الأسواق الناشئة تصارع ارتفاع الدولار بإجراءات وتدخلات جريئة

مؤشر MSCI لعملات الأسواق الناشئة بصدد تسجيل أسوأ أداء فصلي في عامين

time reading iconدقائق القراءة - 5
أوراق نقد أميركية من فئة 100 دولار - المصدر: بلومبرغ
أوراق نقد أميركية من فئة 100 دولار - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تشكل البنوك المركزية في الأسواق الناشئة من البرازيل إلى كوريا الجنوبية خطاً للدفاع إذ يدفع صعود الدولار عملاتها إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات.

يتابع البنك المركزي الفلبيني انخفاض البيزو عن كثب ويكثف تدخله في سوق العملة، بحسب ما ذكره محافظه إيلي ريمولونا اليوم الجمعة. وأنفق البنك المركزي البرازيلي حوالي 14 مليار دولار الأسبوع الماضي لدعم الريال بينما تعهد بنك إندونيسيا المركزي بالدفاع عن الروبية "بقوة" لبناء الثقة في الأسواق. وفي أوروبا، سلك البنك المركزي في المجر طريقاً مماثلاً برفع سعر الفائدة في عطاء لمقايضة العملة الأجنبية بهدف تهدئة الأسواق.

أصبحت السلطات في الاقتصادات النامية في وضع الدفاع بينما تؤدي قوة الدولار الأميركي إلى فوضى في الأسواق العالمية، حيث انخفض الوون الكوري الجنوبي إلى أدنى مستوياته في أكثر من 15 عاماً، بينما هبطت الروبية الهندية والريال البرازيلي إلى أدنى مستوياتهما على الإطلاق. 

الانخفاض السريع للعملات يهدد بتفاقم تأثير التضخم في أسعار الواردات على الأسواق الناشئة، وقد يزيد أيضاً من تكلفة خدمة الديون الخارجية. 

قال كريستوفر وونغ، خبير استراتيجيات العملات لدى شركة "أوفرسي تشاينيز بانكينغ كورب" (Oversea-Chinese Banking Corp) في سنغافورة: "من الصعب أن تتحدى الاتجاه الصعودي للدولار الأميركي. فالتدخل في مثل هذه البيئة لا يمكنه سوى إبطاء وتيرة انخفاض قيمة العملة. وعلى الرغم من ذلك، ربما لا يزال يتعين على البنوك المركزية استخدام مزيج من التدخل الشفهي والإجراءات الفعلية". 

انخفاض عملات الأسواق الناشئة

انخفض مؤشر "إم إس سي آي" لعملات الأسواق الناشئة بنسبة 3.3% منذ نهاية سبتمبر ليتجه نحو أكبر انخفاض فصلي له منذ عامين، بقيادة الريال البرازيلي والفورينت المجري والبيزو التشيلي. ويأتي ذلك بعد أن توقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي عدداً أقل من تخفيضات الفائدة العام المقبل وأشار إلى عودة المخاوف بشأن التضخم إلى الواجهة.

وفي ظل توقعات باستمرار قوة الدولار، يتخذ صناع السياسة النقدية في الأسواق النامية إجراءات لمواجهة ذلك. أعلنت كوريا الجنوبية يوم الجمعة أنها ستخفف من شروط الحد الأقصى للمراكز الآجلة للبنوك في سوق العملات الأجنبية بنسبة 50% لتعزيز التدفقات الداخلة ومعالجة اختلالات العرض والطلب في سوق العملة المحلية. وواصل البنك المركزي الصيني دعم اليوان بسعره المرجعي اليومي من خلال تحديده عند مستوى أقوى بكثير من توقعات السوق.

ولكن الخسائر التي لحقت بعملات الأسواق النامية لم تكن جميعها بسبب قوة الدولار. فقد تعرض الريال أيضاً لضغوط بسبب مخاوف بشأن العجز في البرازيل بعد أن قلص الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا خطة التقشف المالي بإضافة سلسلة من إجراءات تخفيف الضرائب على الفقراء.

رهانات نزولية

غذت الانخفاضات في الأسواق الناشئة موجة من الرهانات على نزول أسعار العملات، حيث تراهن بعض صناديق التحوط على حدوث مزيد من الخسائر عندما تبدأ سياسة الرسوم الجمركية المقترحة من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب. وقال برادلي ويكنز، الرئيس التنفيذي لشركة "برود ريتش إنفستمنت مانجمنت" (Broad Reach Investment Management)، إن شركته تبيع البيزو المكسيكي على المكشوف، إلى جانب عملات دول أخرى في شمال آسيا والشرق الأوسط وأوروبا الشرقية.

ليست الأسواق الناشئة وحدها هي التي تتعرض للضغوط. كثفت اليابان من تحذيراتها ضد المضاربة على العملة يوم الجمعة بعد تراجع الين إلى أدنى مستوياته في 5 أشهر، حيث حذر وزير المالية كاتسونوبو كاتو من أن السلطات ستتخذ الإجراءات المناسبة إذا كانت هناك حركة مفرطة في سوق الصرف الأجنبي. 

لكن مقاومة ارتفاع الدولار لها ثمنها، حيث اضطرت السلطات النقدية إلى السحب من احتياطياتها من النقد الأجنبي للدفاع عن عملاتها. 

قال آلان لاو، محلل العملات الأجنبية لدى مصرف "مالايان بانكينغ بيرهاد" (Malayan Banking Berhad) في سنغافورة إن "قفزة الدولار مدعومة بميل الاحتياطي الفيدرالي إلى الحد من سياسته التيسيرية، ولكن انخفاض السيولة في ديسمبر قد يؤدي أيضاً إلى حركة مبالغ فيها بشكل واضح". وأضاف أنه خلال هذه الفترة، قد تواصل البنوك المركزية محاولة الحد من التقلبات في عملاتها ومنع التقلبات الكبيرة.

تصنيفات

قصص قد تهمك