بلومبرغ
كانت البداية مع مجموعة من العلماء خطرت لهم فكرة غريبة، تتمثل بتحويل منتج ثانوي يتبقى بعد معالجة نخالة الشوفان، إلى حليب نباتي.
أصبحت هذه الفكرة الأساس التي انطلقت منه مجموعة "أوتلي غروب"، الشركة السويدية التي أُدرجت يوم الخميس الماضي في بورصة نيويورك، بعد أن جمعت 1.4 مليار دولار في الاكتتاب العام الأولي.
ويعزز طرح أسهم الشركة ثروة عالمين كانا خلف هذه الفكرة، هما ريكارد أوستي وشقيقه بيورن، اللذين أسسا معاً الشركة في مدينة مالمو.
أسهم الشركة ارتفعت إلى 21.30 دولار يوم الخميس، من 17 دولاراً عند الاكتتاب، ما يمنحهما حصة مشتركة بقيمة 562 مليون دولار، بحسب مؤشر أصحاب المليارات من بلومبرغ. وقُدّرت قيمة "أوتلي" بنحو 12.5 مليار دولار.
بيورن، الذي لا يزال عضواً في مجلس إدارة "أوتلي" كان قد صرح في مقابلة، العام الماضي، مع بنك الاستثمار "وليام هود آند كو"، أن الشركة تحكي "قصة نجاح حصلت بين ليلة وضحاها واستمرت عشرين سنة".
مجنون
كان ريكارد، أستاذ الكيمياء الغذائية، يجري منذ سنوات بحوثاً تركز على الحساسية الناجمة عن اللاكتوز، وخطرت له فكرة تطوير بديل للحليب مصنوع من الشوفان.
بحلول منتصف التسعينيات، تمكن مع فريق من جامعة "لوند" السويدية من تطوير نموذج لذلك. وانضم بيورن، وهو مهندس، إلى مشروع أخيه الأكبر سناً في عام 1997، بعد أن باع شركة أمن حاسوبي كان قد أسسها مع أصدقائه من أيام المدرسة الثانوية والجامعة.
شكك أصدقاء بيورن بجدوى تغيير توجهه المهني، حتى أنه قال في مقابلة "لقد ظنّوا جميعهم أنني مجنون".
في عام 2001، بعد طرح المنتج في السوق من خلال شراكات عدّة، أطلق الأخوان شركة "أوتلي" تحت علامة تجارية منفصلة.
تمكنت الشركة من بناء قاعدة عملاء صغيرة ولكن وفية، وتوسعت تدريجياً. وبات لديها حوالي 100 موظف في عام 2015، بحسب دراسة حالة أجرتها جامعة "لوند" حول الشركة.
ساهم توني بيترسون، الرئيس التنفيذي للشركة الذي تم تعيينه في عام 2012، على صنع صورة جذابة للعلامة التجارية، مركزاً على الوعي البيئي.
وقد طُرحت منتجات الشركة للمرة الأولي في الولايات المتحدة عام 2017، وهي اليوم متوفرة في أكثر من 20 دولة.
دخول الكبار
سيسيطر أكبر مالك أسهم في "أوتلي"، وهي شركة مشتركة بين الشركة الاستثمارية البلجيكية "فيرلاينفيست إس أيه" (Verlinvest SA) وشركة "تشاينا ريسورسز" (China Resources) المملوكة من الدولة، على حصة 48% من الشركة إثر إتمام الطرح. بينما تمتلك مجموعة "بلاكستون" (Blackstone Group) حصة بنسبة 7%.
وأعلن بيورن في مقابلة أنه "على الرغم من أن نجاح الشركة لم يكن مؤكداً، إلاّ أن ذلك لم يردعهم عن المثابرة".
متابعاً: "كان الأمر جميلاً، ونحن نحب التحديات.. ثمة قول نحتذي به أنا وأخي: إذا كان الأمر صعباً، فهذا يعني أنه جيد، وسنقوم به".