بلومبرغ
تسعى شركة "ستيك" التي تستخدم نموذج الملكية الجزئية (تقسيم ملكية العقار إلى عدة حصص صغيرة) إلى إبرام صفقات عقارية بقيمة مليار ريال (266 مليون دولار) في المملكة العربية السعودية على مدى الأشهر الستة المقبلة، للاستفادة من الاهتمام المتزايد من جانب المستثمرين الأجانب الذين يتطلعون إلى دخول سوق كانت مغلقة إلى حد كبير أمام الوافدين من الخارج.
تعمل المنصة الرقمية -الواقع مقرها في دبي- حالياً على الاستحواذ على مركز تجاري مؤجر بالكامل في الرياض بقيمة 187 مليون ريال، وتخطط لشراء برج سكني يضم أكثر من 140 شقة مقابل 200 مليون ريال، وفقاً لما قاله المؤسس المشارك رامي طبارة في مقابلة.
الشركة، التي تُسهّل الاستثمارات العقارية ابتداءً من حوالي 134 دولاراً، تحظى بدعم مستثمرين، بينهم " مبادلة للاستثمار"، وهي أحد الصناديق السيادية في أبوظبي، وذراع رأس المال الجريء التابعة لشركة "أرامكو" السعودية.
"طلب مذهل" على عقارات السعودية
منذ إطلاقها التجريبي في المملكة، جذبت "ستيك" "طلباً مذهلاً" من المستثمرين الراغبين في دخول السوق، وفقاً لما قاله طبارة. وأضاف: "المستثمرون يرغبون في المشاركة لأنهم يرون طلباً قوياً، وزيادة في قيمة رأس المال، وعوائد إيجارية مرتفعة تصل من 7% إلى 8%". وتعتزم "ستيك" بدء عملياتها رسمياً في المملكة يوم 9 ديسمبر.
لطالما كان أكبر اقتصاد في الخليج مغلقاً أمام المستثمرين الأجانب، لكنه بدأ تدريجياً في فتح قطاع العقارات أمام المشترين الأجانب.
بينما بدأت السعودية في منح إقامة طويلة الأجل للأجانب الذين يشترون عقارات بقيمة 4 ملايين ريال، إلا أن "سهولة الدخول إلى السوق" لا تزال تمثل تحدياً أمام المشترين المحتملين.
تبدو الفرصة مغرية لمن يطمحون للاستثمار في السوق السعودية، حيث تواصل الشركات متعددة الجنسيات فتح مكاتبها ونقل موظفيها، شهدت قيم الشقق زيادة بنسبة 62% خلال السنوات الثلاث الماضية، بينما ارتفعت أسعار الفيلات بنسبة 37%، وفقاً لشركة "نايت فرانك" (Knight Frank).
وستحتاج المملكة إلى بناء 115 ألف منزل سنوياً خلال السنوات الست المقبلة لتلبية الطلب المتزايد من السكان، الذين يشكل الشباب غالبيتهم، بينما تهدف الحكومة إلى تعزيز نسبة تملك المنازل، وفقاً لتقرير أصدرته الشركة الشهر الماضي.
حددت المملكة العربية السعودية التزامات ضخمة في الاستثمار والإنفاق لتمويل رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وتهدف إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط. مع ذلك، بدأت السعودية في تقليص بعض مشروعاتها الطموحة، جزئياً بسبب بقاء أسعار النفط أقل بكثير مما هو مطلوب لتحقيق توازن الميزانية.
نبذة عن منصة "ستيك"
منذ إنشائها في عام 2021، جمعت "ستيك" 28 مليون دولار، واشترت أكثر من 330 عقاراً في دبي بقيمة 150 مليون دولار تقريباً، حسب طبارة. كما أن لديها 832 ألف مستخدم من أكثر من 200 جنسية، وفق موقعها على الإنترنت.
وقال طبارة، الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي المشارك، إن الشركة تخطط للانطلاق في أبوظبي مطلع عام 2025.
تدفع "ستيك" للمستثمرين دخلاً إيجارياً وتشترط على المستثمر عدم الخروج خلال سنة واحدة. واختتم طبارة: "نطلب من المستثمرين الاستمرار لمدة خمس سنوات لتحقيق زيادة في قيمة العقارات. ولكن بالنسبة للمستثمرين الذين يرغبون في التخارج بعد سنة، يمكنهم عمل ذلك عبر المنصة ببيع حصتهم للآخرين".