مؤشرات الأسهم الأميركية تسجل رقماً قياسياً بدعم من شركات التكنولوجيا

حقق مؤشر "إس آند بي 500" رقمه القياسي الرابع والخمسين هذا العام

time reading iconدقائق القراءة - 9
متداولون يعملون في بورصة نيويورك للأوراق المالية - بلومبرغ
متداولون يعملون في بورصة نيويورك للأوراق المالية - بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

دفع ارتفاع في أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، المؤشرات الأميركية إلى مستويات قياسية جديدة، مع استعداد متداولي وول ستريت لوابل من البيانات الاقتصادية، وتصريحات المتحدثين باسم بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي ستساعد في تشكيل آفاق مسار أسعار الفائدة.

حقق مؤشر "إس آند بي 500" رقمه القياسي الرابع والخمسين هذا العام، في تقدم "ضيّق" شهد ارتفاع عدد قليل فقط من القطاعات. صعد مؤشر "ناسداك 100" الذي يعتمد على شركات التكنولوجيا بأكثر من 1%، وقادت شركة "تسلا" مكاسب الشركات الكبرى، وسجلت أسهم "أبل" ذروة جديدة.

قلصت سندات الخزانة خسائرها، بعد أن قال محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر، إنه يميل إلى التصويت لصالح خفض أسعار الفائدة في ديسمبر. تسعر سوق المبادلات بأكثر من 70% احتمال خفض أسعار الفائدة بربع نقطة هذا الشهر. 

مجال لمزيد من الارتفاع

حتى بعد أقوى صعود منذ الأيام الأولى لطفرة الإنترنت "دوت كوم"، لا يزال لدى مؤشر "إس آند بي 500" مجال للارتفاع، وفقًا لأندرو تايلر من "جي بي مورغان تشيس". ويضيف أن أكثر صفقات الخيارات شيوعاً تراهن على أن المؤشر سيصل إلى ما بين 6200 و6300 نقطة هذا الشهر. أنهى المؤشر يوم الاثنين عند مستوى أقل بقليل من 6050 نقطة.

سيكون أبرز ما في هذا الأسبوع تقرير الرواتب يوم الجمعة، والذي من المتوقع أن يظهر أن التوظيف في الولايات المتحدة قفز في نوفمبر، بعد أن أدت الأعاصير وعمليات الإضراب، إلى تقويض نمو الوظائف قبل شهر. يوم الأربعاء، يشارك رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مناقشة، وسينتظر المستثمرون أي تقييم لسوق العمل والتضخم، بالإضافة إلى أدلة على مسار أسعار الفائدة في اجتماع ديسمبر.

قال توم إيساي في "ذي سيفن ريبورت" (The Sevens Report)، إن الأسبوع الجاري هو "آخر أسبوع مهم حقاً للبيانات الاقتصادية في عام 2024". وأضاف: "إذا كانت النتائج داعمة، فسيتوقع المستثمرون هبوطاً ناعماً للاقتصاد، وخفضاً لأسعار الفائدة في ديسمبر". وتابع أن "هذا من شأنه أن يحافظ على المؤشرات الإيجابية، للوصول إلى ارتفاع حاد في نهاية العام".

ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.2%، و"ناسداك 100" بنسبة 1.1%، في حين انخفض مؤشر "​​داو جونز" الصناعي بنسبة 0.3%.

ارتفعت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنقطتي أساس إلى 4.19%، وكسر الدولار سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام، وسط تحذير الرئيس المنتخب دونالد ترمب دول "بريكس" من السعي لاستبدال الدولار. 

تعرضت السندات والأسهم الفرنسية لضغوط متجددة، بعد أن تعهدت مارين لوبان بالإطاحة بحكومة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه، بعد فشله في تلبية مطالبها بشأن الميزانية الجديدة.

رياح مواتية

قبل عام، استعد المستثمرون والاستراتيجيون لعام مضطرب محتمل، وسط قلق بشأن خطر الهبوط الحاد للاقتصاد الأميركي، ومسار خفض أسعار الفائدة الذي قد يأتي متأخراً جداً لمنع حدوثه. ومع حلول العام، توقع عدد قليل أن يكون المكسب السنوي لمؤشر "إس آند بي 500" من بين الأفضل في التاريخ.

قال مارك هاكيت من "نايشون وايد" (Nationwide): "نجد أنفسنا الآن في منتصف منطقة ذهبية، حيث تدعم الصحة الاقتصادية نمو الأرباح، بينما تظل ضعيفة بما يكفي لتبرير تخفيضات أسعار الفائدة الفيدرالية المحتملة". وأضاف: "يواصل شهر ديسمبر الرياح الموسمية المواتية، حيث يقدم تاريخياً ثاني أفضل أداء بعد شهر نوفمبر. تشمل الرياح المواتية الفنية الأخرى للسوق، الظروف المالية والمعنويات والزخم والاتساع".

بالنسبة لسام ستوفال من "سي أف آر إيه" (CFRA)، لا يزال لدى المستثمرين الكثير للتطلع إليه بعد المكاسب الكبيرة في نوفمبر.

ويضيف أن عوائد مؤشر "إس آند بي 500" في ديسمبر سجلت منذ الحرب العالمية الثانية، ثاني أعلى متوسط ​​عائد شهري، وأعلى معدل للتقدم، وأدنى انحراف معياري للعوائد، والذي كان خلال سنوات الانتخابات أقل بنحو 40% من المتوسط ​​خلال الأشهر الـ11 الأخرى من العام.

