مؤشرات وول ستريت تكافح للصعود في انتظار وضوح مسار أسعار الفائدة

امتنع متداولو وول ستريت عن القيام بمراهنات أكثر خطورة وسط تقلبات الأصول الكورية الجنوبية

time reading iconدقائق القراءة - 10
واجهة مبنى بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
واجهة مبنى بورصة نيويورك للأوراق المالية، نيويورك، الولايات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

أظهرت موجة الارتفاع التي دفعت الأسهم الأميركية إلى سلسلة من أعلى مستوياتها على الإطلاق علامات على الإرهاق، حيث ينتظر المستثمرون تقرير الوظائف الرئيسي هذا الأسبوع، وتصريحات جيروم باول للحصول على أدلة حول ما إذا كان مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفضون أسعار الفائدة في ديسمبر.

كافحت الأسهم لتحقيق تقدم كبير، بعد ارتفاع بأكثر من 11 تريليون دولار في مؤشر الأسهم الأميركي القياسي هذا العام، ما جعله بالقرب من مستويات ذروة الشراء. 

مع مكسب ضئيل يوم الثلاثاء، سجل مؤشر "إس آند بي 500" رقمه القياسي الخامس والخمسين في عام 2024. وفقاً لكريس مونتاغو من "سيتي غروب"، فإن التمركز في العقود الآجلة للمؤشر "من جانب واحد تماماً".

وقال مات مالي من شركة "ميلر تاباك+كو" (Miller Tabak+Co) إن "الأمور أصبحت مزدحمة للغاية على جانب واحد من القارب، وهو الجانب الصعودي". وأضاف أن "مستويات التقييم سيئة في هذا التوقيت. ومع ذلك، فإن المشاعر والمراكز في مكان أفضل، لذلك ليس من المستبعد أن تؤدي القراءات القوية اليوم بشأن هذه القضايا، إلى ارتفاع مفاجئ في التقلبات قبل نهاية العام".

امتناع عن المراهنات الخطرة

امتنع متداولو وول ستريت عن القيام بمراهنات أكثر خطورة وسط التقلبات الشديدة في الأصول الكورية الجنوبية، حيث قال الرئيس يون سوك يول إنه سيرفع مرسوم الأحكام العرفية، بعد ساعات من تحركه الدرامي بفرضه.

قبل أيام قليلة من تقرير الرواتب الأميركية، أظهرت البيانات ارتفاع فرص العمل، بينما تراجعت عمليات التسريح، مما يشير إلى استقرار الطلب على العمال. قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي إن خفض أسعار الفائدة هذا الشهر غير مؤكد، لكنه لا يزال على الطاولة.

قالت لورين غودوين من شركة "نيويورك لايف للاستثمارات" (New York Life Investments) إن السؤال المطروح على المستثمرين ليس "هل سيخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى؟" بل "هل سيكون الخفض التالي في ديسمبر أو يناير؟". وأضافت أن "السيناريو الأساسي الخاص بنا، أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، لكن لدينا ثقة أعلى بكثير في أن خفضاً آخر سيأتي في ديسمبر أو يناير مع تطور البيانات".

لم يتغير مؤشر "إس آند بي 500" كثيراً، وارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنحو 0.3%، في حين انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.2%. 

ارتفعت أسهم شركة "سايلز فورس" (Salesforce Inc)، بعدما عززت إيراداتها القوية الآمال في أن الاستراتيجية المبالغ فيها لمنتجات الذكاء الاصطناعي ستدعم النتائج المالية. كما قفزت أسهم شركة "مارفل تكنولوجي" (Marvell Technology Inc) بناء على توقعات قوية للأعمال.

زادت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.23%، في حين ارتفع النفط مع فرض الولايات المتحدة المزيد من العقوبات التي تستهدف الخام الإيراني، وإحراز "أوبك+" تقدماً في الاتفاق بشأن إبقاء بعض الإنتاج بعيداً عن السوق.

الاستثمار في الأسهم

واصل عملاء "بنك أوف أميركا كورب"، الأفراد وصناديق التحوط، في الاستثمار في الأسهم الأميركية الأسبوع الماضي، مع استمرار الحماس بعد الانتخابات.

بلغ صافي التدفقات الواردة من عملاء البنك 800 مليون دولار في الأسبوع المختصر بسبب العطلة، والمنتهي في 29 نوفمبر، وفقاً لاستراتيجيين كميين بقيادة جيل كاري هول يوم الثلاثاء.

لا يزال أساس الأسهم الأميركية قوياً، لكنه بدأ يُظهر علامات طفيفة على الإرهاق مع اقتراب عام 2025، وفقاً لجينا مارتن آدامز ومايكل كاسبر في "بلومبرغ إنتليجنس".

تلخص أحدث قوائمهما الخاصة بمراجعة صحة السوق حالة 17 مؤشراً في ثلاث فئات: المؤشرات الفنية، واتجاهات الأرباح وإشارات السندات والاقتصاد الكلي. يظهر التحليل علامتين باللون الأحمر تتمثلان في زخم التصحيح، والنظام الاقتصادي. كما هناك 8 إشارات مختلطة (باللون الأصفر)، وسبع إشارات واضحة (خضراء).

