"لوفتهانزا" توقف سداد كوبونات سنداتها الهجينة امتثالاً لتعليمات الاتحاد الأوروبي

دعمت حزم المساعدات الحكومية تخطي شركات الطيران تداعيات الجائحة، لكنَّها تسبَّبت بعد أشهر من إقرارها في معاناة المستثمرين بعد توقُّف شركة "لوفتهانزا" عن دفع فوائد سنداتها.

قالت شركة الطيران الألمانية، إنَّها ستعلِّق مدفوعات السندات التي لا تتمتَّع بأولوية في السداد، والبالغة قيمتها 500 مليون يورو (610 ملايين دولار) امتثالاً لقواعد المفوضية الأوروبية، على أن تعوِّض المستثمرين عن تلك الفوائد بمجرد انتهاء حزم المساعدات الحكومية.

يمثِّل التوقُّف عن دفع فوائد السندات حدثاً غير متكرر؛ إذ يعكس جهود الاتحاد الأوروبي في دعم شركات الطيران الحكومية التي تلقى دعماً يفوق منافسيها. وبالفعل نجحت السندات في تخطي تلك الأخبار السلبية التي تسبَّبت في البداية بتراجعها بأكثر من 8 سنتات. وتمَّ تداول السندات أمس الخميس عند 96.1 سنت من اليورو وفقاً لبيانات "بلومبرغ".

قال أندريا سيمينارا الرئيس التنفيذي لشركة إدارة الأصول "ريدهيدغ"، إنَّ التعليق

لايرتبط بالسيولة أو الضغوط الائتمانية لدى الشركة، لكنَّه يمثِّل "حالة محدَّدة ومنفردة، إذ نعتقد أنَّ مخاطر تأجيل كوبونات السندات الهجينة للشركات ما تزال منخفضة".

تعدُّ سندات "لوفتهانزا"التي لا تتمتَّع بأولوية في السداد هجينة، وذلك نتيجةً لما تحمله من خصائص تشبه الأسهم، من وجهة نظر شركات التصنيف الائتماني؛ إذ يتمُّ احتسابها ضمن حقوق الملكية للشركة، كما أنَّ الكوبونات الخاصة بها تقديرية.

مخاطر أكبر

جذبت تلك السندات المستثمرين بسبب عوائدها التي تفوق الإصدارات التقليدية مقابل تحمُّل مخاطر أعلى تتمثَّل في إمكانية تأجيل دفع الفائدة، وتمديد آجال الاستحقاق بعد تواريخ الاسترداد، بالإضافة إلى كون مستثمريها ضمن قائمة أوَّل من يتحمَّل الخسائر في حالة التخلف عن السداد.

أصدرت "لوفتهانزا" تلك الأوراق المالية في العام 2015 بفائدة ثابتة تبلغ 4.382% حتى فبراير 2022.

يعدُّ تأجيل سداد الكوبون من الأحداث النادرة في سوق السندات الهجينة، وقد يتسبَّب في فوضى لما تمثِّله تلك الكوبونات للأوراق المالية ذات العائد المرتفع من نسبة كبيرة من دخل هؤلاء المستثمرين. ومن بين تلك الأحداث النادرة، تراجع سندات "سودزكر الدولية للتمويل" (Sudzucker International Finance) البالغة قيمتها 700 مليون يورو بأكثر من 10 سنتات في يوم واحد في عام 2019، بعد تأجيل دفع الكوبونات بسبب عدم كفاية التدفُّق النقدي. لكن الأسعار عادت لتقفز بالوتيرة نفسها بعد تجاوز أزمة النقدية.

يأتي توقُّف سداد "لوفتهانزا" لفوائد السندات في وقت حرج تكافح فيه الشركة للتعافي من تداعيات فيروس كورونا على السفر.

أعلن المسؤولون التنفيذيون في شركة الطيران عن تخطيطهم للاستفادة من أسواق سندات الشركات لمساعدتهم على إعادة هيكلة الديون المستحقة للحكومة الألمانية وسط مخاوف المستثمرين من زيادة إصدارات الشركة من السندات، أو ارتفاع أسعار الفائدة، وهو ما سيصعِّب عليها تنفيذ خططها.

الإنقاذ الحكومي

تلقَّت أكبر شركة طيران في أوروبا دعماً حكومياً بقيمة 9 مليارات يورو العام الماضي، بعد إنهاء جائحة فيروس كورونا طفرة في قطاع السفر الجوي استمرت لعقود. إذ تعمل "لوفتهانزا" مع البنوك على خطة لجمع نحو 3 مليارات يورو من طرح أسهم جديدة للمساعدة في سداد تكلفة خطة الإنقاذ الحكومية من الوباء، وفقاً لمصادر مطَّلعة على الأمر.

كانت الشركة قد حصلت على موافقة المساهمين لإصدار 1.5 مليار يورو من السندات المتنوعة. فيما نجحت الشركة في جمع 1.6 مليار يورو من السندات التي أصدرتها في إبريل لسداد جزء من الدعم الحكومي الذي تلقته.

أصبحت "لوفتهانزا" في وقت سابق من هذا الشهر أحدث شركة طيران تخفِّض توقُّعاتها للسفر خلال فصل الصيف قائلةً، إنَّ انتعاش السوق بشكله الواسع لن يتحقَّق قبل النصف الثاني مع تقدُّم برامج التلقيح.

وبلغت تقديرات الشركة للطاقة الاستيعابية للعام بأكمله نحو 40% من مستويات

ما قبل الأزمة، مما يعني معاناتها من استنزاف السيولة بعد تسجيلها خسارة سنوية قياسية بلغت 6.7 مليار يورو عن العام 2020.