الشرق
يتسم الأسبوعان الأخيران من العام -عادةً- بالهدوء النسبي في البورصات، بما في ذلك "تداول السعودية"، تزامناً مع بداية الإجازات الشتوية، إلا أن الرهانات حول قرار الفيدرالي الأميركي بشأن الفائدة هذا الأسبوع ستكون محدداً لوتيرة التداولات وحركة الأسواق.
الأسهم السعودية ستكون على موعدٍ مع أسبوع جديد بعد شهرٍ غلب عليه الصعود، باستثناء عمليات جني الأرباح خلال الجلستين الأخيرتين، والتي أظهرت تمسك المستثمرين بأسهمهم عند مستويات الأسعار الحالية، إذ جاءت تراجعات المؤشر مصحوبةً بتداولات منخفضة بنحو الثلث عن متوسط خر ثلاثة أشهر.
ماري سالم، المحللة المالية لدى "الشرق"، تتوقع أن تواصل عمليات جني الأرباح "الظهور على السطح" مع كل صعود لمؤشر السوق الرئيسية "تاسي" خلال الأسبوع الجاري.
في آخر جلسات الأسبوع الماضي، شهد مؤشر "تاسي" انخفاضاً بنحو 0.4% مسجلاً 12100 نقطة. واستهل تداولات اليوم على ارتفاع طفيف بمقدار 0.13%. قبل أن يغلق على انخفاض بواقع 0.3% متأثراً بشكلٍ أساسي بتراجع سعر سهم "بنك الرياض" 2.1%.
أبرز المستفيدين من خفض الفائدة
"استقرار أسعار النفط قرب مستوى 75 دولاراً، دعم الأداء الإيجابي للمؤشر على مدى الأسبوعين الماضيين."، وفق سالم، التي ترى أن "المعنويات إيجابية لدى المستثمرين، مدفوعةً بتوقعات خفض الفائدة من جانب الفيدرالي، وتأثير القرار إيجاباً على أسواق الأسهم. فضلاً عن تنفيذ فوتسي لمراجعتها الفصلية يوم الخميس المقبل، واستمرار انعكاس نشوة فوز السعودية بتنظيم بطولة كأس العالم 2034 على معنويات المستثمرين".
ستكون أسهم البنوك بقيادة "مصرف الراجحي" و"البنك الأهلي السعودي" تحت أنظار المستثمرين، إلى جانب شركات قطاع التمويل، بفعل توقعات خفض الفائدة في 2025، والذي يتزامن مع توقعات اقتصادية متفائلة للاقتصاد السعودي تماشياً مع استراتيجية تنويع الاقتصاد وتعزيز الإنفاق الحكومي ونمو الاستهلاك الخاص.
رد الفعل الخجول للأسهم السعودية في أول جلسة بعد إعلان الفوز بتنظيم المونديال، قد يكون متماشياً مع مقولة "البيع على الخبر"، إلا أن السوق يُرتقب أن تعيد تسعير أسهم القطاعات المرتبطة بالمشروعات المُتعهد بها ضمن "ملف السعودية لتنظيم البطولة".
كما ستكون أسهم قطاعي السلع الرأسمالية والمواد الأساسية على رادار المراقبة من جانب المتعاملين، بالإضافة إلى شركات الأسمنت، خاصةً التي لديها تركز للعمليات قرب العاصمة الرياض التي ستستحوذ على نصيب الأسد من حيث عدد الملاعب والغرف الفندقية المتوقع إضافتها للطاقات الاستيعابية الحالية ضمن "رؤية 2030" واستضافة كأس العالم 2034.
مراجعة "فوتسي"
نشوة تنظيم كأس العالم 2034، تعززها السيولة القادمة من تطبيق مراجعة "فوتسي راسل" لمؤشراتها، حيث ستشهد زيادة وزن "أرامكو السعودية"، و"إس تي سي".
فضلاً عن إضافة 4 شركات جديدة، حيث ستُضاف شركة "فقيه الطبية" إلى مؤشر الشركات المتوسطة والمؤشر القياسي العالمي، بينما ستُضاف شركات "مياهنا"، و"تالكو"، و"سماسكو" إلى مؤشر الشركات الصغيرة جداً.
"سدافكو" وإعادة شراء أسهمها
ستراقب السوق سهم "سدافكو"، حيث تعتزم الشركة إعادة شراء نحو 2.75 مليون سهم خلال 12 شهر، فضلاً عن تحويل احتياطيات بأكثر من 550 مليون ريال إلى رصيد الأرباح المبقاة.
إعادة شراء الأسهم بسعر مقترح يقترب من السعر الحالي للسهم، يمثل أداة تحوط نسبية للمستثمرين ضد أي هبوط مستقبلي للسعر، ويعكس تفضيل إدارة الشركة للاستثمار في أسهمها بالمستويات الحالية.
صافولا والمراعي بعد الانفصال
كذلك، ستراقب السوق سهم "مجموعة صافولا" بدءاً من يوم الثلاثاء المقبل، بعد قرار عموميتها تخفيض رأس المال بأكثر من 72%. وبالتالي سيكون سعر الفتح ونسبة التذبذب للأسهم مختلفة عن أخر إغلاق الأسبوع الماضي.
وضمن السياق عينه، ستراقب السوق ردود فعل المستثمرين تجاه سهم "المراعي" والذي شهد أداءً إيجابياً الأسبوع الماضي، دفع سعره لأعلى مستوياته منذ يوليو الماضي.
يُذكر أن تخفيض رأسمال "صافولا" يصحبه توزيع حصتها البالغة 34.52% في شركة "المراعي" على مساهميها كتعويض.
ويُتوقع أن يشهد الأسبوع الجاري محاولات جديدة لاختبار مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيسي مستويات 12200 نقطة، بعد أن أدت الضغوط البيعية المدفوعة بجني الأرباح إلى إعادة المؤشر للإغلاق دون هذه المستويات.. فهل تنجح "تداول" في اختراقها هذا الأسبوع؟