بلومبرغ
بينما تبيع ألمانيا أول سنداتها الخضراء لأجل 30 عاماً، يزيد الضغط على الديون الأوروبية، التي تعاني أصلاً من مخاوف التضخم.
وجاء عرض ألمانيا للأصول المستدامة ذات أطول فترة استحقاق، في يوم شهد عرضا كثيفا في جميع أنحاء أوروبا. وهو ما دفع العائدات الألمانية التقليدية لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2019، بينما اتجهت عوائد الديون الإيطالية نحو 1% للمرة الأولى منذ شهر سبتمبر، في وقت يتوقع فيه التجار أن يحفز التعافي الاقتصادي التضخم.
التعافي والتضخم
ذلك بينما يعمل المستثمرون على تقليص ممتلكاتهم من أصول الملاذات الآمنة في وقت يتم فيه طرح اللقاحات لتقليل التهديد الناجم عن الجائحة. وتظهر الرهانات على التعافي جلية من معدلات التعادل على سندات أجل الـ 10 سنوات في ألمانيا، والتي تشكل مقياساً لتوقعات التضخم، الذي ارتفع في البلاد إلى أعلى مستوى له منذ 2014.
قالت إيزابيل شنابل، واضعة سياسات البنك المركزي الأوروبي، في مقابلة، إن التضخم في البلاد قد يرتفع لفترة وجيزة ليزيد عن 3%.
وفي حين أن الأسواق استوعبت حتى الآن مستويات ضخمة من الاقتراض من قبل الحكومات الأوروبية لإنقاذ نفسها مما سببته جائحة "كوفيد-19"، فإن التجار يراقبون أي علامات تدل على ضعف في المبيعات. فقد قامت كل من هولندا والمملكة المتحدة، على سبيل المثال، بإصدار ديون طويلة الأجل مؤخراً.
اجتذب عرض ألمانيا لسندات أجل الـ30 عاماً طلبات بقيمة 27 مليار يورو (33 مليار دولار)، مسجلاً تراجعاً عن الطلب شبه القياسي الذي سجله أول بيع سندات خضراء العام الماضي. وقالت بوجا كومرا، كبيرة المحللين الأوروبيين لأسعار الفائدة في "تورنتو-دومينيون بنك": "يبدو أن العامل الزمني ينعكس سلباً على الأسواق بشكل كبير. إن هذه الصفقة تأتي في جو ضعيف".
منحنى العائد
عرضت ألمانيا السندات الخضراء عند نقطتي أساس أقل من عائدات السندات التقليدية المماثلة، بناءً على ما أفاده مصدر مطلع. وهو دليل على وجود ما يسمى "الغرينيوم" (العلاوة على أسعار السندات الخضراء)، وذلك للديون الصديقة للبيئة التي تتيح الاقتراض الأرخص. ومن المقرر أن يساعد هذا البيع ألمانيا في بناء خلق منحى عوائد لهذه الأوراق المالية، وهو ما يعد أحدث خطوة في تطور هذه السوق سريعة النمو.
برزت أوروبا في ريادتها في إصدار الديون المستدامة، والتي ارتفعت هذا العام لتشكل ما يقرب من ربع إجمالي المبيعات في المنطقة. ويخطط الاتحاد الأوروبي لتمويل ما يقرب من ثلث صندوق التعافي الذي تبلغ قيمته 800 مليار يورو (971 مليار دولار) من خلال السندات الخضراء.
وقامت ألمانيا بتفويض "بنك أوف أمريكا"، وشركة "بي إن بي باريباس"، ومجموعة "سيتي غروب"، وبنك "كومرتس بنك" و"دي زد بنك"، ومجموعة "إتش إس بي سي" القابضة ليكونوا الجهات الرئيسية المشاركة في بيع الديون المستحقة في شهر أغسطس 2050.
ويذكر أن عرض ألمانيا السابق لمدة خمس سنوات، شهد طلباً ضعيفاً في شهر نوفمبر في أعقاب الظهور الأول الذي كان لـ 10 سنوات في شهر سبتمبر الماضي، والذي أدى إلى تسجيل طلبات شبه قياسية.