بنك "أوف أمريكا" يستخدم تقنية "بلوكتشين" لتسوية صفقات الأسهم

انضمَّ "بنك أوف أمريكا" إلى الشبكة التابعة لشركة "باكسوس تراست كو" التي تستخدم تقنية "بلوكتشين" في تسوية صفقات الأسهم في غضون دقائق بدلاً من أيام، مما يشيرإلى تبني "وول ستريت" المتزايد لهذه التكنولوجيا.

بهذه الخطوة، ينضمُّ ثاني أكبر بنك أمريكي إلى "كريدي سويس غروب"، و"إينستينيت" التابعة لـِ"نومورا هولدينغز"، في خدمة تسوية "باكسوس"، التي سمحت لها هيئة الأوراق المالية والبورصات ببدء برنامجها التجريبي لتسوية صفقات الأسهم.

وقال كيفين مكارثي، رئيس قسم التمويل والمقاصة في شركة "شارلوت" بولاية نورث كارولينا، إنَّ "بنك أوف أمريكا" أجرى معاملات داخلية خلال الشهور القليلة الماضية، وإذا تمَّت الموافقة عليه كوكالة مقاصة، فسوف يقدِّم الخدمة للعملاء بعد ذلك.

توفير في التكاليف

يعدُّ نظام "باكسوس" أحد المجالات العديدة التي تستخدم فيها البنوك تقنية "بلوكتشين" من أجل إعادة تشكيل كيفية تفاعلها مع الأسواق.

ويستخدم "جيه بي مورغان تشيس آند كو" إصداراً من "إيثيريوم" لتنفيذ اتفاقيات إعادة الشراء بين عشية وضحاها منذ أواخر العام الماضي، مع معاملات يومية تتجاوز مليار دولار. ويستعد "غولدمان ساكس غروب" للانضمام إلى هذا السوق أيضاً.

وفي إشارة إلى التسوية التي تحدث في الوقت نفسه أو في يوم التجارة نفسه، قال مكارثي، إنَّ البنك أُعجِب بالمرونة والتوفير في التكاليف المقدَّمين من شركة "باكسوس"، إذ "يمكننا تحديد دورة التسوية نزولاً إلى(T + 0) ، كما يمكننا بعد ذلك تحرير الضمانات التي يتعيَّن علينا نشرها بين عشية وضحاها، مما سيؤدي إلى تحقيق وفورات كبيرة. سيتحسن العائد على الأصول في هذا العمل، وهو أمر يمثِّل تحدياً".

قد يشكِّل الانتقال إلى تسوية أكثر مرونة وأسرع للأسهم تهديداً لهيمنة "ديبوزيتري تراست أند كليرينغ كورب" على أسواق الأسهم منذ نصف قرن.

وتتأهل للتسوية فقط الصفقات التي يتمم تسجيلها بواسطة "ديبوزيتري تراست أند كليرينغ كور" بحلول الساعة 11:30 صباحاً في ذلك اليوم، مما يؤدي إلى فقدان حوالي 75% من جميع الأسهم المتداولة في يوم معين، وفقاً لتشاد كاسكاريلا، الرئيس التنفيذي لشركة "باكسوس".

وتستغرق مدة التسوية الحالية حوالي يومين، إذ تُعلَّق أموال المشترين للبائعين في أنظمة السوق.

إلا أنَّ مدة البقاء تطول نسبياً مع عقد الصفقات في أجزاء من الثانية، فيربط نظام"باكسوس" المستثمرين مباشرة باستخدام إصدار من "إيثيريوم" التي تعتمد في عملها على تقنية "بلوكتشين"، فيما تعمل "ديبوزيتري تراست أند كليرينغ كورب"على تقصير أوقات التسوية، وتقدِّم تسويةً في اليوم نفسه لبعض التداولات.

أنظمة تسوية متعددة

وقالت بينا كالولا، رئيس الخدمات المصرفية العالمية والأسواق المالية والابتكار التكنولوجي والاستثمارات في "بنك أوف أميركا"، إنَّ سوق الأسهم كبير بما يكفي لاستيعاب أنظمة تسوية متعددة، و"تعدُّ المرونة والتغيير بتدفُّقات العمل أمراً مثيراً للاهتمام في التسوية الثنائية".

وأشارت إلى أنَّه من المهم أن يكون لـ "باكسوس" صلة بـ "ديبوزيتري تراست أند كليرينغ كورب"، وأن يكون التعاون بينهما على نطاق واسع، "فالجميع شركاء، وهذا أمر بالغ الأهمية".

وجمعت "باكسوس" 300 مليون دولار من المستثمرين خلال الشهر الماضي، مما منحها تقييماً قدره 2.4 مليار دولار.

تعميم "بلوكتشين" في المصارف

قال كاسكاريلا، إنَّ الدفع بقبول تقنية "بلوكتشين" في البنوك والصناعات الأخرى يعدُّ أمراً أساسياً لنجاح التكنولوجيا، "ولا توجد طريقة أمثل من أسلوب "بنك أوف أمريكا"، لكي يتمَّ تعميم ذلك في القطاع، ولكي نشعر بالراحة".

كما قالت "كالولا"، إنَّ البنك جادٌّ في استكشاف طرق جديدة لاعتماد الابتكار في هيكل السوق الحالي، و"سنمضي في هذه الرحلة معاً، لأنَّ التعاون والشراكات مهمان للغاية. سنرى طريقة جديدة لعمل الأشياء بطريقة تفيد الجميع".