بلومبرغ
أدت عمليات البيع المكثفة لأسهم شركات التكنولوجيا العملاقة إلى انخفاض مؤشرات الأسهم الأميركية، في حين قدمت أحدث البيانات الاقتصادية الدعم لموقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الحذر بشأن خفض أسعار الفائدة.
أوقف هذا الانخفاض ارتفاعاً استمر سبعة أيام، دفع مؤشر "إس آند بي 500" إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وانخفض مؤشر بلومبرغ لـ"العظماء السبعة" (ميتا، تسلا، إنفيديا، مايكروسوفت، أمازون، ألفابت، أبل) بنحو 1%، حيث قادت "إنفيديا" الخسائر.
انخفضت أسهم "ديل" و"إتش بي" بنسبة 11% على الأقل، بعد أن خيبت نتائج أعمالهما آمال المستثمرين الذين كانوا ينتظرون التعافي في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية.
هبطت أسهم شركة "كراود سترايك هولدينغز" (CrowdStrike Holdings Inc) بنسبة 4.5% بعد أن أعلنت عن توقعات أرباح أضعف من المتوقع.
فوضى أسهم التكنولوجيا
شبه جوناثان كرينسكي من "بي تي آي جي" (BTIG) ما يحدث بـ"فوضى التكنولوجيا"، مشيراً إلى أن "الانهيار النسبي في أسهم التكنولوجيا هو مصدر قلق في عام 2025". وتابع أن "هناك بعض الأخبار الجيدة المتمثلة في التحول إلى أجزاء أخرى من السوق، ما يحافظ على اتساع التداول".
في جلسة تداول خفيفة قبل عطلة عيد الشكر، أظهرت البيانات أن مقياس التضخم الأساسي المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، قد ارتفع. وبينما يتماشى مع التقديرات، ارتفعت نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية بنسبة 2.8% عن أكتوبر من العام الماضي. أظهرت أرقام منفصلة أن الاقتصاد توسع بوتيرة قوية.
مسار خفض الفائدة
تدعم هذه البيانات، التعليقات الأخيرة التي أدلى بها العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتي تفيد بعدم وجود عجلة لخفض أسعار الفائدة، طالما توسع الاقتصاد، وظلت سوق العمل سليمة.
بالنسبة لبريت كينويل من "إي تورو" (eToro)، تحرك التضخم الإجمالي في الاتجاه المطلوب، "لكن الافتقار إلى المزيد من المتابعة، قد يجبر المستثمرين على إعادة تقييم الرهانات على تخفيضات أسعار الفائدة في المستقبل".
من جهته، قال كوينسي كروسبي من شركة "إل بي إل فاينانشال" (LPL Financial) إن "الخطوة الأخيرة نحو استقرار الأسعار تعطلت بسبب التضخم العنيد، والظروف المعاكسة على طول الطريق".
انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 0.4%، كما نزل مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 0.9%، ومؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 0.3%. انخفضت عائدات سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بخمس نقاط أساس إلى 4.25%. وانخفض مؤشر بلومبرغ للدولار بنسبة 0.6%، في حين ارتفعت بتكوين.
الفرص تفوق المخاطر
تحول فريق استراتيجية الأسهم في "جيه بي مورغان تشيس"، الذي قاده لسنوات ماركو كولانوفيتش حتى رحيله في وقت سابق من عام 2024، إلى إيجابي بشأن الأسهم الأميركية.
أصدر دوبرافكو لاكوس بوغاس، الذي تولى قسم أبحاث السوق للشركة هذا الصيف، هدفاً للمؤشر لنهاية عام 2025 عند 6500 نقطة، وهو ما يفوق متوسط توقعات الاستراتيجيين الذين تتبعهم "بلومبرغ" عند 6300 نقطة.
وكتب: "إن عدم اليقين الجيوسياسي المتزايد، وأجندة السياسة التي تتطور باستمرار، يضيفان تعقيداً غير عادي إلى التوقعات، ولكن من المرجح أن تفوق الفرص المخاطر".
وسعت مؤشرات الأسهم الأميركية من تفوقها على نظيراتها الدولية هذا العام، مدعومة بأسهم التكنولوجيا والحماسة تجاه الذكاء الاصطناعي، بينما يظل الاقتصاد صامداً.
ارتفع مؤشر "إس آند بي 500" بنحو 25% في عام 2024، محققاً العديد من الارتفاعات القياسية، ومتجاوزاً إلى حد كبير مؤشر "إم إس سي آي" العالمي من دون الولايات المتحدة (MSCI World Ex-USA). كما اتسعت فجوة التقييم، حيث يتم تداول الأسهم الأميركية الآن عند علاوة قياسية تبلغ 60% عن نظيراتها الدولية على أساس نسب السعر إلى الأرباح المستقبلية.
استمرار الزخم
تأخذ سوق الأسهم قسطاً من الراحة، بعد أن سجل مؤشر "إس آند بي 500" رقمه القياسي الثاني والخمسين لهذا العام، في حين تشير الاتجاهات الموسمية إلى أن الزخم قد يستمر.
منذ عام 1950، حقق المؤشر مكسباً متوسطاً بنسبة 1.8% من عيد الشكر حتى نهاية العام، وانتهى مرتفعاً بنسبة 70% من الوقت خلال هذه الفترة، وفقاً لآدم تورنكويست من "LPL Financial"، مقارنة بمتوسط مكسب السوق الأوسع البالغ 1%، ومعدل إيجابية بنسبة 63% خلال هذه الفترة.
ولاحظ أنه عندما يكون المؤشر أعلى خلال العام حتى العطلة، يرتفع متوسط المكسب في نهاية العام إلى 2.1%، مع تحقيق 75% من الحالات نتائج إيجابية.
وفقًا لإيمانويل كاو من "باركليز بي إل سي"، ارتفعت التدفقات إلى الأسهم الأميركية بعد الانتخابات، و"عادت موجة جنون التجزئة، بينما يستمر بيع الأسهم في أوروبا من دون هوادة".
لا يزال الخبير الاستراتيجي يرى أن هناك بعض التقلبات، فرغم التدفقات الكبيرة في الولايات المتحدة من الصناديق طويلة الأجل والتجزئة، كانت إعادة تحقيق الأرباح من جانب صناديق التحوط والاستراتيجيات المنهجية، محدودة.
ويقول إن مؤشرات المشاعر لم تنتعش مع السوق بشكل عام، مما يشير إلى أن التفاؤل ليس منتشراً على نطاق واسع كما يبدو.