الشرق
سيوجه المستثمرون في السوق اهتمامهم خلال الجلسة الختامية لهذا العام نحو أسهم ثلاثة قطاعات رئيسية، مدعومة بتوقعات إيجابية لنتائج الأعمال، وأساسيات اقتصادية قوية، وبيانات رسمية محفزة. وتشير التقديرات إلى أن هذه القطاعات ستكون المحرك الرئيسي لاستمرار صعود سوق الأسهم السعودية في 2025.
المصارف، تعد أولى هذه القطاعات بجانب قطاعي العقارات والتأمين. أبدت أسهم البنوك تفاعلاً إيجابياً على البيانات الإحصائية لشهر نوفمبر الماضي الصادرة عن البنك المركزي السعودي "ساما".
كشف "ساما" عن ارتفاع أرباح البنوك السعودية إلى 7 مليارات ريال بنمو 14% على أساس سنوي خلال نوفمبر الماضي. ارتفاع الأرباح كان مدعوماً بنمو الإقراض بمعدل قياسي بلغ 1.7%، بحسب البيانات التي اطلعت عليها "الشرق".
نشاط عقاري لافت
قروض الأنشطة العقارية ارتفعت بنحو 15 مليار ريال خلال نوفمبر الماضي، حيث شكلت أكبر زيادة من حيث القيمة في محفظة ائتمان البنوك على أساس شهري، وبنمو 32% على أساس سنوي.
محمد الفراج، رئيس أول لإدارة الأصول في "أرباح كابيتال" يتوقع أن تصل الأرباح المجمعة للبنوك السعودية إلى مستوى قياسي يتجاوز 88 مليار ريال خلال عام 2024.
قطاع البنوك صاحب الوزن النسبي الأكبر في مؤشر السوق الرئيسية السعودي ارتفع بنسبة 0.2% فقط منذ بداية العام، وهي نفس النسبة تقريباً لـ "تاسي"، وبالتالي فإن أي تفاعل إيجابي لأسهم القطاع سيكون له مردود واضح على المؤشر.
ويرجّح الفراج أن يلامس مؤشر "تاسي" مستوى 12100 نقطة خلال تعاملات جلسة اليوم الثلاثاء.
"التوترات الجيوسياسية وتوقعات الفيدرالي الأميركي المخفضة للفائدة كلفا السوق السعودية نحو 1000 نقطة كان يمكن أن يضيفها في 2024."، وفق الفراج، والذي يتوقع أن يكون خفض الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي أكبر من التقديرات الحالية، وهو ما سيدعم أسعار السلع وقطاع البتروكيماويات.
شهدت السوق ارتفاعات قوية لأسهم قطاعي التأمين والعقارات خلال الجلستين الماضيتين، حيث كانا الأكثر ارتفاعاً.
إبراهيم الهندي، الباحث الاقتصادي في مركز أبحاث الأسواق العربية، قال إن القطاع العقاري مقبل على عمليات تطوير كبيرة في السعودية بدافع من الفعاليات المستقبلية مثل "إكسبو 2030"، و"كأس العالم 2034".
"التمويل والإقراض سيكون له دور في تمويل المشاريع العملاقة، فضلاً عن الرهن العقاري للأفراد"، وفق الهندي.
ويتوقع الهندي أن تشهد السوق استمرار التفاعل الإيجابي على البيانات الأخيرة من "ساما" والتي تكشف عن نمو المشروعات العقارية واستفادة البنوك من الطلب على التمويل، بالإضافة إلى قطاع المرافق العامة.
رهان على القطاعات ذات التوجه المحلي
القطاعات ذات التوجه المحلي بقيادة البنوك، والتطوير العقاري، والتأمين، ستشهد معدلات نمو قوية سيظهر صداها على أداء الأسهم، وفق الهندي.
وتوقع أن يشهد قطاع التأمين تحولاً كبيراً بعد استثمار صندوق الاستثمارات العامة في شركة "الإعادة السعودية"، فضلاً عن عمليات الاندماج والاستحواذ المرتقبة سواء المعلن عنها، أو ما ستطلبه خطط النمو المستقبلية وسيتم الكشف عنه لاحقاً.
"أكوا باور" تقتحم السوق الصينية
تصدر قطاع "المرافق العامة" قطاعات السوق الأفضل أداءً خلال تعاملات أمس الاثنين بعد أن صعد بنسبة 2.17%، مدعوماً من ارتفاع سهم "أكوا باور" صاحب الوزن النسبي الأكبر في القطاع بنسبة 2.73%.
يأتي ذلك، بعد أن كشفت "أكوا باور" عن تأمينها محفظة مشروعات تحتوي على أكثر من 1 غيغاواط من مشاريع طاقة متجددة تتنوع بين طاقة شمسية كهروضوئية وطاقة رياح في السوق الصينية.
أسعار النفط عند أعلى مستوى خلال أسبوعين
وفي قطاع الطاقة، ستتجه الأنظار صوب سهم "أرامكو السعودية" بعد ارتفاع أسعار النفط لأعلى مستوياتها خلال أسبوعين أمس الاثنين.
ارتفعت عقود خام "برنت" تسليم شهر فبراير، والتي تنتهي يوم الثلاثاء، بنسبة 0.3% لتستقر عند 74.39 دولار للبرميل. كما استقر خام "غرب تكساس" الوسيط عند 70.99 دولار للبرميل، وهو فوق متوسطه المتحرك لمدة 100 يوم، ويعتبر مستوى فنياً رئيسياً حفز المزيد من الشراء.
هشام أبو جامع، الرئيس التنفيذي والمؤسس لتقنيات مكيال المالية، قال في مقابلة مع "الشرق" إن الأسهم القيادية في "تاسي" متراجعة بحدة، وحتى نصل إلى مكررات ربحية منطقية لها نحتاج إلى ارتفاعات بنسبة تصل إلى 40% خلال الفترة المقبلة، معتبراً أن سعر سهم "أرامكو" أقل من تقييمه بشكل كبير.