وقال كريغج جونسون من "بايبر ساندلر" (Piper Sandler) إن "الاتجاهات في سوق الأسهم تظل بناءة. نتوقع استمرار التوسع في أسهم الشركات ذات القيمة السوقية المنخفضة، وهو ما ينبغي أن يكون بمثابة موجة صاعدة ترفع كل القطاعات".

سابقة على تراجع الأسهم 

يعتبر شهر ديسمبر داعماً لمؤشرات الأسهم بشكل عام، ولكن هناك سابقة لتراجعها عندما تكون السوق مرتفعة بالفعل حتى نوفمبر من أعوام الانتخابات، وفقًا لمجموعة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group).

قال أنتوني ساغليمبيني من "أميريبرايز" (Ameriprise) إنه "مع اقتراب العام من نهايته، يجب على المستثمرين أن يكونوا شاكرين لوفرة عوائد الأسهم التي شهدناها على مدار العامين الماضيين. ومع ذلك، نعتقد أن الطريق إلى الأمام قد يبدو أكثر تحدياً مما يبدو أن معظم المستثمرين على استعداد للاعتراف به في الوقت الحالي".

وأضاف: "ومع ذلك، نعتقد أيضاً أن التوقعات للعام المقبل تظل مواتية، على الرغم من المخاطر المعروفة، وقد ترتفع الأسهم إذا ظلت الظروف الأساسية على المسار الصحيح".

وأشار إلى أن النهج الأكثر انتقائية للأسهم، والتقييم الواقعي للرياح المعاكسة أو المواتية المحتملة للسياسات المالية والنقدية، واستراتيجية استثمار متوازنة، يمكن أن تكون مفاتيح التنقل في عام 2025، الذي من المرجح أن يكون مليئاً بالأحداث.

قال دان وانتروبسكي من شركة "جاني مونتغمري سكوت" (Janney Montgomery Scott) إن الاتجاهات الموسمية في ديسمبر تصب في صالح الأسهم بشكل عام، ولكن مع اقتراب نهاية العام والدخول إلى 2025، فإن التمركز والمعنويات يدفعان نحو التقلبات، في حين تظل الرسوم البيانية في حالة ذروة شراء في مواجهة التباعد السلبي في الزخم.

وأضاف: "نعتقد أن الأسواق مُسعَّرة إلى حد كامل تقريباً، وهذا يجعلها عُرضة للتراجعات، مع التقدم ​​نحو الربع الأول من العام الجديد". وتابع: "توقعاتنا هي حدوث تصحيح في حدود 10% إلى 15% في وقت ما خلال النصف الأول من العام المقبل".

2025 أكثر صعوبة

يقول إد كليسولد من "نيد ديفيس للأبحاث" (Ned Davis Research) إنه عندما يسجل مؤشر "إس آند بي 500" ما لا يقل عن 50 رقماً قياسياً في عام واحد، فإنه يرتفع مرتين فقط من أصل سبع مرات في العام التالي، بخسارة يبلغ متوسطها الحسابي 6.2%.

وأضاف أن "حقيقة عدم وجود أي دفعات واسعة النطاق، أو نسبة عالية للغاية من الأسهم التي ترتفع معاً منذ الانتخابات"، تشير إلى أن الارتفاع ليس واسعاً كما كان في وقت سابق من العام. وتابع أن "التضييق المستمر من شأنه أن يهيئ سوق الأسهم لعام 2025 أكثر صعوبة".

في "ميلر تاباك" (Miller Tabak)، يقول مات مالي إن هناك بالفعل مخاوف بشأن مستوى الذروة في السوق، حيث تصل العديد من مؤشرات المشاعر إلى مستويات قياسية.

ومع ذلك، "يبدو أن معظم المستثمرين يعتقدون أن هذا لا يدعو للقلق حتى العام المقبل"، كما أشار مالي، مضيفاً: "هذا النوع من الرضا يخبرنا بأن المزيد من الارتفاع في نهاية العام ليس مضموناً، ولكن حتى نرى علامات على أن السوق بدأت بالفعل في التراجع، فمن الصعب إصدار أي إشارات تحذيرية الآن".

بعد ارتفاع كبير في التقلبات خلال الصيف، انخفض "مقياس الخوف" في وول ستريت -vix- إلى ما دون 14 نقطة. حدث التحول السابق في المؤشر من مستوى يفوق 20 نقطة إلى أقل من 14 نقطة في خريف عام 2023، ما أدى إلى مكسب بنسبة 10% في مؤشر "إس آند بي 500" خلال الأشهر الثلاثة اللاحقة، وفق دين كريستيانز في "سينتيمن ترايدر" (SentimenTrader).

وقال: "كلما تناوب مؤشر التقلبات من أعلى من 20 إلى أقل من 14، أظهر مؤشر إس آند بي 500 عوائد ممتازة وثباتاً على المديين المتوسط ​​والطويل". وأضاف: "كان هذا هو الحال بشكل خاص في 2024، حيث ارتفع المؤشر في جميع الحالات باستثناء حالة واحدة، وأظهر تميزاً مقارنة بالعوائد العشوائية خلال فترة الدراسة".

تصنيفات

قصص قد تهمك