بلومبرغ
أفاد أشخاص مطَّلعون أنَّ شركة "إيرباص" طلبت من المورِّدين الاستعداد لزيادة إنتاج سلسلة طائرات A320 ضيقة البدن الأكثر مبيعاً إلى ما يصل إلى 53 طائرة في الشهر بحلول نهاية العام المقبل.
ويعكس هذا الرقم النهاية العليا لنطاق قيد الدراسة، إذ لم يتم اتخاذ أي قرار نهائي بعد، وفقاً للأشخاص الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم أثناء مناقشة مسألة خاصة. ونُشير إلى أنَّ شركة "إيرباص" تُصنِّع 40 طائرة من طراز A320 شهرياً في الوقت الحالي، كما وضعت خططاً للوصول إلى 43 في الربع الثالث، و45 بحلول نهاية عام 2021.
انتعاش الطلب
وتستهدف الشركة الصانعة للطائرات الأوروبية زيادة إنتاج طرازها الأكثر مبيعاً حتى في ظل التأثير السلبي على السوق الهندية المزدهرة نتيجة أحدث ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا، وكذلك انتظار شركات الطيران الأوروبية لمعرفة ما إذا كانت المسارات الترفيهية الرئيسية ستُفتح في الوقت المناسب لتجنُّب خسارة صيف آخر.
كما توفِّر خطط عام 2022 نظرة ثاقبة حول مدى سرعة انتعاش الطلب مع نشر اللقاحات في جميع أنحاء العالم، وتراجع معدلات الإصابة أخيراً.
في هذا الصدد، كتب "روبرت ستالارد" المحلل في شركة "فيرتيكال ريسيرش بارتنرز" في مذكرة: "الأخبار إيجابية لكلٍّ من (إيرباص) ومورديها؛ إذ لن يتمَّ تنفيذ زيادة في معدل الإنتاج بهذا الحجم ما لم تكن الشركة واثقة جداً من قدرة عملائها، ورغبتهم في الحصول على الطائرات، ويبدو أنَّ هذا هو الحال فعلاً".
تعليقاً على الموضوع، قال متحدِّث باسم شركة "إيرباص"، التي خفَّضت معدلات بناء الطائرات بمقدار الثلث عندما ظهر فيروس كورونا لأوَّل مرة، إنَّها لا تعلِّق على "التكهنات المتعلِّقة بالمسار على المدى الطويل"، كما أضاف أنَّه من المتوقَّع أن يشهد السوق تعافياً يصل إلى مستويات ما قبل كوفيد-19 خلال الإطار الزمني 2023 إلى 2025.
وما تزال أحدث خطط الإنتاج بعيدة كل البعد عن معدل إنتاج الشركة التي تتخذ من "تولوز" في فرنسا مقرّاً لها قبل انتشار الجائحة، الذي بلغ 60 طائرة A320 شهرياً، وهو رقم كان من المقرر أن يصل إلى 63 هذا العام، ويحتمل أن يرتفع إلى 70.
ضربة جديدة
كبحت الشركة المصنِّعة جهود التعافي مرة واحدة بالفعل، فقد تراجعت في يناير عن التحرُّكات لبناء 47 طائرة شهرياً بحلول يوليو، وذلك بعد أن وجَّه الارتفاع العالمي في معدلات الإصابة بالفيروس ضربة جديدة لعملائها من شركات الطيران.
في هذا الصدد، قال الرئيس التنفيذي "غيوم فوري" في 29 إبريل، إنَّ شركة "إيرباص" لم تحدد بعد أسعار طائراتها ضيقة البدن لما بعد هذا العام، إلا أنَّها واجهت "زيادة حادة" لتلبية عمليات التسليم المطلوبة في عامي 2022 و2023.
ويسعى توجُّه الشركة الحالي إلى موازنة أوجه عدم اليقين بشأن وتيرة استعادة الطلب على الطائرات مقابل المخاوف بشأن زيادة الحجز لعامي 2023 و2024، نظراً لعدد عمليات التسليم المؤجلة لتلك السنوات نتيجة الجائحة، على حدِّ قول أحد الأشخاص.
الجدير بالذكر أنَّ شركة "بوينغ" (Boeing Co) المنافسة تخطط لزيادة إنتاج طائرتها المنافسة "737 ماكس"، التي تمَّ إيقافها حتى أواخر العام الماضي بعد حادثين مميتين، وتصارع حالياً مشكلات هندسية، إلى 31 طائرة شهرياً بحلول أوائل عام 2022.