"أبل" في قفص الاتهام بسبب "الاحتكار"

time reading iconدقائق القراءة - 7
شعار شركة آبل - المصدر: بلومبرغ
شعار شركة آبل - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تقلَّصت فرص شركة "أبل" عملاق التكنولوجيا الأمريكي في الفوز بالمحاكمة التي انعقدت يوم الجمعة الماضي بشأن مزاعم مكافحة الاحتكار في الدعوى القضائية التي رفعتها "إيبيك" Epic Games Inc بعد اتهام قاضي المحاكمة للرئيس التنفيذي للشركة "تيم كوك" بالقيام بممارسات غير تنافسية.

سألت إيفون غونزاليس روجرز قاضية المقاطعة الأمريكية تيم كوك عن سبب عدم منح صانع الأيفون للمستخدمين خيار شراء سلع ومحتوى افتراضي أقل سعراً مباشرة من المطوِّرين، واقتصار عمليات الشراء على متجر التطبيقات الخاص بشركة "أبل"، وهي المشكلة الجوهرية الخاصة بالدعوى القضائية.

وبرغم منح الخبراء القانونيين لشركة "أبل" ميزة المداخلات في المحاكمة، إلا أنَّ الأمر لم ينتج عنه التحوّل الملموس بعد تبادل الأسئلة والردود بكثافة في الدقائق الأخيرة من شهادة "كوك"، حين أعربت القاضية عن شكوكها بشأن الحجة التي ساقتها "أبل" بأنَّ فوائد ضوابطها الصارمة على كيفية فحص التطبيقات وتسويقها تفوق ادعاءات "إيبيك" بشان ممارساتها الاحتكارية.

استغرق كوك ساعتين في الردِّ على الأسئلة خلال أول مرة يدلي فيها بشهادته في المحكمة الاتحادية في أوكلاند بكاليفورنيا، فيما تقترب المحاكمة التي استمرت ثلاثة أسابيع من الصراع القضائي بين الشركتين من نهايتها.

لكن حتى بعد أن أوضح كوك مراراً أنَّ قواعد وقيود متجر التطبيقات تهدف إلى ضمان نظام أساسي آمن للمستهلكين والمطوِّرين لم تكن القاضية "روجرز" مقتنعة بالأمر.

سألت جونزاليس روجرز: "ما هي مشكلة السماح للمستخدمين بالحصول على خيار أرخص للمحتوى خاصة في الألعاب؟". وأجاب كوك أنَّ المستهلكين "لديهم الخيار" لشراء هواتف "أندرويد" بدلاً من أجهزة "أيفون".

ضغوط قضائية

مارست "روجرز" ضغوطاً على كوك بشكل كبير عندما سألته "ما هي مشكلة أبل" إذا أراد المستخدمون خيار دفع مبلغ أقل خارج متجر الشركة لشراء V-Bucks - العملة المستخدمة داخل لعبة إيبيك الشهيرة "Fortnite"؟.

ألمحت القاضية في وقت سابق من الأسبوع أثناء الاستماع إلى شهود خبراء إلى حلٍّ وسط محتمل لقضية مكافحة الاحتكار مع التخلُّص من قواعد "أبل"، وهي القواعد التي تمنع المطوِّرين من إضافة رابط أو معلومات أخرى في تطبيقاتهم لتوجيه المستخدمين بعيداً عن المتجر لشراء سلع افتراضية في مكان آخر عبر الإنترنت بسعر أقل. وكرَّرت روجرز الفكرة نفسها يوم الجمعة الماضي.

وردَّ كوك على مطالبة روجرز قائلاً: إذا سمحت "أبل" للمطوِّرين بإضافة روابط في تطبيقاتهم داخل المتجر تحيلهم إلى أنظمة دفع بديلة "سنتخلى بشكل كامل عن إجمالي ما نحققه من عائد رابط IP الخاص بنا"، مشيراً إلى حقوق الملكية الفكرية للشركة.

لم تكن غونزاليس روجرز مقتنعة بردِّ كوك، وسألت اذا ما كان متجر التطبيقات "يمكنه تحقيق الدخل بطريقة مختلفة". وقالت، إنَّ تطبيقات الألعاب يبدو أنَّها تحقق "مقابلاً غير متناسب بالنسبة لتوفير عنوان IP لها، وأي شخص آخر.. يبدو الأمر كما لو كانت تلك الشركات تدعم شخصاً آخر".

