الشرق
واصل المستثمرون الأسبوع الماضي التخارج من الصناديق المتداولة بالبورصة التي تشتري أسهم وسندات الأسواق الناشئة للأسبوع الرابع على التوالي وإن كان بوتيرة أقل من الأسبوع السابق، وسط مخاوف إزاء الرسوم الجمركية التي يهدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرضها على الصين والمكسيك وكندا.
وخلال الأسبوع المنتهي في 29 نوفمبر، سحب المستثمرون 730.5 مليون دولار من صناديق الأسواق الناشئة المدرجة بالولايات المتحدة التي تستثمر في الأسواق النامية بالإضافة إلى تلك التي تستهدف دولاً بعينها، مقارنة مع خروج 1.42 مليار دولار في الأسبوع السابق، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبرغ". على الجانب الآخر، بلغ إجمالي حجم الأموال الداخلة إلى تلك الصناديق نحو 13.9 مليار دولار منذ بداية العام.
بلغت خسائر الصناديق المتداولة التي تستثمر في الأسهم 802.1 مليون دولار في الأسبوع الماضي، بينما زادت صناديق السندات بقيمة 71.6 مليون دولار.
إثر ذلك، انخفض إجمالي أصول صناديق الاستثمار في الأسواق الناشئة إلى 358.2 مليار دولار من 359.4 مليار دولار، بعدما أغلق مؤشر "إم إس سي أي" (MSCI) للأسواق الناشئة على انخفاض بنسبة 0.8% عن الأسبوع السابق عند 1078.57 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ 12 سبتمبر الماضي.
شهدت الصين وهونغ كونغ أكبر تدفقات خارجة بلغت 605.9 مليون دولار، بينما سجلت المكسيك أكبر تدفقات داخلة بنحو 5.62 مليون دولار بقيادة مؤشر سندات الأسواق الناشئة لـ"جي بي مورغان" المقومة بالدولار الأميركي.
عاصفة ترمب
كان ترمب أثار عاصفة في الأسواق العالمية الأسبوع الماضي عندما أعلن في منشورات على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال" أنه سيفرض في أول أيام استلامه للسلطة رسوماً جمركية إضافية بنسبة 10% على جميع المنتجات المستوردة من الصين، إلى جانب رسوم بنسبة 25% على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا.
أدت التهديدات إلى صعود الدولار، في حين تراجع النفط والمعادن النفيسة والأساسية، وسط مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية المزمعة على الطلب من الصين بالإضافة إلى انخفاض أسواق المال.
كان فريق من الخبراء الاستراتيجيين لدى "بنك أوف أميركا" توقع الشهر الماضي انخفاض عملات الأسواق الناشئة بنسبة 5% خلال النصف الأول من عام 2025، وموجة بيع للديون السيادية.
وقال فريق الخبراء بقيادة ديفيد هاونر إن من شأن تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أن يؤدي إلى نزوح رؤوس الأموال من الأسواق الناشئة، وارتفاع علاوات المخاطر كما حدث في 2018.