زخم طروحات الخليج مهدد بمغالاة التقييمات في 2025

اكتتابات المنطقة جمعت 13 مليار دولار منذ بداية 2024 ومخاوف من المبالغة في تسعير بعض الصفقات

time reading iconدقائق القراءة - 7
عامل توصيل لشركة \"طلبات\" في دبي، الإمارات - بلومبرغ
عامل توصيل لشركة "طلبات" في دبي، الإمارات - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تشهد صفقات بيع الأسهم الجديدة في الشرق الأوسط وتيرة قياسية خلال عام 2024، ويُتوقع استمرار هذا الزخم في العام المقبل، رغم ظهور بعض المؤشرات المقلقة من الاكتتابات الأولية الأخيرة التي أثارت تساؤلات حول التقييمات.

جمعت الشركات 13 مليار دولار تقريباً من نافذة الاكتتابات العامة الأولية منذ بداية العام الجاري، ما يجعلها ثاني أفضل سنة لطروحات في الشرق الأوسط منذ جائحة كورونا. ولكن على عكس السنوات السابقة، لم تعد العوائد المبكرة القوية مضمونة.

وشهدت أكبر ثلاث طروحات في الخليج لهذا العام، وهي "طلبات هولدينغ" (Talabat Holding)، و"أوكيو للاستكشاف والإنتاج" (OQ Exploration & Production)، و"لولو للتجزئة القابضة" (Lulu Retail Holdings)، أداءً ضعيفاً في أيام تداولها الأولى، على الرغم من الطلب الكبير الذي حظيت به. ويرى بعض المحللين أن زيادة حجم صفقات "لولو" و"طلبات" في مرحلة متأخرة أدى إلى فائض في العرض.

صدارة الاكتتابات الخليجية

قال علي خالبي الرئيس التنفيذي لقطاع أسواق رأس المال بالمجموعة المالية "هيرميس": "المستثمرون يظهرون حساسية أكبر تجاه التقييمات، وهم أكثر اهتماماً بدفع الأموال لشراء أسهم الشركات ذات النمو الواضح، بدلاً من التركيز فقط على فرص العوائد".

مع ذلك، وفي ظل استمرار جهود الحكومات بالخليج لتنويع اقتصاداتها، وتعميق أسواق رأس المال، يتوقع المشاركون في السوق استمرار موجة الطروحات.

قال أندرو بريسكوي، رئيس أسواق رأس المال للأسهم في "بنك أوف أميركا" في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: "لا أرى أي شيء يوقف هذا الزخم. صحيح أن الاكتتابات الأولية لم تكن جميعها ناجحة مؤخراً، لكن ذلك لن يوقف مستوى الإصدارات، رغم أنه قد يؤثر على اهتمام المستثمرين".

وبحسب بيانات "بلومبرغ"، ستظل الإمارات الوجهة الرائدة للطروحات في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا للعام الثالث على التوالي. كما تُصنف الإمارات والسعودية ضمن أفضل عشر وجهات عالمياً من حيث طروحات الأسهم.

شهدت سلطنة عمان أيضاً صفقات كبيرة، ما جعلها تتفوق على دول مثل المملكة المتحدة وألمانيا من حيث حجم الطروحات. وتخطط السلطنة لخصخصة حوالي 30 شركة حكومية، من بينها شركة "أسياد" (Asyad Group) للخدمات اللوجستية، وشركة "عُمان لنقل الكهرباء". كما تخطط "أوكيو" لمزيد من الطروحات في السنوات المقبلة.

طروحات جديدة على الطريق

في الإمارات، تدرس "الاتحاد للطيران"، الناقل الوطني لأبوظبي، طرحاً أولياً تاريخياً قد يجعلها أول شركة طيران خليجية تُدرج أسهمها في البورصة. كما يدرس تكتل مملوك لحاكم دبي إدراج شركتين عقاريتين. وتشمل الطروحات المحتملة الأخرى موقعاً للإعلانات المبوبة، وشركة مالكة لعلامة تجارية للشيشة، وشركة لخدمات تكنولوجيا المعلومات، وأخرى للإنشاءات.

