بلومبرغ
أصبح الرئيس التنفيذي إيلون ماسك بطلاً في مجتمع العملة المشفَّرة فور إضافة "تسلا" لعملة "بتكوين" ضمن ميزانيتها العمومية في وقت سابق من هذا العام، قبل أن يتحوَّل إلى قزم بعد ذلك بسبب تغريداته عن العملة المشفَّرة الساخرة "دوج كوين" التي تحاكي كل شيء. وفي الأسبوع الماضي، اكتملت الدورة بإعلان "تسلا" عن توقُّفها عن قبول عملة "بتكوين" كمدفوعات بسبب استهلاك الطاقة.
إلا أنَّ البيان الذي أدلى به ماسك مساء السبت حول "دوج كوين" أعاد فتح جرح قديم يتعلَّق بعملة "بتكوين".
ماسك غرَّد: "عملياً، يُسرِّع "دوج كوين" من وقت الكتلة بعشر مرات، ويزيد من حجمها بعشر مرات، ويخفِّض الرسوم بمئة مرة. هنا تتحقق الأرباح"
قد يبدو هذا التعليق غير ضار بما يكفي، فما الذي يمكن ألا يعجب أحداً في المعاملات الأسرع والأرخص؟ في الواقع، لقد ضرب هذا التعليق على وتر معركة قديمة داخل عالم "بتكوين" حول كيفية زيادة حجم العملة؛ فقد كان عالم "بتكوين" ممزَّقاً تقريباً بين رؤيتين متنافستين حول العملة منذ 2015 حتى عام 2017.
حرب الكُتل
رأت المجموعة المناصرة للكتل الصغيرة أنَّه يجب أن تصبح "بتكوين" مخزناً لامركزياً للقيمة، حتى إن كان يعني ذلك ارتفاعاً في الرسوم، فضلاً عن أوقات بطيئة لإنجاز المعاملات. وعلى خلاف ذلك، رأت المجموعة الأخرى المناصرة للكتل الكبيرة التي حظيت بدعم أكبر من الشركات في ذلك الوقت، أنَّه يتعيَّن على "بتكوين" أن تتطور إلى أن تصبح منصة للمدفوعات السريعة والرخيصة، إذ تمثلَّت رؤيتهم في توسيع حجم كل كتلة "بتكوين"، مما يتيح مساحة أكبر للمعاملات، ويقلل من الناحية النظرية أيضاً الرسوم المدفوعة لشركات التعدين.
الفريق المناصر للكتل الصغيرة يرى أيضاً أنَّ هناك طرقاً أفضل لتوسيع نطاق استعمال عملات "بتكوين" كمدفوعات، باستخدام ما يسمى بحلول الطبقة الثانية، كما أنَّه بإضافة المزيد من المدفوعات مباشرة إلى السلسلة نفسها؛ سيتكبَّد الأفراد تكلفة باهظة لتشغيل عقدة كاملة في مراقبة الشبكة، مما سيطيح باللامركزية بعد ذلك. كما رأوا أنَّه إذا كان بعضهم على استعداد للتضحية باللامركزية من أجل السرعة، فلديهم أدوات فعلية وحالية للقيام بذلك، مثل: شبكات بطاقات الائتمان، أو "باي بال".
وفي نهاية المطاف، فازت مجموعة مناصري الكتل الصغيرة، وانفصلت مجموعة مناصري الكتل الكبيرة بعد إطلاقها لعملة "بتكوين كاش"، التي تراجعت إلى حدٍّ كبير على مدار السنوات الثلاث الماضية. وبتغريدته يوم السبت، أحيا ماسك فوراً معركة كانت خامدة لفترة طويلة.
جيهان وو، الرئيس التنفيذي السابق لشركة "بيتماين" لتعدين "بتكوين"، وأحد المدافعين الرائدين عن الكتل الكبيرة في ذلك الوقت والقوة الداعمة لـِ"بتكوين كاش"، كتب سلسلة من التغريدات حول هذا الموضوع.
انتقل عملاء "بتكوين" الآخرين أيضاً إلى "تويتر" لمهاجمة تغريدة ماسك، التي يبدو أنَّها تساهم في جدل قديم حول توسيع نطاق العملة المشفَّرة.
ويعمل عالم التشفير على الميمات "ميميز" فعلياً، فقد راوحت "بتكوين" مكانها مع انتشار جاذبية عملات الـ"ميمي"، أو التمويل اللامركزي الأكثر نشاطاً على "إيثيريوم"، والسلاسل المنافسة الأخرى. ومع انخفاض "بتكوين" عن أعلى مستوياته الأخيرة، فإنَّ إحياء ماسك لمعركة حجم الكتل، هو مجرد مصدر إزعاج آخر للمجتمع.