الأسواق الآسيوية بين الاضطرابات السياسية وتهديدات ترمب

تعريفات ترمب الجمركية قد تضغط على اليوان الصيني حال فرضها

time reading iconدقائق القراءة - 4
المصدر:

الشرق

أثارت الاضطرابات السياسية التي ضربت كوريا الجنوبية خلال الساعات الماضية تساؤلات حول مدى استقرار رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وتزامنت هذه الاضطرابات مع تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض تعريفات جمركية تصل إلى 100% على دول "بريكس" إذا أطلقت عملة بديلة للدولار. التداعيات المحتملة لهذه التطورات على الأسواق الآسيوية تناقشها حلقة "تقرير آسيا" لهذا الأسبوع. 

التهديدات الخارجية تتفوق في خطورتها على الاضطرابات السياسية الداخلية، حسبما رأى جونغ وو بارك، الخبير الاقتصادي لدى "نومورا كوريا" (Nomura Korea) في حديث لـ"الشرق"، معللاً بأن "تداعيات التوتر السياسي الداخلي بدأت تنحسر، لكن ما لا يمكننا السيطرة عليه هو الوضع الخارجي".

وأوضح بارك أن التأثير المباشر للتعريفات الجمركية، حال فُرضت، ستكون محدودة على كوريا الجنوبية لأن لدى البلاد اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة، وأضاف: "ما يقلقنا هو الأثر السلبي للسياسة التجارية الأميركية المتشددة تجاه دول أخرى كالصين، التي هي أكبر شريك تجاري لنا، ما قد يؤثر على صادراتنا". 

رأى محللون أن تهديدات ترمب تعكس ضعف الثقة بالدولار وقد تشجع الدول على البحث عن بدائل. الدولار يسيطر حالياً على نحو 88% من تداولات العملات في الأسواق العالمية وفقاً لتقرير بنك التسويات الدولية لعام 2022، ولكن دول "بريكس"، التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتسيطر على أكثر من 40% من التداولات، تناقش منذ فترة إمكانية تقليل الاعتماد على الدولار.

في المقابل، نفت جنوب أفريقيا وجود أي خطط لإطلاق عملة مشتركة للبريكس، مؤكدة أن النقاشات تركز على تعزيز التجارة باستخدام العملات الوطنية. وأوضحت وزارة العلاقات الدولية بجنوب أفريقيا أن البلاد تدعم زيادة استخدام العملات الوطنية في التجارة الدولية لتقليل تقلبات أسعار الصرف بدلاً من التركيز على فكرة "إلغاء الدولرة".

أسواق العملات

في كوريا، تبدو تداعيات الأحداث الأخيرة محدودةً على الوون، وفق بارك، الذي أشار إلى أن "السلطات النقدية، بما في ذلك وزير المالية والمصرف المركزي، وعدت بتوفير سيولة غير محدودة لضمان استقرار العملة، ومنذ ذلك الحين تماسكت الأسواق واستعادت رباطة جأشها بسرعة". 

ورأى بارك أن الين الياباني مستقر أيضاً بدعم من خفض الفائدة المرتقب في ديسمبر الجاري، ما سيوفر هامشاً للاقتصاد، أما اليوان الصيني فسيكون عرضةً للضغط بسبب التهديدات الأميركية. 

كان رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول أعلن الأحكام العرفية قبل يومين، ليعود ويلغيها بعد ساعات فقط، في خطوةٍ أدت لاضطرابات بأسواق الأسهم الآسيوية.

انخفض مؤشر "كوسبي" المرجعي بنسبة 2.3% يوم أمس الأربعاء بعد أن تراجعت الأصول المرتبطة بكوريا الجنوبية طوال الليل. وافتتحت الأسهم في هونغ كونغ والصين البر الرئيسي منخفضة، كما تراجعت في طوكيو. بينما تعافى الوون بعد خسائر في التداولات الخارجية خلال الليل.

محافظ البنك المركزي في كوريا الجنوبية أكد أنه لن يخفض أسعار الفائدة من جديد لدعم الاقتصاد، مشدداً على أن عامل القلق من الإدارة الأميركية الجديدة قد يكون أكبر من الأحداث السياسية المحلية كونه سيؤثر مباشرة على نمو الصادرات والاقتصاد المحلي. 

تصنيفات

قصص قد تهمك