وفي السعودية، يُتوقع أن تشهد سلسلة من الطروحات، بما في ذلك شركة الطيران منخفضة التكلفة "فلاي ناس"، وشركة التكنولوجيا المالية "تابي"، وشركة التقنية "إجادة". كما قد يبيع صندوق الاستثمارات العامة السعودي حصصاً في شركات مثل "نوبكو" للمشتريات الطبية، وشركة تشغيل الموانئ التابعة له.

اكتتابات قياسية تطرق باب السعودية

توقع علي خالبي أن تُحقق المملكة أكبر عدد من الاكتتابات في العام المقبل، بما يشمل شركات مملوكة للدولة وأخرى خاصة، قائلاً: "شهدت العديد من الشركات نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، وترغب في الاستفادة من الاتجاهات الإيجابية في الاقتصاد الكلي للمملكة".

على عكس الاتجاه السائد في الإمارات وعُمان حققت بعض الطروحات السعودية مثل "يونايتد إنترناشيونال هولدينغ" و"تمكين" أداءً قوياً في أيام التداول الأولى.

مع انتعاش نشاط الاكتتابات العامة في الولايات المتحدة وأوروبا، أصبح لدى المستثمرين خيارات أكثر وفرصة للتدقيق بشكل أفضل، لكن هناك أسباباً تدعو للاعتقاد بأن مزيداً من الأموال الدولية ستتدفق إلى الخليج.

ووفقاً لرامي سداني، رئيس الاستثمارات الحدودية في "شرودر انفستمنت مانجمنت" (Schroder Investment Management)، فإن طفرة الاكتتابات خلال السنوات الأخيرة جعلت أحجام الطروحات في الشرق الأوسط جزءاً أكبر من المؤشرات العالمية، ما يصعب على مديري الصناديق العالمية تجاهل المنطقة.

وجذب اكتتاب "لولو" اهتماماً من شركات مثل "فانغارد غروب" (Vanguard Group) وصندوق الثروة السيادي "جي آي سي" (GIC Pte) في سنغافورة.

في الوقت نفسه، خصص حوالي 60% من بيع "أرامكو السعودية" لأسهم قائمة بقيمة 12 مليار دولار للمستثمرين الأجانب، وهو تحول ملحوظ عن طرحها في 2019 عندما ذهب 23% فقط من الأسهم للمستثمرين الدوليين. كانت هذه الصفقة واحدة من ثلاث طروحات عامة لشركات مدرجة في الشرق الأوسط هذا العام.

فرص جديدة للمستثمرين

على الرغم من ندرة صفقات بيع الأسهم، سواء الجديدة أو الحالية، في الشركات المدرجة بالخليج، يُتوقع المزيد منها في العام المقبل، ما سيمنح المستثمرين فرصة لتعزيز حصصهم في الأسهم التي ربما فاتتهم أثناء الاكتتابات العامة، ويساعد الشركات على تحقيق مستوى الطرح الحر اللازم لإدراجها في المؤشرات.

قال سامر الدغبلي، الرئيس المشارك لأسواق المال بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا في بنك "إتش إس بي سي" الذي يحتل المرتبة الأولى في ترتيب "بلومبرغ" لصفقات بيع الأسهم بالمنطقة من حيث القيمة: "الشركات التي تتطلع إلى مبيعات إضافية للأسهم ستحتاج إلى التنافس لجذب اهتمام المستثمرين وسط وجود العديد من الأسماء الجديدة".

واختتم: "لكي تواصل الشركات طروحات الأسهم، يجب أن تقدم قصة نمو قوية تتيح للمستثمرين تعزيز استثماراتهم".

تصنيفات

قصص قد تهمك

نستخدم في موقعنا ملف تعريف

نستخدم في موقعنا ملف تعريف الارتباط (كوكيز)، لعدة أسباب، منها تقديم ما يهمك من مواضيع، وكذلك تأمين سلامة الموقع والأمان فيه، منحكم تجربة قريبة على ما اعدتم عليه في مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك تحليل طريقة استخدام موقعنا من قبل المستخدمين والقراء.