إلى أي حد يبدو مستقبل "بتكوين" غامضاً؟

time reading iconدقائق القراءة - 4
صورة مقربة لمسكوكة رمزية تحمل شعار العملة المشفرة \"بتكوين\" - المصدر: بلومبرغ
صورة مقربة لمسكوكة رمزية تحمل شعار العملة المشفرة "بتكوين" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

بالتأكيد، أصبح وضع عملة "بتكوين" حرجاً هذه الأيام، وذلك بعد انخفاض سعرها من أعلى مستوياته بشكل كبير، بعد تعرُّض العملة المشفَّرة لهجوم من قبل إيلون ماسك.

في غضون ذلك، قامت مقدِّمة الـ"بودكاست"، تراسي ألوي، بالكتابة عن احتمالية أن تصبح "بتكوين" بمثابة موقعي "إيه أو إل"، أو "ماي سبيس" اللذين عفا عليهما الزمن، بالرغم من ريادتهما لمواقع التواصل الاجتماعي في وقت ما. وخلاصة الأمر : فإنَّه على الرغم من أنَّ ريادة شركة ما لمجالها أمراً رائعاً، إلا أنَّ التاريخ يثبت أنَّ ذلك لن يجعلها تصمد كثيراً، في حال ظهور شركات أفضل.

الأهداف المستقبلية

ويبدو جلياً أنَّ الناس يتحدَّثون حالياً عن ظهور "بتكوين" أو عملات مشفَّرة أفضل. فربما تكون النسخة الأفضل من "بتكوين" أكثر صداقة للبيئة، وأرخص، وأسرع. وربما تستطيع نسختها الأفضل فعل المزيد من الأمور، مثل تسهيل كتابة العقود الذكية، أو إطلاق الرموز الجانبية التي بإمكانها تخطي أمن الـ"بلوك تشين" الأساسي.

ولكن هناك فرق كبير بين "بتكوين"، و شركات مثل "ماي سبيس"، أو "إيه أو إل"، لأنَّ الأخيرتين كانت لديهما منتجات محددة. فمثلاً؛ أراد موقع "ماي سبيس" أن يوصلك بأصدقائك، وكان ذلك رائعاً، لكن "فيسبوك" أتى وقدَّم طريقة أفضل للتواصل مع أصدقائك. أيضاً، وفَّرت "إيه أو إل" خدمات فرعية للإنترنت، ولكن بعد ذلك قدَّمت شركات أخرى خدمات سهلة مماثلة عبر الإنترنت، مع منح المستخدمين إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات خارج إطار "إيه أو إل" المحدود.

وبقدر ما يبدو ذلك غريباً، إلا أنَّ "بتكوين" ليست لديها فعلياً أيّة تطلُّعات أخرى، إذ يقتصر طموحها بالأساس على الوجود لفترة طويلة، وأن تكون مخزناً موثوقاً للقيمة يمكن التنبؤ بتقلُّباته.

وعندما يكون طموحك الوحيد هو مجرد الوجود لفترة طويلة، فمن الصعب أن يحل محلك شيء آخر، ويتمثَّل أحد أسباب ذلك في استحالة وجود عملات أخرى لفترة أطول من الناحية الرياضية؛ لأنَّ "بتكوين" كانت أولى العملات المشفَّرة. كما تتمتَّع بتاريخ طويل من عدم تغيير قواعدها أو رمزها بطريقة ملموسة.

يرجع ذلك جزئياً إلى رحيل مبتكرها صورياً، ساتوشي ناكاموتو، وذلك على عكس العملات المشهورة الأخرى، التي تتمتَّع بوجود قادة أحياء لهم تأثير كبير على خارطة الطريق الخاصة بها. ومرة أخرى، فإنَ الأهم من ذلك هو أنَّ العملات الأخرى تطمح إلى تحقيق أمور مختلفة.

على سبيل المثال، تعدُّ قواعد بيانات "بلوك تشين" المخصصة للعقود الذكية والحوسبة في المقام الأول، عرضة للخطر حال ظهور منصة أخرى أسرع لخدمة الأغراض ذاتها. وهو أمر يستحيل معرفته. ومن ثمَّ، يمكن استبدال إحدى منصات "بلوك تشين" المصمَّمة لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة في استخدام الطاقة، بمنصة أكثر كفاءة.

وعلى الجانب الآخر، فإنَّ عقداً من الزمان بالكاد يمثِّل أي مقياس في نطاق التاريخ النقدي، لذا من يدري ماذا سيكون مستقبل "بتكوين"؟. ولكن في الوقت الحالي، فإنَّ القواعد مستقرة تماماً. بل والأهم من ذلك أنَّ "بتكوين" استطاعت البقاء، على الرغم من إعلان وفاتها مئات المرات.

لذلك، فإنَّ ظهور أي عملة أخرى ومنافسة لـِ"بتكوين" سيشكِّل تحدياً كبيراً في ظلِّ ما تتمتَّع به العملة المشفَّرة الأشهر من الثبات والأسبقية.

تصنيفات

قصص قد تهمك