بلومبرغ
تعهدت شركة "تينسنت" بزيادة استثماراتها بشكل كبير هذا العام بعد أن سجَّلت زيادة بلغت 25% في الإيرادات الفصلية، في مسعى منها للدفاع عن نفسها أمام شركة "بايت دانس"، والمحافظة على الازدهار الذي جلبه عصر الوباء للألعاب، والخدمات السحابية.
قفزت إيرادات "تينسنت" إلى 135.3 مليار يوان (21 مليار دولار) في الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بمتوسط توقَّعات المحللين البالغ 133.8 مليار يوان. ووصل صافي الدخل إلى 47.8 مليار يوان، مقارنةً بـ28.9 مليار يوان في العام الماضي، مدعوماً بـ19.5 مليار يوان من المكاسب من قيمة الاستثمارات، وعمليات التصرف في الأصول والأسهم.
وقالت أكبر شركة في الصين اليوم الخميس، إنَّها تخطط لاستثمار جزء أكبر من أرباحها المتزايدة هذا العام في مجالات تشمل الخدمات السحابية، والألعاب، ومحتوى الفيديو القصير، لتنضمَّ إلى عمالقة التكنولوجيا الآخرين، مثل: مجموعة "علي بابا" في التعهد بزيادة الإنفاق. وتؤكِّد هذه النتائج مرونة أكبر شركة لنشر الألعاب في العالم، فيما ينحسر الوباء.
حملة بكين
خسرت "تينسنت" ما يقرب من 200 مليار دولار من القيمة السوقية منذ ذروتها في يناير، وهي خسارة جاءت كجزء من عمليات بيع لأسهم شركات التكنولوجيا الصينية الأوسع نطاقاً في الأسواق. لكنَّ الشركة نجحت إلى حدٍّ كبير بالإفلات من حملة بكين لمكافحة الاحتكار في الوقت الحالي -على الرغم من الانتشار الواسع لتطبيق "وي تشات"، وارتباطه بجميع جوانب الحياة الصينية، فضلاً عن كونه رائداً في أسواق الألعاب، والموسيقى، ووسائل التواصل الاجتماعي.
يرى "في-سيرن لينغ"، كبير المحللين في "بلومبرغ إنتليجنس" أنَّ "خطة تينسنت لزيادة الاستثمارات في عام 2021 يمكن أن تضعف الهوامش، ومن المحتمل أن يتمَّ تنفيذها جزئياً لمعالجة المنافسة المتزايدة في مجالات مثل الحوسبة السحابية، والألعاب عبر الإنترنت، ومقاطع الفيديو القصيرة، إذ ينفق منافسوها في هذه الصناعة مبالغَ كبيرة."
مخاطر القوة
من جهتهم، لم يستبعد المستثمرون بشكل تام التداعيات المحتملة لقوة وضخامة شركة "تينسنت". ويجادل المنافسون مثل "بايت دانس" بأنَّ نظام تطبيق"وي تشات" الخاص منغلق على المستخدمين عن طريق حظر روابط الخدمات الخارجية.
تمَّت معاقبة بعض الشركات الناشئة مثل"يوانفوادو" (Yuanfuda)، و"شينجيانغ هوي" (Shixianghui) بسبب خطط أسعارهم غير العادلة وغيرها من السلوكيات الضارة بالمنافسة. في حين تواجه منصَّاتها الفرعية المتخصصة بالموسيقى تدقيقاً شديداً بشأن التعاملات الحصرية مع شركات التسجيلات. ويقال، إنَّ ذراع "تينسنت" للتكنولوجيا المالية -أقرب نظير إلى مجموعة "آنت" التابعة لجاك ما في الصين– سيكون التالي في سلسلة الرقابة المتزايدة.
سعى المسؤولون التنفيذيون إلى تهدئة مخاوف المستثمرين، قائلين إنَّ "تينسنت" كانت دائماً حذرة مع لوائح التكنولوجيا المالية، وستلتزم بممارستها العادية المتمثِّلة في الحصول على حصص أقلية في الشركات الناشئة. وأكَّد رئيس "تينسنت" مارتن لاو للمستثمرين خلال الاجتماع العام السنوي للشركة اليوم أنَّ الامتثال هو "شريان حياة" الشركة، وفقاً لأحد الحاضرين في الاجتماع.
وبعد أرباح "تينسنت"، ارتفعت أسهم شركة "ناسبرز" (Naspers) ووحدتها "بروسوس" (Prosus) إلى أكثر من 3%.
مواطن الربح
يظل محتوى الألعاب والمحتوى الاجتماعي، في الوقت الحالي، أكبر المشروعات التي تدر ذهباً لشركة "تينسنت". وارتفعت عائدات الألعاب عبر الإنترنت 17% خلال ربع عام، مدعومة بألعاب أساسية، مثل: "اونر اوف كينغز"، و "بي يو بي جي موبايل"، و"بيس كيبر إيليت"، بالإضافة إلى الألعاب الأحدث بما في ذلك "مونلايت بلايد موبايل".
كانت الشركة العملاقة قد أعلنت عن خط إنتاج يضمُّ أكثر من 40 لعبة جديدة للهواتف المحمولة، وأجهزة الكمبيوتر خلال عرض الألعاب السنوي يوم الأحد الماضي، بما في ذلك تلك المقتبسة من محتوى مألوف مثل سلسلة الألعاب اليابانية "ون بيس و ديغيمون".
في الشهر الماضي، قامت الشركة التي تتخذ من شينجن مقرَّاً لها بجمع تطبيق الفيديو الصغير، ومنصة بث الفيديو، ومتجر الهاتف المحمول في وحدة عمل واحدة، في محاولة منها لجمع الموارد معا لبناء وكالة تشبه "مارفل" (Marvel).
تحديات المحافظة على عائدات الإعلانات
سجَّل قسم التكنولوجيا المالية والحوسبة السحابية أقوى نمو له، فقد ارتفعت المبيعات 47% في ظلِّ انتعاش الطلب على الخدمات المالية، واستئناف توسُّع المشاريع التي كانت قد تأخَّرت بسبب الوباء.
وارتفعت عائدات الإعلانات عبر الإنترنت 23%، بفضل دمج شركة "بت أوتو" ((BitAuto) الفرعية الجديدة، وزيادة الطلب من التجارة الإلكترونية، والتعليم، وصناعات السلع الاستهلاكية سريعة التداول. ولكن على المدى الطويل، قد تتعرَّض أعمال إعلانات شركة "تينسنت" على الإنترنت لضربة تنظيمية lحتمالية في التعليم من مرحلة رياض الأطفال حتى التعليم الثانوي، بالإضافة إلى التأخير في إصدارات الفيديو، وفقاً لِـ"تينسنت".
في هذا الشأن يقول مايكل نوريس، كبير المحللين في شركة أبحاث السوق "ايجنسي تشاينا"، ومقرّها شنغهاي: "قد تسحب فئة واحدة من مزوِّدي الخدمة -منصات التعليم عبر الإنترنت- بعض إعلاناتها، لأنَّها تواجه تدقيقاً تنظيمياً أكثر صرامة".
كما كتب محللو "سيتي غروب" بقيادة أليسا ياب في مذكرة أخيرة: "قد يؤثِّر الإنفاق الحذر المحتمل في الميزانية الإعلانية من قبل العلامات التجارية للملابس، ومقدِّمي التعليم عبر الإنترنت، بالإضافة إلى عدم اليقين بشأن توقيت البثِّ لبعض العروض المتنوعة والدراما" على نمو عائدات الإعلانات في الربع الثاني والنصف الثاني شهرياً.