليار دولار. كما تطور شركات أخرى، بما في ذلك "إيغل هيلز" في أبوظبي و"مجموعة ألف" من الشارقة مشاريع في المدينة.
خبرة الشركات الكويتية في السوق الإماراتية
تتمتع شركات التطوير العقاري الكويتية بخبرة ومعرفة بتغيرات سوق العقارات في الإمارات، بما في ذلك فترات الارتفاع والانخفاض في الأسعار أو النشاط العقاري. ومنذ بضع سنوات، دخلت شركة "إيفا للفنادق والمنتجعات" في نزاع قانوني مع شركة "نخيل" المملوكة للدولة في دبي بعد أزمة الائتمان العالمية خلال عام 2008، والتي خفضت أسعار المساكن في دبي بأكثر من 60%.
قال طلال البحر، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة "عقارات الكويت": "في ذلك الوقت، مرت "نخيل" بفترة صعبة وكل من كان مرتبطاً بها واجه نفس التحديات. ولحسن الحظ وللأسف، كانت استثماراتنا في سلة واحدة فقط في نخلة جميرا. لقد أثرت علينا، لكننا تجاوزنا تلك الأزمة".
اقرأ المزيد: طفرة أسعار العقارات في دبي تنعش الطلب على الصناديق والملكية الجزئية
أوضح البحر أن الطلب على العقارات في دبي قوي للغاية على الرغم من التقلبات التي تشهدها السوق. وتابع أن هوامش الربح في الشارقة "جذابة للغاية"، لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل أكثر.
واختتم: "سوق العقارات في دبي تشهد طلباً مستمراً سواء كانت في فترة ركود أو ازدهار، وأثق بشدة في سوق العقارات لدى دبي، والسوق العقارية في الشارقة هي الأقرب إليها من حيث الفرص والمميزات".