مؤشرات وول ستريت تسجل أعلى مستوياتها بدعم من تصريحات باول بشأن الاقتصاد

باول: الاقتصاد في حالة جيدة بشكل ملحوظ

time reading iconدقائق القراءة - 9
لافتة شارع وول ستريت في نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
لافتة شارع وول ستريت في نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

سجلت مؤشرات الأسهم الأميركية أعلى مستوياتها على الإطلاق، بعد أن قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن الاقتصاد في حالة جيدة بشكل ملحوظ. وتذبذب اليورو مع سقوط الحكومة الفرنسية، بعد تصويت بحجب الثقة في البرلمان.

أدى ارتفاع أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى إلى دفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى إغلاقه القياسي السادس والخمسين في عام 2024. وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بأكثر من 1%.

قادت شركة "إنفيديا" مؤشر "العظماء السبعة" (ميتا، أمازون، مايكروسوفت، تسلا، إنفيديا، ألفابت، أبل) إلى الصعود، حيث اقترب ارتفاع المؤشر هذا العام من 65%. واصلت أسهم "سيلز فورس" (Salesforce Inc) و"مارفل تكنولوجي" (Marvell Technology Inc) الارتفاع، حيث عززت نتائجهما الآمال في أن تستمر الشركتان في الاستفادة من طفرة الذكاء الاصطناعي.

باول قال أيضاً، إن المسؤولين يستطيعون أن يتحملوا الحذر مع تخفيض أسعار الفائدة نحو مستوى محايد، وهو المستوى الذي لا يحفز الاقتصاد ولا يكبحه. وتحدث باول في مؤتمر "نيويورك تايمز للصفقات" في نيويورك.

زيادة النشاط الاقتصادي

رأى كريشنا جوها من "إيفركور" (Evercore)، في تصريحات باول "تشدداً بعض الشيء"، مضيفاً: "لكنها تتوقف عن تحدي ثقة السوق المتزايدة في أن تنفيذ خفض لأسعار الفائدة في ديسمبر هو الحالة الأساسية، والتي كانت وجهة نظرنا طوال الوقت".

أظهر أحد مؤشرات الاقتصاد المفضلة لدى باول -الكتاب البيج- أن النشاط الاقتصادي زاد قليلاً في نوفمبر، وأصبحت الشركات أكثر تفاؤلاً بشأن آفاق الطلب.

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.6%، ومؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.2%، كما أضاف مؤشر "داو جونز" الصناعي 0.7%.

انخفضت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بأربع نقاط أساس إلى 4.18%، في حين احتفظت العقود الآجلة للسندات الفرنسية بالمكاسب السابقة، بعد انضمام زعيمة أقصى اليمين مارين لوبان إلى ائتلاف يساري للإطاحة بالحكومة، مما مهد الطريق لمزيد من الصراع السياسي الذي أثقل كاهل أصول البلاد لعدة أشهر.

بيئة محفوفة بالمخاطر

بالنسبة لستيف سوسنيك من شركة "إنتراكتيف بروكرز" (Interactive Brokers) فمن الواضح أن بيئة السوق الحالية "محفوفة بالمخاطر". ومع ذلك، تُظهر الأدلة أن بعض المستثمرين اشتروا تحوطاً ضد تصحيح بنسبة 10% في مؤشر إس آند بي 500، رغم أننا لم نشهد تصحيحاً بهذه النسبة منذ أشهر".

وأشار إلى أن "تكلفة التحوط" ضد تصحيح بنسبة 10% وصلت إلى أعلى المستويات التي شهدناها في ثلاث سنوات.

بالنسبة لجورج سميث من شركة "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial)، فإن الزخم للأسهم قد يستمر، حيث كان شهر ديسمبر جيداً موسمياً للسوق. عند دراسة نسبة العائدات الشهرية الإيجابية منذ عام 1950، ففي 74% من الوقت، يقدم هذا الشهر أعلى نسبة عوائد.

رغم الموسمية، لا يستبعد سميث إمكانية الضعف في الأمد القريب، خاصة مع إمكانية تصاعد التهديدات الجيوسياسية. وأشار إلى أن الأسهم قد تحتاج أيضاً إلى إعادة التكيف مع ما قد يكون دورة خفض لأسعار الفائدة أبطأ وأخف مما تتوقعه الأسواق حالياً. 

كتب فريق تحليل السوق التابع لبنك "جيه بي مورغان تشيس" بقيادة أندرو تايلر: "نظل متفائلين تكتيكياً حتى نهاية العام، نظراً للبيئة الكلية الإيجابية، ونمو الأرباح، واستمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في دعم الأسواق". وأضافوا: "من المنطقي أن نستغل زخم السوق، ونرى إمكانية تراجع منخفضة حتى منتصف يناير".

بالنسبة لبعض المحللين الفنيين الذين يراقبون ويحللون تحركات الأسعار، والاستراتيجيين الذين يراقبون معنويات المستثمرين، فإن التذبذبات الأولية بدأت تبدو وكأنها سوق أسهم محمومة.

يظل مؤشر "بنك أوف أميركا" الذي يتتبع متوسط ​​توصيات الاستراتيجيين من جانب البيع، في منطقة محايدة عند أعلى مستوى له منذ أوائل عام 2022، ولكنه أقرب كثيراً إلى التحول لـ"بيع" بدلاً من "شراء".