وقالا إن "الإشارات الفنية ليست مثالية في ظل تحوّل القيادة نحو الأسهم ذات القيمة السوقية الأصغر، لكن اتجاه الأسعار لا يزال قوياً للغاية"، وأضافا: "لقد ضعفت إشارات الأرباح قليلاً مع تزايد صعوبة المقارنات وتذبذب توقعات الهامش. وتظل المؤشرات الاقتصادية الكلية مشوشة بشكل واضح، حيث تظهر جميع الإشارات في نموذج نظامنا الاقتصادي، زخماً متعثراً".

التيسير النقدي يدعم الأسهم

يشير التاريخ إلى أن دورة تخفيف السياسة النقدية من قِبَل بنك الاحتياطي الفيدرالي، قد تقدم دعماً قوياً للأسهم، ومن الواضح أنها قد تقدم دعماً أكبر إذا كانت مصحوبة بظروف اقتصادية مستقرة، وفقاً لما ذكره ناثانيال تي. ويلهنوفر من "بلومبرغ إنتليجنس".

منذ عام 1971، سجل مؤشر "إس آند بي 500" عائداً سنوياً بلغ 14.9%، ومنذ أواخر سبعينيات القرن العشرين، حقق مؤشر "راسل 2000" للشركات الصغيرة، مكاسب بنسبة 17.2% في الفترات التي خفض فيها البنك المركزي أسعار الفائدة، على حد قول ويلهنوفر.

كانت النتائج أقوى كثيراً خلال دورات خفض أسعار الفائدة في الفترات غير الركودية، إذ بلغ متوسط ​​العائد السنوي للشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة 25.2% مقابل 11% في الفترات الركودية، في حين بلغ متوسط ​​العائد السنوي للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة 19.6% مقابل و16.5%.

وأضاف ويلهنوفر: "إذا توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي عن تخفيف السياسة النقدية مبكراً، فمن المرجح أن تعتمد وتيرة المكاسب التي تحققها الأسهم بشكل أكبر على حالة الاقتصاد".

سجل مؤشر "إس آند بي 500" عائداً بنسبة 0% في المتوسط ​​في الأشهر الثلاثة التي أعقبت انتهاء دورات التيسير، ولكنه انخفض بنسبة 9.9% عندما كان الاقتصاد في حالة ركود، مقارنة بـ3.3% عندما لم يكن كذلك.

الاقتصاد في وضع جيد

قال بريت كينويل من "eToro" إن "الاقتصاد الأميركي يستمر في العمل بشكل جيد، ويسير بنك الاحتياطي الفيدرالي على طريقه لخفض أسعار الفائدة، ويظل نمو الأرباح قوياً".

كينويل يشير إلى أن هذا السيناريو قد يستمر في تفضيل الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة، حيث يُعد مؤشر "راسل 2000" المؤشر الرئيسي الأفضل أداءً منذ الانتخابات الرئاسية.

حقق المؤشر مكاسب بأكثر من 10% في شهر نوفمبر وحده، وهي ثاني مرة هذه السنة التي يحقق فيها هذا الارتفاع بعد يوليو. بالعودة إلى عام 1979، عندما سجل مؤشر "راسل 2000" مكاسب شهرية بهذا الحجم، كان مرتفعاً بنسبة 90% من الوقت بعد ستة أشهر، بمتوسط ​​مكاسب بلغ 11.4%.

وقال: "في حين أن الإحصائيات مواتية للشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة للمضي قدماً، فإن الأساسيات مواتية أيضاً. حتى الارتفاع الأخير في عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات لم يفعل الكثير لردع المستثمرين في الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة".

نوبات من التقلبات والتصحيحات

رجحت سوليتا مارسيلي من إدارة الثروات العالمية في "يو بي إس"،  أن تستمر الأسهم الأميركية في الارتفاع في العام المقبل. وأضافت: "في رأينا، فإن النشوة المرتبطة بالأسواق المالية النشطة، بعيدة كل البعد عن الانتشار".

وأوضحت: "بينما نتوقع نوبات من التقلبات والتصحيحات في العام المقبل، فإننا نعتقد أن المرحلة التالية من صعود مؤشر إس آند بي 500 إلى هدفنا في ديسمبر 2025 عند 6600 نقطة، ستكون مدعومة بالنمو الاقتصادي القوي، وتيسير بنك الاحتياطي الفيدرالي، وتقدم الذكاء الاصطناعي". وداخل سوق الأسهم الأميركية، تفضل مارسيلي شركات التكنولوجيا والمرافق والخدمات المالية.

يقول أستاذ في جامعة نيويورك معروف بخبرته في التقييمات، إن أسهم "العظماء السبعة" (أبل، أمازون، مايكروسوفت، ألفابت، تسلا، إنفيديا، ميتا) جيدة للشراء خلال التصحيحات، لأن معظمها سيستمر في توليد المال.

وأضاف أسواث داموداران، أستاذ التمويل في كلية شتيرن للأعمال في جامعة نيويورك، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ": "كمستثمر قيمة، لم أر قط آلات نقد مربحة مثل هذه الشركات، ولا أرى أنها ستتباطأ".

ونبه إلى أنه ستكون هناك تصحيحات، وأضاف: "أقترح أنه عندما يحدث ذلك، عليك أن تجد طريقة لإضافة واحدة على الأقل، أو ربما اثنتين أو ثلاث من هذه الشركات إلى المحفظة، لأنها جزء كبير مما يحرك الاقتصاد والسوق".

تصنيفات

قصص قد تهمك