كانت شركة "إيبيك" قد رفعت دعوى قضائية في أغسطس الماضي تتهم فيها صانع الأيفون بحذف لعبة الشركة " Fortnite" من متجر التطبيقات الخاص بشركة "أبل" بعد ابتكار شركة الألعاب طريقة استطاعت بها تفادي دفع رسوم بنسبة 30% على مشتريات العملاء باستخدام التطبيق، متهمةً "أبل" بالإضرار بالمنافسين.

قام كوك البالغ من العمر 60 عاماً، الذي يتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" منذ العام 2011، ويتمتَّع بطلاقة في الكلام بالدفاع عن الشركة أمام مزاعم "إيبيك" التي تتهم فيها متجر تطبيقات "أبل" بتحقيق أرباح من خلال اتباع سياسات غير عادلة مع المطوِّرين والمستهلكين تخدم مصالح الشركة فقط.

أكَّد كوك أنَّ إقرار القاضي بإضافة تطبيقات لشركات أخرى، واستخدام متجر التطبيقات الخاص بـ"أبل"، كما تطلب "إيبيك" سيكون "فظيعاً" لمستخدمي أيفون وأيباد. وقال كوك: "ستكون مشكلة كبيرة تتعلَّق براحة المستخدمين، وقد تزداد مشكلات الاحتيال"، لأنَّ العملاء سيضطرون إلى إدخال معلومات بطاقة الائتمان عدة مرات.

إدعاءات "إيبيك"

تدعي "إيبيك" أنَّ متجر تطبيقات "أبل" يجني هوامش ربحية استثنائية، مما يعكس استخدام "أبل" قوتها السوقية بشكل سيئ.

ومارس محامي صانع الألعاب ضغوطاً على كوك، وأصرَّ على أنَّ شركته لم تخالف قواعد تحقيق أرباح باستخدام متجر "أبل" بشكل منفصل عن باقي وحدات الشركة الأخرى.

وذكر أحد الخبراء من الشهود، أنَّ الوثائق الداخلية التي تمَّ الحصول عليها من صانع الأيفون تكشف عن تحقيق متجر "أبل" هوامش تشغيلية تقارب 78% في السنة المالية 2019. لكنَّ كوك تمسَّك بموقفه، وأكَّد أنَّ الأرقام غير دقيقة.

سأل محامي شركة "أبل": "من الأجدر بفهم السياق الكامن وراء الأرقام بشكل كامل، الرئيس التنفذي لشركة "أبل"، أو خبير شركة "إيبيك"؟"، فكان ردُّ الرئيس التنفيذي: "أنا".

كانت العديد من ردود كوك على أسئلة محامي "إيبيك" في عدة مناسبات أنَّه

لايعرف الإجابة، أو لا يمكنه التذكُّر. كما تناقضت مع الأدلة التي قدَّمتها "إيبيك". وفي إحدى الحالات، قام محامي "إيبيك" بتشغيل مقطع من حديث كوك من اجتماع الجمعية العادية لمساهمي "بيركشاير هاثواي" التي قال فيها، إنَّ نظام التشغيل iOS يواجه منافسة من نظام تشغيل أندرويد من "غوغل" بعد ردِّ كوك على أحد الأسئلة، وتأكيده عدم وجود منافسة بين نظامي التشغيل.

تطرَّقت غونزاليس روجرز في أسئلتها للرئيس التنفيذي إلى السبب وراء عدم دفع "أبل" للبنوك لجزء من المعاملات التي تتمُّ من خلال تطبيقات البنوك؟، إذ قالت: "أنت تأخذ من اللاعبين لتدعم ويلز فارغو".

قال كوك، إنَّ صانعي الألعاب يمنحون "أبل" حصة من إيراداتهم، لأنَّ الشركة توفِّر منصة لمعاملات الألعاب. وردَّت "روجرز" ساخرة: "يقوم الناس بالكثير من الأشياء على منصتك.. الأمر مجرد اختيار للتطبيق".

وعاد كوك ليجيب أنَّ هناك طرقاً أخرى "واضحة" لكسب المال من متجر "أبل"، لكن الشركة "اختارت هذه الطريقة". وردَّت جونزاليس روجرز: "يبدو أنَّها طريقة مربحة تركِّز على عمليات شراء المستخدمين" بشكل مكثف.

وأشارت "روجرز" إلى استطلاع تمَّ تقديمه ضمن الدعوى القضائية، الذي يشير إلى عدم رضا بعض المطوِّرين عن سياسات متجر التطبيقات، وقالت: "لا يبدو لي أنَّك تشعر بأيِّ ضغط أو منافسة لمعالجة مخاوف المطوِّرين".

اختلف كوك في تلك النقطة مع روجرز. وقال: "لقد قلبنا المكان رأساً على عقب للمطوِّرين".

تصنيفات

قصص قد تهمك