سوق أكثر خطورة على المدى الطويل

كتب دوغ رامزي من مجموعة "لوتهولد" (Leuthold) في مذكرة هذا الأسبوع، أنه "إحصائياً وبشكل متناقض، فإن تأثير المكاسب الكبيرة لعام 2024 جعل السوق تبدو أكثر خطورة بالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل، ولكن ربما أكثر أمانًا للمضاربين على المدى القريب".

يظل مؤشر الاتجاه الرئيسي (MTI) لشركة لوتهولد، والذي يأخذ في الاعتبار العديد من المؤشرات المختلفة، عند "محايد مرتفع"، لكن جميع المؤشرات فيه أغلقت الأسبوع الماضي بقراءات صعودية مرتفعة.

تشير المراكز قصيرة الأجل، ومطاردة الارتفاع، وتدفق الشراء الآلي، إلى موقف في السوق يمكن تلخيصه بـ"السباحة مع التيار". ولكن هذا لا يمنع إمكانية تغير الأمور عند الدخول إلى العام الجديد. 

وكتب كالوم توماس من "توب داون تشارتس" (Topdown Charts) في مذكرة أنه "ببساطة، وربما لا يريد أحد سماع ذلك، لكن هذه ليست بنية جيدة، فقد تم خداع المستثمرين والمضاربين على حد سواء، للدخول إلى عالم الأسهم المرتفعة دائماً".

سوق العمل تحت المهجر

يقول كالي كوكس من شركة "ريثولتز لإدارة الثروات" (Ritholtz Wealth Management) إن المستثمرين يعلقون آمالهم على ارتفاع أسعار السلع الأولية، ولكن قد تكون هناك حاجة إلى جرعة صحية من التشكك، بعد الارتفاع المذهل الذي شهده شهر نوفمبر.

وأضاف أن "الحد الأدنى للنجاح أصبح أعلى كثيراً بالنسبة لاقتصاد ما زال في حالة من التقلب. وتُظهِر العائدات أن التوقعات تحركت كثيراً على مدى الشهرين الماضيين، ولكننا لم نشهد أي زخم مستدام وواضح في البيانات الاقتصادية"، معتبراً أن "التوقعات مهمة، وسوق العمل تحت المجهر".

من جهته، يقول مارك هاكيت من شركة "نيشن وايد" (Nationwide) إن استدامة ارتفاع السوق ستعتمد على استمرار مرونة المستهلك. وتعتبر صحة سوق العمل من أفضل العوامل التي يمكن أن تساعد في التنبؤ بالإنفاق الاستهلاكي.

ويشير هاكيت إلى أن "الأسواق تستمر في التحرك من خلال مجموعة من العوامل الفنية والأساسية"، مضيفاً أن "اتساق الارتفاع محبط للمراهنين على الهبوط"، إذ يخلق "دائرة حميدة، بحيث تغذي عمليات الشراء، المزيد من عمليات الشراء الأخرى". وتابع: "هناك تساؤلات حول الاستدامة حتى عام 2025 في ضوء التوقعات والتقييمات المرتفعة، ولكن من غير المرجح أن يؤدي ذلك إلى إخراج الزخم عن مساره في الأمد القريب".

تفوق الأسهم الأميركية مستمر

لم تظهر الشهية تجاه الأسهم أي علامة على التراجع هذا العام. فقد سجل مؤشر "إس آند بي 500" مستويات قياسية متعددة، وارتفع بأكثر من 25%، بدعم من أسهم شركات التكنولوجيا، والتفضيل الواسع للأصول الأميركية. وامتد الارتفاع بعد انتخاب دونالد ترمب، مما أثار الآمال في خفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية.

وفي حين تفوقت الأسهم الأميركية باستمرار على نظيراتها العالمية، يقول معهد "بلاك روك للاستثمار" إن هذا الوضع قد يستمر. وتشير الشركة إلى أن الولايات المتحدة تستفيد أكثر من "القوى العملاقة"، التي تدفع أرباح الشركات. ويدعم ذلك، توقعات النمو المواتية، بالإضافة إلى التخفيضات الضريبية المحتملة، وتخفيف القيود التنظيمية.

وفقاً لمعهد الاستثمار، "تبدو بعض مقاييس التقييم -سواء كانت نسب السعر إلى الأرباح أو علاوة مخاطر الأسهم- قوية نسبياً مقارنة بالتاريخ. لكنها قد لا تروي القصة كاملة"، مضيفاً أن "مقارنة مؤشر اليوم بالماضي، أشبه بمقارنة التفاح بالبرتقال. بالإضافة إلى ذلك، تميل التقييمات لأن تكون أكثر أهمية للعائدات على أفق طويل الأجل مقارنة بالأجل القريب".

من جهتها، تقول شركة "بي آي آي" (BII)، إن قوة الذكاء الاصطناعي الضخمة من المرجح أن تفيد الأسهم الأميركية بشكل أكبر، ولهذا السبب توصي الشركة بشراء هذه الأسهم، خاصة مقارنة بنظرائها العالميين مثل الأسهم الأوروبية.

واختتمت: "الخلاصة: هناك مخاطرة في الوقت الحالي، وفي الوقت ذاته هناك مرونة. وتشمل العلامات الرئيسية لتغيير وجهة نظرنا أي زيادة في عائدات السندات الطويلة الأجل، أو تصعيد في الحمائية التجارية".

تصنيفات

قصص قد تهمك